الحرب الباردة الجديدة.. حين أراد بايدن إسقاط بوتين ففتح طريق سقوط أمريكا | ترجمة في دقائق

الحرب الباردة الجديدة.. حين أراد بايدن إسقاط بوتين ففتح طريق سقوط أمريكا | ترجمة في دقائق

20 Jun 2022
الصين العالم الولايات المتحدة روسيا سيناريوهات دقائق
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن تحليل بول بيلار، الرئيس السابق لوحدة تحليل سي آي إيه، المنشور في ناشونال إنترست


باندلاع حرب أوكرانيا، فاجأ الغرب روسيا برد فعل مخالف لما كاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكون متأكدًا منه. لكن الرد سرعان ما توسع لما هو أبعد من أوكرانيا: صراع أوسع وأطول أمدًا مع روسيا، أو بمعنى آخر، إعلان الحرب الباردة الجديدة.

يميز هذا التوسع هدف أمريكي معلن، يتجاوز إنهاء حرب أوكرانيا إلى “إضعاف روسيا” بشكل عام.

مشكلات إعلان “إضعاف روسيا”

لكن إعلان “إضعاف روسيا” كهدف يواجه مشكلات حقيقية:

1- يفترض أن يعكس بيان الأهداف قرارًا متعمدًا للسياسة الخارجية الأمريكية، وليس مجرد زلة لسان، مثل تعليق الرئيس جو بايدن بأنه لا يمكن السماح لبوتين بالبقاء في السلطة.

2- يصعب فرص الوصول لأي تسوية لإنهاء الحرب القائمة، عبر تقليص ثقة روسيا – بشكل مفهوم – في احتمال الحصول على خروج آمن حقيقي من العقوبات الغربية والنبذ، ​​بغض النظر عن مصير المعارك في أوكرانيا.

3- يعطي دفعة لدعاية بوتين بأن ما يفعله الغرب ليس مجرد رد على حرب أوكرانيا، بل يعكس تهديدًا أوسع لروسيا.

ألكسندر دوغين | فيلسوف “النظرية الرابعة” المتحكم في عقل فلاديمير بوتين | مصطفى ماهر

كان هناك خيار آخر

وبينما تعلن الولايات المتحدة في الواقع الحرب الباردة الجديدة مع روسيا..

وبينما لا يعني ذلك بالتحديد إلقاء اللوم على الشرق أو الغرب..

وبينما يمكن ببساطة تحميل المسؤولية الرئيسية عن الانعطاف السيئ في الشؤون الدولية في 2022 على عاتق بوتين، تمامًا كما كان من المناسب إلقاء اللوم على أفعال جوزيف ستالين والاتحاد السوفيتي في أواخر الأربعينيات،

فإن الولايات المتحدة كانت تملك خيارًا آخر قبل إعلان الحرب الباردة الجديدة مؤخرًا. كانت تملك تحديد مخاوفها، بعبارات محدودة ومنتقاة بعناية: الحرب الوحشية في أوكرانيا. وإعلان هدف واضح وبسيط: إنهاء ما تفعله روسيا هناك.

صحيح أن إنهاء حرب أوكرانيا – كأولوية للمستقبل القريب – مهمة صعبة حتى بدون هذا الخطاب الموسع، إذ تنعدم تقريبًا فرص إيجاد صيغة تلبي الحد الأدنى من متطلبات كل طرف معني. لكن الفشل في إيجاد مثل هذه الصيغة، من شأنه أن يزيد من ترسيخ الحرب الباردة الجديدة مع روسيا باعتبارها السمة المهيمنة على العلاقات الدولية لسنوات مقبلة.

سيكون هذا هو الواقع فعلًا إذا استمر المستوى الحالي لإطلاق النار في أوكرانيا، أو إذا انتهت الحرب إلى نزاع مجمّد دون التوصل إلى تفاهم بشأن الأراضي التي استولت عليها روسيا.

الحرب الباردة الجديدة بدأت.. متى تنتهي؟

الآن، نحن مطالبون بالتساؤل عن مقدار التفكير في الدوائر الرسمية حول سؤال: إلى أين ستتجه الحرب الباردة الجديدة وكيف ستنتهي؟

قد يكون البعض قانعًا بإدامتها لأجل غير مسمى، تمامًا كما حدث في الحرب الباردة الأصلية. وهذا تحديدًا كان الفارق بين رونالد ريغان، الذي تصور نهاية الحرب الباردة الأولى وحاول تقريب هذه الغاية، والبعض في إدارته، الذين بدوا قانعين بأنهم محاربون باردون إلى الأبد.

ستكون الحرب الباردة الجديدة مع روسيا متعارضة إلى حد كبير مع مصالح الولايات المتحدة والأمن الدولي عمومًا. ستترك آثارًا سلبية على الميزانيات العسكرية، والخطر المستمر من تصاعد الأزمات إلى حروب فعلية، وإعاقة العمل على المشكلات العالمية ذات الاهتمام المشترك، من بين أمور أخرى.

