الأوهام الدينية | مرض نفسي قاتل.. كيف نحدد المصابين به؟ | س/ج في دقائق

الأوهام الدينية | مرض نفسي قاتل.. كيف نحدد المصابين به؟ | س/ج في دقائق

6 Jul 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

كل فترة، هناك نبي جديد، مهدي منتظر، مخلص، أو حامل رسالة إلهية، يأتيه الوحي في المنام، أو يوجه تحذيرات إلى البشر باقتراب قيام الساعة، أو على الأقل يضع نفسه فوق مكانة البشر، لا يمكنك رفضه أو الاستهانة به؛ إذ يعتقد أن الله رفعه فوق البشر..

هذا ما يسميه الطب النفسي بـ “مرض الأوهام الدينية”.

فما هي الأوهام الدينية تحديدًا؟

وما مظاهرها؟

وكيف تعرف أن أحدهم مريض بها؟

س/ج في دقائق


ما الأوهام الدينية تحديدًا؟

الأوهام الدينية ظاهرة نفسية تعد مرحلة متقدمة من الذهان، أو الاكتئاب الذهاني، أو الانفضام.

تشمل الأفكار والمعتقدات والخواطر التي يصر عليها شخص ما بيقين ثابت يقاوم النقد دون أساس واقعي، مع إضافة أحد عوامل الواقعية التي يمكن تعريفها على أساس ديني.

في الأوهام الدينية يتخيل المصاب أنه يسمع أصواتًا أو يرى أشياء خارقة.


كيف أحدد أن الشخص مريض بأوهام دينية؟

تشمل الأوهام الدينية 3 تقسيمات رئيسية:

1- وهم الاضطهاد الروحي: يعتقد المريض أن الأرواح الشريرة / الشياطين تتبع خطواته أو تحاول معاقبته.

2- وهم الخطيئة: يشعر المصاب بالذنب الذي قد لا يكون حقيقيًا، وأنه مسؤول عن كوارث كبرى ربما لا يملك أي اتصال بها أصلًا.

3- وهم العظمة: يشعر المريض بالاستعلاء، باعتبار أنه مصطفى إلهيًا، وأن الله رفعه فوق البشر العاديين، فبشره بالجنة بينما سيذهب الآخرون إلى الجحيم، أو أنه نبي، أو يتلقى نوعًا من الوحي الإلهي، أو أنه المهدي المنتظر، أو أنه المسيح بعث من جديد، أو أنه يسمع صوت الله أو أحد الأنبياء أو الصالحين، أو رآهم في المنام أو أثناء الاستيقاظ في نوع من الهلوسة السمعية أو البصرية.

هل التدين يقلل الاكتئاب؟ | س/ج في دقائق


ألا يمكن تشخيص الأوهام الدينية مبكرًا؟

للأسف، يصعب على الأطباء النفسيين تشخيص مدى اتجاه الفرد إلى مرحلة الأوهام الدينية بسبب العلاقة غير المتجانسة بين التدين والطب النفسي.

لكن، يمكن التشخيص بناء على المعرفة الكاملة بالتاريخ الديني السابق للمريض: إن كان المريض لا يملك خلفية دينية، ثم بدأ فجأة في الالتزام بمظاهر دينية، أو الدعاية الدينية علنًا في محيطه أو ساحات عامة “افتراضيًا عبر الإنترنت أو في الشارع والجامعة مثلًا”، فهذا قد يعتبر مؤشرًا مهمًا.

هذه الأعراض لا يلاحظها المريض نفسه، لأنه في الغالب يعتبرها “تدينًا عاديًا” أو محاولة للتقرب من الله.

لكن المحيطين به سيكونون قادرين على رصدها، ولذلك عند التشخيص لابد أن يستمع الأطباء للعائلة والأصدقاء.

اندماج الهوية | من الزمالك إلى الإخوان.. لماذا ينضم البشر إلى جماعات الاستضعاف؟ | ترجمة في دقائق


وهل هناك علاقة بين الأوهام الدينية والتطرف؟

تحدثنا سابقًا عن علاقة التطرف بالمرض العقلي. لكن في حالة الأوهام الدينية تحديدًا فلا يشترط وجود علاقة.

لكن، يجب على الأطباء البحث عن أي علامات للسلوكيات أو المعتقدات الدينية الشاذة التي يبدو أنها بدأت دون أي تحفيز، وقد تحدث بالاقتران مع أعراض أخرى مثل جنون العظمة أو الهلوسة.


وما الخطر منه طالما أنها مجرد هلوسة؟

لأن بعض الدراسات وجدت أن الذين يعانون من الأوهام الدينية يميلون إلى تجربة مسار أكثر خطورة، بما يؤدي إلى سلوك مضطرب خطير على المصاب ومن حوله، خصوصًا أن بعض المرضى يقتلون بناء  على أوامر أوهامهم الدينية أو تفسيراتهم للكتب المقدسة.


هل يمكن علاج الأوهام الدينية؟

نعم. الأدوية المضادة للذهان أثبتت أثرًا في تخفيف الأعراض لدى حوالي 70% من المرضى.

لكن الأمر ليس سهلًا لأسباب:

1- المريض نفسه لا يكون مقتنعًا أنه مريض، بالتالي لا يخضع للعلاج طوعًا.

2- هناك العديد من مضادات الذهان. ويحتاج الطبيب للتأكد من اختبار الدواء المناسب.

3- العلاج النفسي يحتاج فرز التفكير الوهمي حول الدين، في عملية طويلة ومعقدة قد تستغرق سنوات، لأنه من الصعب للغاية العودة إلى بنية أكثر عقلانية عن المعتقدات بعد فترة من التفكير اللاعقلاني.

جني سقراط | هل كان فيلسوف الغرب الأشهر نبيًا أم مريضًا بالوسواس القهري؟ | مصطفى ماهر


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

الأوهام الدينية والروحية في الفصام (Living With Schizophrenia)

الأوهام الدينية في الاضطراب ثنائي القطب (very wellmind)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك