تم تشكيل لواء فاطميون المدعوم من إيران من اللاجئين الأفغان الشيعة في إيران وأيضًا من أعضاء أقلية الهزارة الشيعية داخل أفغانستان، والتي تشكل ما بين 9 إلى 10٪ من إجمالي سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة.
منذ التسيعينات، فرَّ مئات الآلاف من الهزارة من بلادهم بعدما اعتبرتهم طالبان كفارًا وأهدافًا يجب تصفيتها. توجهوا إلى إيران حيث جندتهم الحكومة في خُططها العسكرية.
بعد انسحاب بايدن | طالبان – الحرس الثوري.. هل يستمر شهر العسل ؟| س/ج في دقائق
وفقًا لمعهد الولايات المتحدة للسلام (USIP)، فإن معظم أعضاء “فاطميون” في العشرينات والثلاثينات من العمر، عانوا من الفقر وعاشوا أوضاعًا اجتماعية صعبة بسبب كونهم مُهاجرين في أراضٍ غريبة، وهو ما سهّل عمليات تجنيدهم.
وبحسب تقارير إعلامية وحقوقية، أغرت إيران هؤلاء اللاجئين وعائلاتهم بالأموال وتقنين الأوضاع مقابل الخدمة في اللواء.
ووفقًا لتقرير معهد الشرق الأوسط، فإن بعض اللاجئين أفادوا بأنهم أُجبروا على الانضمام لـ”فاطميون” عبر التهديد بالاعتقال والترحيل.
عقب الانتهاء من تدريبهم وتسليحهم، بدأت إيران تنشر هذه القوات خارج الحدود؛ فبحسب التقديرات بلغ عدد قوات “فاطميون” في سوريا ما بين 20 ألفًا – 50 ألفًا.
يُقدِّر معهد السلام الأمريكي إجمالي عدد مقاتلي فاطميون بـ60 ألفاً.
س/ج في دقائق: كيف تحول شيعة أفغان لمحاربين بالوكالة في سوريا؟
في 2019، صنّفت وزارة الخزانة الأمريكية جماعة فاطميون في سوريا منظمة إرهابية لتلقّيها دعمًا مباشرًا من الحرس الثوري الإيراني.
حينها، قال وزير الخزانة ستيفن منوشين، إن النظام الإيراني الوحشي يستغل مجتمعات اللاجئين في إيران، ويحرمهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل التعليم، ويستخدمهم كدروع بشرية للصراع السوري.
وفقًا لمصادر منظمة “فرونت لاين ديفندرز” الحقوقية، أعادت إيران “فاطميون” إلى أفغانستان، في السنوات الأخيرة لحُكم الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني.
ولم تحظر الحكومة الأفغانية السابقة، بشكل صريح، جماعة فاطميون، ولم تدل بأي تعليقات منتقدة لها.
بدلاً من ذلك، قال رحمة الله نبيل، رئيس وكالة المخابرات الأفغانية السابق، في تصريحٍ لإذاعة “أوروبا الحرة”، في فبراير 2020، إن “فاطميون” لم يشكلوا تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأفغاني رغم أن عدة آلاف منهم قد عادوا لأفغانستان.
وفي مقابلة في ديسمبر 2020 لقناة TOLO TV الأفغانية، رفض وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إعلان مكان فاطميون، لكنه قال إنهم بدأوا مغادرة سوريا، وقال: “ربما يكونون في إيران، أو ربما ليسوا في إيران”، في إشارة إلى أنهم قد يكونون بالفعل في أفغانستان.
في نفس المقابلة، قال ظريف إنه إذا كانت الحكومة الأفغانية راغبة، فيمكنها استغلال “فاطميون” داخل أفغانستان، لمحاربة داعش وحماية أمن أفغانستان.
طالبان 2.0 | من هم؟ من يقودهم؟ وكيف سيحكمون أفغانستان؟ | س/ج في دقائق
تمتلك إيران علاقة عدائية قديمة مع طالبان، ما يجعل ذراعها العسكري الأفغاني “فاطميون” -والطائفة الشيعية بشكلٍ عام- في مرمى النيران المرتقبة.
وفور عودة عودة طالبان بدأت الهزارة والجماعات العرقية الأخرى في أفغانستان في حمل السلاح وتشكيل الميليشيات؛ لحماية نفسها إذا حاولت طالبان إعادة “مذابح الماضي”.
وبرغم الموقف الإيجابي الذي أعلنته طهران مؤخرا إزاء عودة طالبان للحُكم، إلا أن الأخيرة لم تسعَ إلى فتح قنوات اتصال مع فاطميون حتى الآن.
ويعتقد محللون، أن نهج طالبان تجاه إيران لن يختلف عن موقف الملا الراحل عبد المنان نيازي، أحد القادة المؤسسين لطالبان، والذي قتل مؤخرًا، الذي كان شعاره “كل الهزارة فاطميون.. سأقتل فاطميون وكل الآخرين الذين يلعبون دورًا رئيسيًا في الحرب الأهلية في أفغانستان، وليكن درسًا في تاريخهم وللأجيال القادمة”.
ما يُنبِّئ أن الأيام القادمة ستكون حافلة بالأحداث المشتعلة، وأن الخلاف الإيراني الطالباني لن يُسوّى بهذه البساطة.
وادي بنجشير.. معقل المعارضة الأفغانية ضد طالبان | هل يمتلك فرصة للصمود؟ | س/ج في دقائق
ما هو لواء فاطميون ولماذا يثير حفيظة طالبان؟ (فرونت لاين)