مظاهرات عمان | ما الثمن الذي ستدفعه مسقط إن عطلت الإصلاح لتهدئة التظاهر؟ | س/ج في دقائق

مظاهرات عمان | ما الثمن الذي ستدفعه مسقط إن عطلت الإصلاح لتهدئة التظاهر؟ | س/ج في دقائق

26 May 2021
الخليج
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

مظاهرات عمان تبدأ في مدينتين على الأقل، صحار وصلالة، ثم تنتشر إلى مدن أخرى. المحتجون يطالبون بوظائف أكثر وأجور أعلى، فتبدأ الاشتباكات في بعض نقاط التظاهر، ثم يعود الهدوء، مع وعود رسمية بوظائف أكبر لـ “الشباب ثروة الوطن ومورده الذي لا ينضب” فيبدأ الاعتصام في بعض المدن.

مظاهرات عمان الـ “Once-quiet” بوصف الميديا الغربية تلت قرار السلطان هيثم بن طارق بإقرار ضريبة القيمة المضافة لأول مرة في أبريل 2021، والتي يعتبرها حلقة في سلسلة إصلاحات بدأها في يناير 2020 بهدف ضمان الاستدامة المالية في عمان.

التدابير الجديدة تشمل كذلك خفض الدعم والتخطيط لضريبة الدخل كجزء من خطة متوسطة المدى لإصلاح الاقتصاد.

وكالة فيتش تقول الإصلاحات الاقتصادية غير كافية. لكن التراجع عنها تحت ضغط مظاهرات عمان قد يضاعف أزمة الحكومة التي تحاول بالكاد سداد فوائد القروض القديمة.

س/ج في دقائق


ماذا نعرف عن مظاهرات عمان الأخيرة؟

بدأت مظاهرات عمان منذ 24 مايو في مدينتين على الأقل، صحار وصلالة، وشهدت اشتباكات بعدما قذف المتظاهرون الشرطة بالحجارة على إحدى النقاط الأمنية، فردت القوات بالغاز المسيل للدموع، وفق مقاطع الفيديو المتاحة، والتي وثقتها الميديا الغربية

في اليوم التالي، امتدت مظاهرات عمان إلى مدن عبري ونزوى والرستاق وصور، لكنها لم تشهد اشتباكات عكس اليوم الأول، وإن تحولت إلى اعتصامات في بعض النقاط.

مركز الخليج والجمعية العمانية لحقوق الإنسان قالا إن الشرطة ألقت القبض على بعض المتظاهرين وصادرت هواتفهم. لكن السلطات العمانية تقول إنها لم تقم بأي اعتقالات.

السلطان قابوس.. مؤسس “الأمة العمانية” الراحل بلا أعداء | بروفايل في دقائق


لماذا اندلعت مظاهرات عمان في هذا الوقت تحديدًا؟

مظاهرات عمان تلت قرار السلطان هيثم بن طارق بإدخال ضريبة القيمة المضافة لأول مرة في أبريل 2021، ضمن  سلسلة إصلاحات تقول السلطات إنها تهدف لضمان الاستدامة المالية.

بالتزامن، تضرر قطاع السياحة بشدة من جائحة كورونا وعمليات الإغلاق المتكررة في عمات.

ولم يتضح ما إذا كان هناك تسريح كبير للعمال في صحار، التي تضم ميناءً رئيسيًا، بالإضافة إلى مصانع الألومنيوم والفولاذ.


كيف تعاملت الحكومة مع الاحتجاجات؟

التلفزيون العماني الرسمي قال إن متعطلين عن العمل “ترددوا على مكاتب وزارة العمل للإسراع بمعالجة أوضاعهم”.

وفي 25 مايو، أمر السلطان هيثم بن طارق بفتح 2,000 وظيفة حكومية بدوام كامل مؤقتًا، بالإضافة إلى منح المزيد من ساعات العمل بدوام جزئي. وشمل الأمر خلق 15,000 وظيفة مخططة في القطاع الخاص للعامين المقبلين.

وأعلنت الحكومة صرف استحقاقات البطالة لأكثر من 6,000 عماني من صندوق الضمان الاجتماعي الذي تم إنشاؤه في مارس 2020.

وترأس السلطان اجتماعًا حول تشغيل الشباب، الذين قال إنهم “ثروة الوطن ومورده الذي لا ينضب”، ووعد بـ “الحرص على الإصغاء إليهم واستشعار احتياجاتهم وتطلعاتهم”.


