لثلاثة أعوام، تخطط السعودية لـ “ذا ميرور لاين” كأضخم مشروع معماري في العالم، في ما تصفه وول ستريت جورنال بـ “ما لم تقم به البشرية من قبل”.
المشروع يواجه تحديات من كل جانب؛ يتحدى الطبيعة نفسها، ويتحدى السياسة والاقتصاد. لكن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان مصر على إكماله.
وبينما يمكن للعلم أن يواجه تحديات الطبيعة والجغرافيا، كانت زيارة جو بايدن الأخيرة كفيلة بتسهيل طريق تخطي عقبة السياسة والاقتصاد.
ذا ميرور لاين كما عرضته وول ستريت جورنال، لخصناه عبر:
س/ج في دقائق
ماذا نعرف عن مشروع ذا ميرور لاين بالضبط؟
مشروع سعودي صممته شركة Morphosis Architects الأمريكية، التي أسسها ثوم ماين، الحائز على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية، وتضم تسعة استشاريين آخرين على الأقل في التصميم والهندسة، بما في ذلك دبليو جلوبال في مونتريال و Thornton Tomasetti في نيويورك، من بين آخرين.
يوصف بـ “أكبر هيكل في العالم”، أو بتعبير آخر: ناطحة سحاب ضخمة بارتفاع يتجاوز 1,600 قدم، وعرض 105 أميال، تمتد على مسافة 75 ميلًا كاملة، شمال غرب السعودية.
يضم مبنيين متوازيين أعلى من مبنى إمباير ستيت، كلاهما على شكل مرآة، تربطهما ممرات، بينما يسير تحتهما قطار فائق السرعة يقطع المدينة من أقصاها لأقصاها في 20 دقيقة فقط.
تصميم مبنيي ذا ميرور لاين
لإطعام سكانه، يخطط المشروع للاعتماد على الزراعة العمودية المدمجة في المباني.
ذا ميرور لاين يضم ملعبًا لكرة القدم على ارتفاع 1000 قدم فوق سطح الأرض. وعلى ضفتها، سيبنى مرسى ضخم لليخوت على هيئة قوس.
حال اكتماله، سيمتد ذا ميرور لاين من خليج العقبة ويشطر سلسلة جبال تمتد على طول الساحل.
وتقول وثائق التخطيط إنها ستستمر شرقاً عبر منتجع جبلي ومجمع الحكومة السعودية، وصولاً إلى مطار جوي في السهول الصحراوية.
هو جزء من مشروع نيوم، الذي يتضمن OXAGON، التي يُخطط لتكون مدينة تصنيع مبتكرة، وTROJENA التي يفترض أن تكون وجهة عالمية للسياحة الجبلية، و ENOWA، شركة نيوم للمياه والهيدروجين.
الهدف من ذا ميرور لاين تحديدًا هو منح 5 – 6 ملايين نسمة من قاطني نيوم مستقبلًا، تجمعًا سكنيًا تصفه السعودية بـ “أكثر المدن كفاءة وصحية واستدامة بيئية”، لا تستغل إلا 5% فقط من مساحة نيوم بالكامل، لتوفير بقية المساحة للمشروعات الاستثمارية المخططة.
بينما يتكلف إكمال مبادرة نيوم تريليون دولار تقريبًا، تتراوح تكلفة ذا ميرور لاين وحدها بين 200- 500 مليار دولار أمريكي.
بالمقابل، عند إكمال المشروع، من المتوقع أن يخلق 380،000 فرصة عمل ويساهم بمبلغ 48 مليار دولار سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية.
أولى العقبات.. متى يكون ذا ميرور لاين صالحًا لاستضافة السكان؟
بحسب وول ستريت جورنال، يتحدى المشروع المخططين الحضريين الذين يصممونه، إذ يفترض أن يكون الموعد النهائي للتسليم عام 2030 الذي فرضته خطة التحول الوطني “رؤية السعودية 2030”.
لكن تقييمًا أوليًا لخبراء تصميم المشروع أشار إلى أن التطوير يجب أن يجري على مراحل وقد يستغرق 50 عامًا.
كشف ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لأول مرة عن فكرته لمدينة خطية، بدون سيارات وبدون تلوث، في يناير 2021.
وفي مقطع فيديو، صاغ الفكرة على أنها تطور في الإنجاز البشري، أقرب إلى اكتشاف البنسلين والهبوط على سطح القمر، وهي وسيلة لإنقاذ الأرواح المفقودة بسبب التلوث وحوادث المرور.
تصور المخططون في البداية أنه يريد مجتمعات منتشرة على طول الخط، ولكنه في اجتماع خاص، أخبرهم أن يفكروا بجرأة في الهندسة المعمارية، قائلاً “أريد أن أبني أهرامي”.
التحدي البيئي: هل المشروع قابل للتنفيذ واقعيًا؟
هناك عدة تحديات تواجه المشروع:
– أثار مخططو نيوم مخاوف من أن الناس قد يتجنبون العيش في بيئة شاهقة الارتفاع بعد الوباء.
– الحجم الهائل للهيكل سيغير ديناميكيات تدفق المياه الجوفية في الوديان الصحراوية.
– المشروع سيقيد حركة الطيور والحيوانات الأخرى، بالتالي يفكر المخططون في وسيلة لإدارة هجرة ملايين الطيور عبر الممرات التي سيتقاطع معها المشروع.
– أحد أكبر التحديات التي يواجهها هيكل مكون من مبنيين مرتفعين متوازيين مع بعضهما البعض هو الظل، حيث يتسبب نقص ضوء الشمس في الإضرار بالصحة.
– يواجه التطوير أيضًا تحديًا فريدًا من نوعه، وهو انحناء الأرض، لأن الأرض تتقوس حوالي 8 بوصات لكل ميل، لذلك يقترح المصممون ترك فجوة في الجزء العلوي من الوحدات التي يبلغ ارتفاعها 2600 قدم لثني الهياكل.
التحدي الاقتصادي.. كيف أزالت زيارة بايدن عقبة تمويل مهمة؟
تعتمد السعودية في الأساس على تمويل صندوق الاستثمارات العامة، والذي استفاد من عائدات نفط غير متوقعة، جراء ارتفاع الأسعار بعد اندلاع حرب روسيا أوكرانيا.
الممول الآخر سيكون من المستثمرين الأجانب، والذين قاطعوا السعودية جزئيًا خلال الفترة الماضية. لكن القطيعة انتهت تقريبًا بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مما قد يمهد الطريق لمزيد من الاستثمارات الأجنبية لدخول نيوم.
ولجذب الاستثمار الأجنبي، تروج السعودية للمشروع باعتباره “بيئيًا”؛ خاليا من الكربون، ويعتمد على الطاقة النظيفة بنسبة 100%، وهو نوع من الاستثمار الأخضر الذي يجذب الممولين الأجانب حاليًا.
موضوعات متعلقة
