مجلة لو بوان الفرنسية تكشف في تحقيق استقصائي عما تعتبره إمبراطورية حزب الله في فرنسا.
بطلها الرئيسي كان عميل التنظيم اللباني مازن الأتات الذي سمحت باريس أخيرًا بتسليمه إلى واشنطن.
لكن شبكة الأتات سقطت في “مشروع كاساندرا” فاستبدل بها التنظيم شبكة أكثر تعقيدًا تتولى مسؤولية إدارة تجارة المخدرات وغسيل الأموال ثم إعادة تحويلها إلى لبنان مرورًا بأفريقيا.
س/ج في دقائق
كيف تكشفت شبكة حزب الله في فرنسا؟
في 2016، احتجزت فرنسا مازن الأتات كجزء من عملية دولية لوكالة مكافحة المخدرات الأمريكية “مشروع كاساندرا”
كشفت مشروعًا معقدًا لغسيل الأموال عبر شبكة إتجار بالمخدرات أكسبت حزب الله ملايين الدولارات.
قضية حزب الله في فرنسا تضمنت 13 متهمًا، أهمهم مازن الأتات و محمد نور الدين.
وكلاهما واجه حكمًا بالسجن في 2018. ووافقت باريس مؤخرًا على تسليم الأول إلى واشنطن.
مشروع كاساندرا كشف أن فرنسا تحولت إلى مركز عمليات لحزب الله في أوروبا حيث تجمع مبيعات الكوكايين، قبل تحويلها إلى لبنان، ثم نقلها إلى التجار الكولومبيين.
ويجري نقل الأموال باستخدام نظام دفع عمره قرون يرجع تاريخه إلى تجارة التوابل المسماة “حوالة”، ويمر عبر شبكة مجربة تتطلب ثقة قوية.
بعد بيع المخدرات، تستخدم شبكة حزب الله نشطاء الحوالة لجمع العائدات، ثم غسيل الأموال عبر شراء المجوهرات والساعات والسيارات الفاخرة ليعاد بيعها في لبنان أو غرب أفريقيا، فيصل العائد إلى حزب الله
هل تعطلت شبكة حزب الله في فرنسا بعد مشروع كاساندرا؟
لا. حتى بعد سقوط خلية مشروع كاساندرا، تقول مجلة لو بوان أن جمعيات ومنظمات خيرية تعمل على جمع الأموال من فرنسا لحساب حزب الله.
يذكر التحقيق أنه في 29 ديسمبر 2020، تمكّن عدد من الهاكرز يسمون أنفسهم Spiderz من اختراق نظام جمعية “القرض الحسن” التي تضعها الولايات المتحدة على لوائح العقوبات،
ووجد الهاكرز أن شبكة حسابات القرض الحسن المالية التابعة لحزب الله مرتبطة بعدة كيانات أو أفراد مقيمين في فرنسا. (العدد في فرنسا وحدها يصل إلى 100 ألف حساب).
وفي مايو 2020، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 7 شخصيات جديدة تعمل لصالح حزب الله وخصوصًا مشروع القرض الحسن.
وكالة تطبيق القانون الأوروبية “يوروبول” تحدثت أيضًا عن أنشطة شبكة حزب الله المشبوهة. ورجحت بقوة في تقريرها لعام 2020، أن تكون المليشيا متورطة بتجارة الألماس والمخدرات وبتبييض الأموال من خلال أسواق السيارات المستعملة.
ويجري تحويل الأموال التي تجمعها شبكة حزب الله إلى لبنان بواسطة التحويلات المصرفية أو حتى من خلال نقلها شخصيًا عن طريق الرحلات التجارية.
تصنف الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا والنمسا وهولندا وإسرائيل والجامعة العربية والعديد من دول الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا اللاتينية شبكة حزب الله بأكملها كحركة إرهابية،
لكن فرنسا تقسم حزب الله إلى جناحين “سياسي وعسكري”، وتصنف الجناح العسكري فقط ككيان إرهابي.
هذا سمح لحزب الله بالعمل والنشاط في السنوات الأخيرة في فرنسا، حيث اعتبر باريس قاعدة ملائمة بسبب علاقاتها التقليدية بلبنان، وأيضًا لأنها موطن لطائفة شيعية كبيرة تقدر بنحو 150 ألفًا إلى 200 ألف شخص.
الخبير في شؤون حزب الله، ساريت زهافي، يقول إنه في فرنسا من الممكن تكوين جمعيات دينية وأن تكون هناك أنشطة إجرامية دون استخدام مصطلح حزب الله، مضيفًا أن 70٪ فقط من أموال حزب الله اليوم تأتي من إيران.
وأضاف زهافي أنه على مدى عقد من الزمان، كانت الجماعة الإرهابية تنظم تمويلها الذاتي. وأوروبا هي أحد مجالات عملها، خصوصًا أن فرنسا تستخف بمخاطر حزب الله.