قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن حظر الواردات النفطية الروسية، في وقت لامست فيه أسعار النفط 140 دولارًا.

حاول بايدن في الأيام الأخيرة مرارًا دفع منتجي النفط الخليجيين لزيادة إنتاجهم النفطي، لكنهم رفضوا لأسباب عدة.

فهل ارتفاع أسعار النفط يفيد الدول النفطية؟ أم لغة الأرقام تختلف عن لغة السياسة؟

س/ج في دقائق

هل ارتفاع أسعار النفط مفيد للدول النفطية؟

ارتفاع أسعار النفط يفيد الدول المنتجة له في وجوه متعددة،

1- زيادة كبيرة في عائدات تصدير السلعة

2- تحسن أوضاع المالية العامة في الحساب الجاري وزيادة الأرباح في قطاع الطاقة.

3- انخفاض عجز الميزانية، بل تسجيل فائض في بعض الدول، وبينها الخليج لأول مرة منذ عقد.

4- خفض وتيرة التقشف في الدول التي خفضت الدعم ورفعت أسعار المرافق (مثل البحرين، العراق، الكويت، عمان، السعودية) أو التي خفضت قيمة العملة (أذربيجان، إيران، كازاخستان، نيجيريا، روسيا)، من أجل وقف تدهور المالية العامة ووقف الاستنزاف السريع للاحتياطيات الأجنبية.

5- تهدئة عدم الاتياح الشعبي نتيجة الإصلاحات الاقتصادية.

6- ضخ المزيد من الأموال في الصناديق الاحتياطية والصناديق السياسية.

ورطة بايدن | هل يختار السعودية لحل أزمة النفط فيخسر من أوصلوه إلى السلطة؟ | ترجمة في دقائق

السعودية ترفض طلب بايدن بشأن النفط | هل تؤثر على الديمقراط في انتخابات 2022؟ | س/ج في دقائق

وهل كل التأثيرات ستكون إيجابية؟

بالطبع لا، فهناك تأثيرات سلبية ستلحق بالدول المنتجة للنفط، من بينها:

1- مع ارتفاع أسعار النفط ترتفع أسعار المعيشة، ويزداد التضخم، وبالتالي تجد الدولة المنتجة للنفط نفسها أمام خيار زيادة الدعم المقدم للمواطنين أو زيادة الرواتب، وهو ما يستهلك جزءًا كبيرًا من الميزانيات.

2- من المرجح حدوث تباطؤ في وتيرة الإصلاحات الهيكلية وخطط تنويع الاقتصاد، خصوصًا مع صعوبة الاستمرار في تقليص دعم الوقود.

3- من المحتمل أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى إضعاف العزم على كبح جماح الإنفاق العسكري في بعض المناطق، خصوصًا أن أغلب الدول المنتجة للنفط في بؤرة صراعات.

3- في حالة فنزويلا، فإنه من المرجع أن يتدهور اقتصادها أكثر مع ارتفاع أسعار النفط، نظرًا لأن إنتاجها ضعيف ويستهلك أغلبه محليًا، أو تساهم إيرادته في سداد الديون لروسيا والصين.

4- أما إيران، فإذا لم ترفع العقوبات، سيؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى تفاقم الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وسيعاني الاقتصاد الإيراني من سحب الاستثمارات الأوروبية في القطاعات الاستراتيجية الرئيسية للنفط والسيارات والبنية التحتية، وسيؤدي ذلك إلى حرمان الاقتصاد من التمويل ونقل التكنولوجيا الضروريين لتعزيز الإمكانات الاقتصادية للبلاد، مما سيدفعها للصين وروسيا بشكل أكثر اعتمادية.

ولماذا لا يدفع منتجو النفط بزيادة الإنتاج لحل أزمة الأسعار؟

في الأوضاع العادية، تعمل أوبك على زيادة إنتاج النفط ببطء وحذر حتى لا يزيد المعروض في السوق.

كما أن إنتاج النفط له دورات استثمار طويلة جدًا، وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى عقد للوصول إلى أول إنتاج من لحظة تأكيد وجود بئر.

علاوة على ذلك، فإن جميع المنتجين تعلموا الدرس من غمر السوق بفائض، والتي أوصلت سعر النفط إلى سالب 40 دولارًا وقت كورونا.

وربما الأهم، أن هناك ضغطًا قويًا على الصناعة بغرض عدم تطوير حقول جديدة، وتقليل الاستثمار في الإنتاج، من أجل تحويل رأس المال إلى الاستثمارات الخضراء.

هل هذا الوضع يعني أن الدول المستوردة للنفط ستعاني؟

الحسبة معقدة قليلاً وتعتمد عن ماهية هذه البلاد ونظام ضرائبها ومستوى معيشة مواطنيها.

في بعض البلدان الأوروبية تذهب 50-60% مما يدفعه المستهلكون في محطات الوقود للضريبة، أو بمعنى أوضح كل 1.5 يورو يتم إنفاقها على لتر من البنزين تأخذ الحكومة منها 70-80 سنتًا ضرائب، لذلك فإن الدول المستوردة مثل الاتحاد الأوروبي تجني من زيادة الأسعار أموالًا أكثر من الدول المنتجة للنفط. (مع بقاء الضرر الاقتصادي الناتج عن ارتفاع الأسعار على المواطنين وتراجع القوى الشرائية).

أما الضرر على الدول التي تدعم الوقود فأكبر، حيث تجد الدولة نفسها مجبرة على زيادة قيمة الدعم، عكس الدول التي تتعامل بالأسعار الحرة فيتحمل مواطنوها فارق الأسعار.

وإلى متى يستمر ارتفاع أسعار النفط؟

رغم أنه من الصعب التنبؤ بمستوى أسعار النفط أو مسار تغييرها، فإنها لن تبقى مرتفعة لفترة طويلة، ولن تبقى هكذا للأبد.

على المدى المتوسط ​​سيلحق العرض بنمو الطلب وتخف التوترات الجيوسياسية، وعلى المدى الطويل، سوف يستقر الطلب وقد يبدأ في التناقص عند نقطة معينة، ووقتها ستنخفض أسعار النفط لمعدلاتها الطبيعية.

يختلف الخبراء حول موعد هذا الانخفاض، فيقول البعض أن هذه الذروة ستحدث في بضع سنوات من الآن، والبعض الآخر يقول في بضعة عقود.

وهل يدفع هذا الارتفاع دول العالم للتخلي تدريجيًا عن النفط؟

تعمل أسعار النفط المرتفعة على تحسين الاستثمار في السيارات الكهربائية والبدائل الأخرى مثل الهيدروجين والحلول المحتملة الأخرى.

لكن ذلك لا يؤدي بالضرورة بشكل مباشر إلى التوجه للطاقة المتجددة، لأن الطاقة المتجددة ليست بديلاً مباشرًا للنفط.

هل نفط السعودية لا يزال مهمًا للعالم؟ متى تستغني عنه أمريكا؟ | س/ج في دقائق

هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

الفائزون والخاسرون من ارتفاع أسعار النفط (iiss)

لماذا أسعار النفط مهمة للاقتصاد العالمي؟ خبير يشرح (weforum)

تحليل أسعار النفط: تأثير العرض والطلب (investopedia)