لماذا تمثل مظاهرات عمان تحديًا كبيرًا؟

عمان بلد هادئ عمومًا بوصف الميديا الغربية. لم يشهد اضطرابات في السنوات الأخيرة إلا نادرًا. هذه المرة يواجه “أول اضطرابات كبرى” بوصف راتشنا أوبال، مديرة الأبحاث في Azure Strategy، التي لامت بطء وتيرة الإصلاحات – زيادة إجراءات التقشف – عدم اليقين بشأن كورونا.

واتخذ السلطان هيثم بن طارق منذ يناير 2020 تدابير لتعزيز المالية العامة المتعثرة، وخفض الدعم، وفرض ضريبة القيمة المضافة، والتخطيط لضريبة الدخل كجزء من خطة متوسطة المدى لإصلاح الاقتصاد.

لكن الإجراءات ترافقت مع ارتفاع نسب البطالة التي وعد بتقليصها عند توليه الحكم.

حاول البرنامج حل المشكلة بإحلال المواطنين العمانيين مكان العمال الأجانب، لكن بطالة الشباب ظلت مرتفعة نسبيًا.

ثم جاءت جائحة كورونا ففقد العديد من الأجانب وظائفهم وغادروا عمان لتتوفر وظائف إضافية للعمانيين في صناعات الطيران والسياحة والخدمات. مع ذلك، تظهر الإحصاءات الحكومية أن 1.4 مليون أجنبي لا يزالون يعيشون في عمان.


هل يتراجع عمان تحت ضغط التظاهر عن الخطة الإصلاحية؟

وفق الإجراءات، قدر صندوق النقد أن إجمالي ديون عمان الخارجية ستنخفض ​​إلى 112% من الناتج المحلي، بدلًا من 127% في 2020. كما ساعدت الإجراءات على استعادة ثقة المستثمرين في عمان، التي كانت قبل عام واحد تناقش إمكانية اللجوء لجيرانها الخليجيين الأكثر ثراءً.

يفترض أن تسدد عمان مليارات من مدفوعات القروض قريبًا، بما فيها مدفوعات للصين. لكن الحكومة ستحتاج مزيدًا من الأموال لإرضاء المتظاهرين بتوفير وظائف. وعمان بوضعه الحالي لا يستطيع تحمل فوائد تلك القروض طويلًا

ذهبية جوبتا، المحللة في S&P Global Ratings تقول إن عمان قد تختار تأجيل بعض الإجراءات للحفاظ على “الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي” خاصة إذا واصلت أسعار النفط الارتفاع بما يكفي لتقليل الضغط على الميزانية.. لكن لهذا أثره:

في المدى المباشر، تقول زينة رزق، مديرة صندوق الدخل الثابت في أرقام كابيتال، أنه بالنظر لأسعار النفط وتحرك عمان في وقت مبكر من 2021 لتمويل العجز – فقد جمعت بالفعل 4.35 مليار دولار من حاجتها التمويلية الخارجية (5 مليارات). بالتالي، لا مخاوف وشيكة ضخمة فلا توجد مخاوف كبيرة في السوق.

لكن راتشنا أوبال تحذر من أن استمرار مظاهرات عمان أو توسع نطاق الاحتجاج يعني إحجام المستثمرين عن ضخ استثمارات جديدة في البلاد، وكذلك احتمالات انسحاب المستثمرين الحاليين، في وقت حرج بالنسبة للسلطنة، وبالتالي مضاعفة المشكلات التي خرجت المظاهرات من أجلها.

عن الديموغرافيا القاتلة في الشرق الأوسط! | جمال أبو الحسن


هل تفاقم مظاهرات عمان الأزمة المالية؟

وكالة فيتش حذرت في 18 مايو من أن الضغط الاجتماعي الناجم عن انخفاض معدل توظيف الشباب العماني يشكل خطرًا على المالية العامة والاستقرار السياسي، وأضافت أن الاقتصاد وعائدات الميزانية الحكومية لا تزال غير متنوعة، رغم الإصلاحات الهيكلية الجارية.

 كريستين سميث ديوان، الباحثة المقيمة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، قالت إنه “لا توجد حلول سهلة” خصوصًا مع زيادة فيروس كورونا للطين بلة فيما يخص وضع الاقتصاد العماني وفرص الاستثمار العالمية.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك