نجح العلماء في تطوير علاج جديد للسرطان يقضي على الخلايا السرطانية المجهرية سموه “العلاج المناعي الضوئي”.. خبر لم يعد جديدًا في ظل ثورة علاجات السرطان الدائرة حاليًا.
لكن الفتح العلمي الحقيقي هنا أنه ليس مجرد علاج، بل فرع رئيسي خامس، شارك في تصميمه فريق من مهندسي الجينات والفيزيائيين وجراحي الأعصاب وعلماء الأحياء وعلماء المناعة من بريطانيا وبولندا والسويد.
فما هو العلاج المناعي الضوئي وكيف يعمل؟
س/ج في دقائق
لماذا يعتبر العلاج المناعي الضوئي “فرعًا رئيسيًا خامسًا”؟
الفروع الرئيسية تعني “الفكرة الأصلية”، أو “فلسفة العلاج”.
لتبسيط المعنى سنضرب مثلًا بالأجيال الجديدة من شبكات المحمول. بالتأكيد تدرك الفارق بين إنترنت الموبايل في بداياته، وصولًا إلى الجيل الرابع المنتشر حاليًا، ثم الانطلاقة القصوى مع ابتكار الجيل الخامس.
الأمر نفسه ينطبق على علاجات السرطان. حتى الآن، طور العلماء 4 فروع رئيسية لعلاج السرطان. هي: الجراحة والعلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي. ومعظم الاختراقات الناجحة الأخيرة تندرج تحت فرع العلاجات المناعية.
هنا، تأتي أهمية العلاج المناعي الضوئي من كونه “الجيل الخامس”.
كل جيل سابق ترك أثرًا مهمًا. لكن قرب بعض الأورام من الأعضاء الحيوية “القشرة الحركية من الدماغ مثلًا” كان يعطل عمل العلاجات الأربعة الأولى؛ لأن احتمال الإضرار بالعضو نفسه كان قائمًا.
هنا، كان الأطباء يضطرون للتدخل الجراحي “الخطير أصلًا” لكنه حتى في حال نجاح الجراحة، كانت يصعب إزالة بعض الخلايا السرطانية، بما يعني أن المرض سيعود أكثر عدوانية لاحقًا.
يالآن، يعتقد الخبراء أن العلاج المناعي الضوئي يحل هذه الأزمة تحديدًا.
يجبر العلاج المناعي الضوئي الخلايا السرطانية على التوهج في الظلام، بما يساعد الجراحين على إزالة المزيد من الأورام مقارنة بالتقنيات الحالية – ثم يقتل الخلايا المتبقية في غضون دقائق بمجرد اكتمال الجراحة.
في أول تجربة في العالم على الفئران المصابة بالورم الأرومي الدبقي، أحد أكثر أنواع سرطان الدماغ شيوعًا وخطورة، كشفت عمليات المسح أن العلاج الجديد أضاء حتى أصغر الخلايا السرطانية لمساعدة الجراحين على إزالتها – ثم قضى على تلك المتبقية.
كما أظهرت تجارب الشكل الجديد من العلاج المناعي الضوئي ، بقيادة معهد أبحاث السرطان بلندن، أن العلاج أثار استجابة مناعية يمكن أن تحفز جهاز المناعة لاستهداف الخلايا السرطانية في المستقبل، مما يشير إلى أنه يمكن أن يمنع عودة الورم الأرومي الدبقي بعد الجراحة.