وادي بنجشير.. معقل المعارضة الأفغانية ضد طالبان | هل يمتلك فرصة للصمود؟ | س/ج في دقائق

وادي بنجشير.. معقل المعارضة الأفغانية ضد طالبان | هل يمتلك فرصة للصمود؟ | س/ج في دقائق

23 Aug 2021
أفغانستان
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

سريعًا اكتسحت طالبان أفغانستان حتى دخلت العاصمة كابول، إلا أن هناك مكانًا لم تغزُه الحركة بعد، وإن كانت تحاصره من جميع الجهات.

هذا المكان يُسمّى وادي بنجشير، ويقع شرق أفغانستان بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية، والذي أصبح  مقرًا للمعارضة الأفغانية ضد طالبان.

فمن هم هؤلاء المعارضون لحكم طالبان؟ ولماذا اختاروا وادي بنجشير تحديدًا؟

الإجابة عبر:

س/ج في دقائق


لماذا يلجأ الجميع إلى وادي بنجشير؟

يتمتّع وادي بنجشير (الترجمة الحرفية للاسم هي “خمسة أسود”) بتضاريس جغرافية معقدة، وله تاريخ طويل في مقاومة الحُكام يمتدُّ إلى 200 عام، محتميًا بالجبال التي تُحيط به من جميع جوانبه.

في القرن التاسع عشر، عندما احتل البريطانيون أفغانستان، لم يستطيعوا دخول وادي بنجشير.

أيضًا، خلال غزو السوفييت لأفغانستان عجزوا عن دخول هذا الوادي، بعدما نجح المقاومون الأفغان في صدِّ هجماتهم بزعامة أحمد شاه مسعود، المعروف بِاسم “أسد بونجشير”.

خلال السنوات العشر من الحرب في أفغانستان بسبب الغزو السوفيتي، ظل وادي بنجشير رمزًا لمقاومة الاحتلال.

وعقب رحيل السوفييت، وسيطرة طالبان على مقاليد الأمور، استمرّ أحمد شاه مسعود في معارضته لها طوال الفترة بين عامي 1996-2001، ولم يخضع وادي بنجشير لسيطرة طالبان أبدًا. يرجع ذلك في جزء أساسي منه إلى الاختلاف العرقي داخل أفغانستان. حيث يسيطر الطاجيك على هذا الوادي. ويتمتعون بامتداد عرقي في طاجيكستان المجاورة.

خلال فترة حكم طالبان السابقة، وحّد أحمد شاه مسعود عددًا من الفصائل الأفغانية المختلفة تحت إمرته، وأنشأ تحالف الشمال الذي سيطر على شمال أفغانستان، ونجح في بعض الفترات في السيطرة  على 30% من البلاد.

في النهاية اغتيل أحمد شاه مسعود على يد عنصرين من تنظيم القاعدة، قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر 2001، وبقي الوادي بعيدًا عن سيطرة طالبان حتى غزت القوات الأجنبية، بقيادة الولايات المتحدة، أفغانستان وأطاحت بحركة طالبان من السلطة.

طالبان 2.0 | من هم؟ من يقودهم؟ وكيف سيحكمون أفغانستان؟ | س/ج في دقائق


كيف جاء إعلان الوادي عن نفسه منطلقا لمعارضة طالبان هذه المرة؟

في البداية أعلن أحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود، أنه سيُشكل جبهة لمقاومة طالبان وقتالها في كل أفغانستان، وأن مركز مقاومته سيكون وادي بنجشير.

أحمد مسعود طلب المساعدة من الولايات المتحدة لتوريد الأسلحة والذخيرة إلى ميليشياته، وقال في رسالته لأمريكا: “أكتب اليوم من وادي بنجشير، وأنا مستعد لاتباع خطى والدي، وكذلك المجاهدون مستعدون مرة أخرى لمواجهة طالبان”، مؤكدًا أن عدد قواته ازداد بعد سقوط كابل، وأنه قد انضم إليه الكثير من أفراد الجيش الأفغاني بعد انسحاب قادتهم.

وأكد أحمد مسعود أن لديه ترسانة من الذخيرة والأسلحة تراكمت منذ عهد والده، لكنه حذر إنه إذا شنت طالبان هجومًا عسكريًا واسع النطاق، فإن قواته والإمدادات اللوجستية الموجودة تحت تصرفهم قد لا تكون كافية.

في الوقت ذاته، استقبل الوادي الحصين زيارة من نائب الرئيس الأفغاني أمر الله صالح الذي أعلن أنه “الرئيس الشرعي المؤقت” بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد، مؤكدًا أنه سيذهب إلى بنجشير لتنظيم صفوف المقاتلين، ولقيادة المقاومة من هناك.

مصادر تمويل طالبان | الأفيون أحد 5 كنوز تمنح “المجاهدين” 1.6 مليار دولار سنويًا | قوائم في دقائق



هل تستطيع قوات “بنجشير” تهديد عرش طالبان؟

يقول سفير أفغانستان لدى طاجيكستان زاهر أغبار لـ”رويترز”: “لا أستطيع أن أقول إن طالبان انتصرت في الحرب، فالدكتور أشرف غني وحده هو الذي تخلى عن السلطة بعد محادثات غادرة مع طالبان، لكن المقاومة ستواجه طالبان من بنجشير بقيادة نائب الرئيس أمر الله صالح”.

وقال بيل روجيو،  عضو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن هناك الكثير من الجنود السابقين والكوماندوز وغيرهم من الأشخاص في بنجشير، وأنهم يسعون لتنظيم المقاومة الآن ومحاولة إعادة التجمع قبل أن تفرض طالبان سيطرتها بالكامل عليهم.

وأكد روجيو إنه إذا تمكن صالح من توحيد صفوف بنجشير، والاستيلاء على بدخشان المجاورة والتي تقع على حدود طاجيكستان بالكامل أو أجزاء منها، فإنه سيحصل على شريان حياة خارجي لقواته، أما عن مسألة استمراره طويلاً من عدمها، فهذا سيتوقف على ما سيلاقيه من دعم خارجي.

خلال فترة تحالف الشمال في عهد مسعود الأب، دعّمت إيران مجموعات في وادي بنجشير ضد طالبان، لكن الوضع مختلف الآن، لأن طهران تمرُّ بفترة سلام مع طالبان، ما سيحرم المعارضين الأفغان من الدعم الفارسي هذه المرة.

مناشدات دعم المعارضة في “بنجشير” ظهرت في أمريكا سريعًا، وبدأت بالنائب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي مايك والتز، وهو عضو متقاعد في الجيش الأمريكي سبق له الخدمة في أفغانستان. طالب مايك إدارة بايدن بتقديم المساعدة لمسعود، ليكون بديلاً عن الجيش الأفغاني، الذي كانت تدعمه واشنطن بـ3.3 مليار دولار لكنه انهار في وقتٍ وجيز أمام طالبان.

بعد انسحاب بايدن | طالبان – الحرس الثوري.. هل يستمر شهر العسل ؟| س/ج في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

أحمد مسعود يطلب أسلحة من الولايات المتحدة (هندوستان تايمز)

تتشكل جبهة مناهضة لطالبان. هل يمكن أن تدوم؟ (فورين بوليسي)

يتوقع المحللون أن المقاومين الأفغان سيكافحون ضد هجوم طالبان (تايمز أوف إسرائيل)

تعرف على وادي بنجشير ، المنطقة الوحيدة التي لم تحتلها طالبان (kompas)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك