ظهرت فكرة تدشين ناتو الشرق الأوسط بمقال لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لودر في موقع عرب نيوز السعودي، حيث صرح أنه بعد لقاءات مع صناع الرأي وصناع القرار في الشرق الأوسط وجدهم جميعهم يتشاركون القلق حول نفس القضايا.
لذلك راودته فكرة دمج الصراع العربي الإيراني مع الشراكة العربية الإسرائيلية في مشروع واحد.
يقول لودر إنه من الواضح أن قرار إنشاء ناتو الشرق الأوسط يجب اتخاذه فقط من قبل الدول ذات السيادة في المنطقة، دون إجبار أو دفع من أي قوى خارجية، بعدما تراجعت ثقة المنطقة في دور واشنطن.
لم يصدر أي رد فعل رسمي. لكن الميديا الإسرائيلية اعتبرت أن نشر المقترح في صحيفة يومية سعودية قريبة من دائرة الحكم حدث في حد ذاته.
بالتزامن، بثت قناة آي 24نيوز الإسرائيلية تقريرًا حول قيام إسرائيل بإجراء مباحثات مع السعودية والبحرين والإمارات بشأن إنشاء تحالف دفاعي من أربع دول.
س/ج في دقائق
كيف ظهرت فكرة إقامة ناتو الشرق الأوسط للعلن؟
ظهرت الفكرة بمقال لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي، رونالد لودر، في موقع عرب نيوز السعودي، صرح فيه أنه صناع الرأي والقرار في المنطقة يتشاركون القلق حول نفس الملفات. لذلك راودته فكرة دمج الصراع العربي الإيراني مع الشراكة العربية الإسرائيلية في مشروع واحد.
لودر اقترح أن يدخل العرب والإسرائيليون في تحالف استراتيجي باسم منظمة الدفاع في الشرق الأوسط (MEDO)، واعتبر أنها ستكون قادرة على مواجهة خطر إيران،
وقال إنه خلال الثمانينيات عمل في البنتاجون وعمل كسفير للولايات المتحدة في النمسا، ورأى بنفسه الدور الحاسم الذي لعبه الناتو في ضمان أمن أوروبا واستقرارها في مواجهة التهديد السوفييتي.
والآن هو الوقت المناسب لتشكيل ناتو الشرق الأوسط ليجمع إسرائيل مع الدول الإقليمية المهمة لضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط ضد التهديد الإيراني.
من يمكن أن يؤسس ناتو الشرق الأوسط وفق مقترح لودر؟
الأعضاء المؤسسون لهذا التحالف الجديد، بحسب اقتراح لودر، يجب أن يكونوا دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي لديها بالفعل معاهدة أو علاقة مفتوحة مع إسرائيل.
وفق هذا التصنيف، يفترض أن يضم ناتو الشرق الأوسط إسرائيل مع مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وتوقع انضمام عدد من الدول العربية الأخرى لاحقًا، حال نجاح الفكرة.
واقترح أن يكون لـ MEDO أيضًا علاقات وثيقة مع اليونان وقبرص وبعض الدول الأفريقية، بهدف حماية استقرارها وتشجيع التنمية الاقتصادية السريعة.
لماذا يتوقع لودر أن توافق دول المنطقة على التحالف؟
يقول لودر إن قرار إنشاء ناتو الشرق الأوسط يجب أن يتم فقط من قبل الدول ذات السيادة في المنطقة، دون إجبار أو دفع من أي قوى خارجية.
رئيس المؤتمر اليهودي العالمي يرى أن هناك عدة أسباب ستجعل الدول العربية توافق على هذ التحالف:
1- التهديد المتسارع لإيران.
2- فقدان الثقة في الولايات المتحدة وأوروبا من حيث قدرتهم على تحجيم إيران، خصوصًا مع التحركات الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي.
3- كل العرب الذين تحدث معهم قالوا إن الحليف الوحيد (ضد إيران) الذي يثقون به دون تحفظ هو إسرائيل. وجميع الإسرائيليين الذين تحدث معهم يتفقون أن الحليف الوحيد (ضد إيران) الذي يثقون به دون تحفظ هم العرب.
4- العلاقات العربية الإسرائيلية تشهد طفرة غير مسبوقة بفضل اتفاقات إبراهام. والإسرائيليون والعرب لن يفوتوا الفرصة للعمل معًا لإنقاذ الشرق الأوسط من كارثة التطرف والتسلح النووي التي تلوح في الأفق.
لودر يرى أنه بجانب أن هذا التحالف سيتصدى لإيران، فإنه سيكون قادرًا على القيام بعدة مهام أخرى، منها:
1- كبح طموحات تركيا الإمبريالية.
2- محاربة التطرف والإرهاب.
3- تعزيز مصالحة إسرائيلية فلسطينية تدريجية.
4- إنشاء شرق أوسط جديد، حيث سيخدم MEDO مصالح جميع الدول الساعية إلى الاستقرار في المنطقة، وجميع المواطنين الذين يسعون للهروب من الفقر والمشقة، لتحسين حياتهم، ومن خلال القيام بذلك، فإن هذه المنظمة الجديدة ستخدم أيضًا بشكل غير مباشر مصالح الغرب والمجتمع الدولي.
5- تهدئة أحد أخطر المناطق في العالم دون الاعتماد على جندي واحد من الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة، أو السعي للحصول على دعم من القوى العالمية الأخرى.
لم يصدر أي رد فعل رسمي من الدول العربية، لكن الميديا الإسرائيلية تعتبر أن نشر مقترح لودر في عرب نيوز، وهي صحيفة سعودية يومية تصدر باللغة الإنجليزية، مملوكة للأمير تركي بن سلمان آل سعود، نجل الملك سلمان وشقيق ولي العهد محمد بن سلمان، حدث في حد ذاته، ويعكس “تسامحا” مع طرح الفكرة.
قناة آي 24نيوز الإسرائيلية نشرت تقريرًا حول قيام إسرائيل بإجراء مباحثات مع السعودية والبحرين والإمارات بشأن إنشاء تحالف دفاعي من أربع دول.
التقرير أكد أن محادثات التحالف الدفاعي المبلغ عنها جاءت ردًا على “التهديد الإيراني المتزايد” في المنطقة، وتحديداً في ما يتعلق ببرنامجها النووي الناشئ إلى جانب نفوذها المتزايد في الشرق الأوسط في دول مثل سوريا والعراق.
أما صحيفة جيزواليوم بوست فنقلت تأكيدا من مسؤول إسرائيلي حول مناقشة هذا المقترح لـ”توسيع التعاون لمواجهة أعداء مشتركين”.
وقال المسؤول إن المناقشة غير رسمية، لكن الدول الأربع جميعًا تعتقد أن إيران النووية ستكون تهديدًا كبيرًا، وتنظر إلى خطة إدارة بايدن للانضمام إلى الاتفاق النووي لعام 2015 بقلق، مؤكدًا أن هناك الكثير الذي يمكن تحقيقه من خلال توسيع التعاون.
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يؤكد التقرير، لكنه أكد على اهتمامه بتطوير العلاقات مع الشركاء في الشرق الأوسط.
جيزواليوم بوست ترى أن أحد المؤشرات المبكرة على الموافقة على التحالف الدفاعي المحتمل هو أن إسرائيل لم تعترض على بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى الإمارات، بعد أن قامت الدول بتوقيع اتفاقيات إبراهام للسلام العام الماضي.