لو سقط بوتين.. التالي أسوأ

وهنا، من المفيد استدعاء أفكار خبير الاحتواء في بداية الحرب الباردة الأصلية، جورج كينان. الذي أوصى بالصبر في شن تلك الحرب الباردة، وبشر بنهاية مؤكدة لها تتراوح بين 10-15 عامًا. صحيح أن الانتظار استمر لعقود أطول، لكن النهاية كانت إثباتًا لتحليل كينان بأن الشيوعية السوفيتية احتوت على بذور تدميرها وستنهار في النهاية من الضعف الداخلي.

وجهة النظر المتفائلة للمشكلات الحالية تعتبر أن روسيا اليوم، التي يجري الاستهانة بها أحيانًا كمحطة وقود ذات أسلحة نووية، لديها أيضًا نقاط ضعف داخلية خطيرة، بعضها يوازي نقاط ضعف الاتحاد السوفيتي.

لكن الحرب الباردة الأصلية كانت لها نهاية مميزة لا يمكن ولن تتكرر مع الحرب الباردة الجديدة: انتهت النسخة الأصلية بانهيار جاذبية الأيديولوجية الماركسية اللينينية وتأثيرها، والانهيار السريع المذهل للحكم الشيوعي في أوروبا الشرقية، وأخيرًا انهيار الاتحاد السوفيتي نفسه، مع الفصل الأخير الذي كتبه رئيس الاتحاد الروسي بوريس يلتسين.

لكن الآن، أصبح فلاديمير بوتين هو المشكلة الرئيسية. من المحتمل أن يكون أي استبدال لبوتين، حتى في ظل السيناريوهات الأكثر تفاؤلًا، من عمل أجهزة الأمن الروسية و / أو الجيش، وقد يؤدي لنظام أسوأ من بوتين.

لماذا لا يريد الغرب إسقاط بوتين؟ ولماذا لا يريده منتصرًا في حرب أوكرانيا؟ | س/ج في دقائق

الصين لم تعد صين الحرب الباردة الأولى

هناك اختلاف آخر في الحرب الباردة الجديدة عن الحرب الباردة السابقة، ينذر بشكل غير موات حول الآفاق الغربية، لتحقيق مكاسب في مواجهة القوة التي كان يُشار إليها على الأقل حتى هذا العام في كثير من الأحيان على أنها العدو اللدود في حرب باردة جديدة: الصين.

خلال معظم الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، كانت الصين هي القوة الشيوعية الفقيرة التي ساءت علاقتها مع الاتحاد السوفيتي بما يكفي لإثارة حرب حدودية بين البلدين. والآن أصبحت الصين قوة عظمى اقتصادية – وعسكرية بشكل متزايد – توفر عمقًا استراتيجيًا لروسيا بوتين.

حدد كينان مكوّنًا آخر حاسمًا للولايات المتحدة والغرب لكي ينتصر في حربه الباردة، وهو كيفية تعامل الولايات المتحدة بشكل جيد مع شؤونها الداخلية.

“الشيوعي” بوتين” قدم لبكين خدمة كبرى | كيف استفادت الصين من غزو أوكرانيا؟ | س/ج في دقائق

أمريكا نفسها لم تعد أمريكا

كتب كينان أن هذا كان سؤالًا عن “الدرجة التي يمكن للولايات المتحدة أن تخلق عندها بين شعوب العالم عمومًا انطباعًا عن دولة تعرف ما تريد، وتتكيف بنجاح مع مشاكل حياتها الداخلية ومعها. مسؤوليات القوة العالمية، والتي لديها حيوية روحية قادرة على الحفاظ على قوتها بين التيارات الأيديولوجية الرئيسية في ذلك الوقت”.

إن أي “أعراض تردد وانقسام وتفكك داخلي داخل هذا البلد” سيكون بمثابة دفعة للخصم الشيوعي.

كان كينان يكتب في عصر التعاون الفعال للغاية بين الحزبين في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والذي حقق النصر في الحرب العالمية الثانية، وإنشاء الأمم المتحدة، واستمر في السنوات الأولى من الحرب الباردة الأصلية.

صوت السياسة الخارجية البارز في الحزب الجمهوري، السناتور آرثر فاندنبرغ، عمل بتعاون وثيق مع إدارة ترومان لتقديم مساعدة ممكنة لمواجهة التمرد الشيوعي في اليونان وتركيا، وإطلاق خطة مارشال، وتأسيس حلف الناتو.

كان لدى كينان سبب وجيه للتفاؤل في ذلك الوقت بشأن قدرة الولايات المتحدة على إظهار الصفات التي اعتبرها ضرورية للفوز بالمنافسة العالمية مع الاتحاد السوفيتي.

التناقض مع اليوم كبير.

لقد طغى التحزب في الولايات المتحدة على جوانب رئيسية من السياسة الخارجية بقدر ما طغى على كثير من الأمور الأخرى. إن الديمقراطية الأمريكية نفسها على شفا الفشل. لقد مرت الولايات المتحدة بأربع سنوات من التملق الرئاسي مع بوتين ، حيث لم يكن الرئيس في البيت الأبيض بعيدا عن حجب المساعدة العسكرية لأوكرانيا في محاولة للتنقيب عن الأوساخ عن خصم سياسي محلي.

اندلاع الحرب الباردة الجديدة مع روسيا لا يبشر بالخير مثل الحرب السابقة. لن تنتهي بـ “لحظة أحادية القطب”.. قد لا تنتهي على الإطلاق.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك