حروب غزة التي لا تتوقف | لماذا لن تهدأ الأوضاع أبدًا في الشريط الساحلي؟ | س/ج في دقائق

حروب غزة التي لا تتوقف | لماذا لن تهدأ الأوضاع أبدًا في الشريط الساحلي؟ | س/ج في دقائق

10 Aug 2022
إسرائيل فلسطين
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط


عناوين الأخبار الدولية تتغير: حدث يصعد هنا، ثم يصعد آخر هناك، إلا الصراع في غزة. يلتقط الأنفاس لأشهر، ثم يعود للاشتعال.

فلما غزة تحديدًا؟

س/ج في دقائق


لماذا لا يهدأ الوضع في غزة أبدًا؟

قطاع غزة كرة نار لكل الأطراف:

شريط ساحلي شبه معدوم الموارد، لا يتعدى 365 كيلو متر مربع، يضم ثالث أكبر كثافة سكانية في العالم، بأكثر من مليوني مواطن، ومعدل نمو سكاني ضخم يتقرب من 3%، ونسبة بطالة بحدود 70%، مع 80% من السكان تحت خط الفقر.

كل هذا تحت حصار جزئي منذ 2005، وشبه كامل منذ 2007.


لماذا غزة تحت الحصار أصلًا؟

حتى 2005، كانت غزة تخضع لإدارة مدنية وعسكرية إسرائيلية.

لكن الحكومة الإسرائيلية رأت أن وجودها في غزة يسبب لها الكثير من الأزمات؛ الإدارية أولًا، ثم العسكرية، دون عائد مهم للوجود على الأرض، فأعلنت خطة فك الارتباط، أو الانسحاب من جانب واحد، دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية التي يفترض أنها تملك السيادة على القطاع.

روجت الفصائل الفلسطينية لفك الارتباط كانتصار في حرب التحرير، باعتبارها أجبرت الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من القطاع. لكن إسرائيل استغلت الانسحاب دون تنسيق لتفرض شروطها، وبينها التحكم الكامل في كل منافذ الحياة لغزة، ومنها المجال الجوي والمياه الإقليمية، ومنطقة عازلة تحيط كل حدود القطاع، باستثناء الـ 11 كيلو على الحدود بين غزة مصر.

بلومبرج: حرب غزة تعيد تذكير الجميع بمن تكون مصر.. “مهندس الشرق الأوسط” | ترجمة في دقائق


هل يعني ذلك أن مصر مشاركة في الحصار كما يقولون؟

نقطة العبور الوحيدة بين مصر وغزة هي معبر رفح، المخصص لعبور الأفراد.

في 2005، حدث اتفاق لإعادة تأهيله لمرور البضائع تحت إدارة السلطة الفلسطينية، وبإشراف دولي ومراقبة إسرائيلية.

لكن في 2007، سيطرت حماس على غزة بالسلاح وطردت السلطة الفلسطينية، فانسحب المراقبون، وانهار الاتفاق.

من هذا الوقت، أصبحت هناك صعوبة في فتح المعبر، لكنه كان يفتح بشكل استثنائي أكتر من مرة للحالات الاستثنائية، ثم تحول الاستثناء لشكل شبه دائم.


ما علاقة ذلك باستمرار الحرب في غزة؟

الصراع في غزة تحول عمليًا إلى معضلة ليس لها حل.

حين سيطرت حماس على غزة، قالت إنها كانت تعتبر أن السلطة وكيل إسرائيل في منع المقاومة، وأنها ستحول غزة إلى قطاع مقاوم يخطط لتنفيذ برنامج الحركة في محو إسرائيل من الوجود، واستعادة كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1948 “من البحر إلى النهر”.

لكن السيطرة العسكرية حملت حماس مسؤولية إعاشة المليوني فلسطيني المحاصرين في غزة، فتحولت تدريجيًا إلى السياسة:

حاولت أولًا كسر الحصار بالتصعيد ضد إسرائيل، لكن الغارات الإسرائيلية تصاعدت، بما حملها مسؤولية مضاعفة في إيواء وإعالة المتضررين، وإعادة الإعمار شبه المستحيل مع تشديد الحصار الإسرائيلي، فغيرت السياسة، بأن توقفت هي عن التصعيد بينما سمحت لباقي الفصائل بإطلاق الصواريخ. ومجددًا، حملت إسرائيل حماس المسؤولية باعتبارها حاكم الأمر الواقع فعاودت حماس استهدافها، فشددت الحركة الخناق على بقية الفصائل تدريجيًا، وتحملت وحدها قرار اختيار توقيت السماح بالتصعيد أو الميل للتهدئة.


أليس هذا ما كانت حماس تلوم السلطة الفلسطينية عليه؟

بالضبط. لكن السلطة لو كانت مكان حماس لقالت إنها مضطرة لتقييد إطلاق العمليات المسحلة؛ باعتبارها مرتبطة باتفاقيات مع إسرائيل.

لكن حماس ليس لديها هذا المبرر.

مع ذلك، وجدت نفسها مضطرة للمنع، مرة بالقوة ومرات بالسياسة.


ولماذا لا تهدأ الأمور طالما أنها بيد حماس؟

هذه معضلة ليس لها حل.

شعبية حماس قامت على محو إسرائيل من الوجود، بالتالي لا تستطيع أن تتفاوض على حل شامل لرفع الحصار أو منع الاشتباك، فبقى الحل في فترات التهدئة.

لكن مع اختناق الوضع في غزة، تضطر حماس لتخفيف يديها عن بقية الفصائل، وخصوصًا عند اتهامها بخيانة السلاح، فتترك لهم الحبل لتثبت أنها ما زالت حركة مقاومة، وكذلك عندما تتعطل عمليات تبادل الأسرى تحتاج حماس للضغط العسكري.

حرب غزة برواية أمريكية؟ “غسيل في بلكونة مواطن” استغلته إيران | ترجمة في دقائق


وما علاقة تبادل الأسرى بذلك؟

حماس محتفظة بجنود إسرائيليين غير مؤكد عددهم ولا طبيعتهم سواء أحياء أم أموات، لكنها كل فترة تطلب مبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

الموضوع صعب لأن فاتورة التبادلات السابقة كانت مكلفة سياسيًا على حكومات إسرائيل، لأنها تضطر للإفراج عن قادة مهمين للرجوع لقيادة الفصائل المسلحة، مثلما حدث مع قائد حماس يحيى السنوار الذي خرج في آخر صفقة تبادل.

هذه الصفقات لا تحتملها إسرائيل التي تمر بوضع سياسي مضطرب.

دخلته لأول مرة منذ 1967.. هل تخطط مصر لاستعادة السيطرة في قطاع غزة؟ | ترجمة في دقائق


هل هذا يعني أن حماس تتحمل المسؤولية كاملة؟

بالطبع لا، فحكومات إسرائيل تعتمد لعبة اسمها “معادلة الردع”.

وفق هذه المعادلة، تختار ضرب غزة مع كل اضطراب داخلي، وهناك مبرر دائمًا بأن هناك صواريخ تطلق من غرة.


ألم تمنع حماس ضرب الصواريخ؟

الأمر ليس بسيطًا، فحماس تستطيع السيطرة على الفصائل الصغيرة بالقوة، لكنها لا تستطيع وقف حركة الجهاد التي تنافس حماس على نفس قاعدتها الشعبية “أنصار الإسلاميين”.

حماس لا تتحمل هنا أن تظهر أمام جمهورها التقليدي كحامية لإسرائيل، لذلك لا تملك منع حركة الجهاد من إطلاق الصواريخ إلا بالسياسة.


لماذا لا يجري التنسيق بين الحركتين طالما أنهما تتشاركان نفس القاعدة؟

إعلاميًا، حماس والجهاد مهتمين بالظهور كيد واحدة.

لكن التباعد ظهر في السنين الأخيرة عندما دخلت الجهاد في مواجهتين مع إسرائيل منفردة بعد اغتيال قادة مهمين في التنظيم.

هذه المواجهات غالبًا ما تكون قصيرة بسبب التفاوت الضخم في القدرات، مما يضطر الجهاد بالموافقة على التهدئة سريعًا لتجنب مضاعفة الخسائر، لتزيد الفجوة مع حماس التي تركتها وحيدة في المعركة.


وأين كانت حماس في هذه المواجهات؟

معايير حماس أصعب، ولها أهداف مدروسة، مثل دخولها مواجهة 2021 من أجل أن تبرهن أنها المتبني الأول لقضية القدس.

لكن تدخلها أقل، حتى تستطيع التنصل من الحروب، وبالتالي تستطيع فرض التهدئة أو التفاوض على بعض المكاسب.

القبة الحديدية | هل فشلت في حماية إسرائيل من صواريخ حماس؟ | س/ج في دقائق


ولماذا لا يتدخل منصور عباس في هذه المعارك؟

وضع منصور عباس معقد. هو إسلامي شبه إخواني، يفترض أنه ينتمي إلى نفس التيار الأصلي الذي خرجت منه حماس.

لكنه أصبح عضوًا في الحكومة الإسرائيلية ويخطط ألا يخرج منها مهما تغيرت لليسار أو اليمين.

بالتالي في كل مناسبة يقول إنه موجود من أجل حل أزمات المجتمع العربي في إسرائيل، وأنه لن يتدخل في أي قضية لها علاقة بالأمن أو السياسة الخارجية، ولا يحاول إدانة أي هجوم على غزة، وإن كان قال إنه لا يحب رؤية الحروب التي يسقط فيها الأبرياء.

الضفة والقاهرة أم القدس.. من المستهدف برسائل حماس من إشعال حرب غزة؟ | س/ج في دقائق


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك