روسيا والصين.. هل انحاز المعسكر الشرقي لإثيوبيا في قضية سد النهضة؟| س/ج في دقائق

روسيا والصين.. هل انحاز المعسكر الشرقي لإثيوبيا في قضية سد النهضة؟| س/ج في دقائق

14 Jul 2021
أثيوبيا الصين روسيا مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

بالنسبة لكثير من المصريين كان الموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن، خلال جلسة مناقشة سد النهضة الإثيوبي، داعيا للاستهجان.

العلاقات بين روسيا و مصر لا تحمل عداء. العلاقات بين مصر وروسيا  شهدت مؤخرا تطورًا إيجابيا، أثمر عن اتفاقيات تعاون لإنتاج اللقاح الروسي ضد كورونا وعودة الطيران الروسي للمنتجعات السياحية المصرية بعد توقف 6 سنوات.

ومنذ أيام احتفت وكالة “شينخوا” الصينية التابعة للحزب الحاكم بوصول العلاقات مع مصر إلى “عصرها الذهبي”.

ممثلا روسيا والصين، رغم ذلك، لم يدعما المساعي المصرية لأن يلعب مجلس الأمن دورًا في  الأزمة، معتبرين أن الاتحاد الأفريقي أجدر بحلِّ هذه المشكلة.

إرجاع المفاوضات مرة أخرى إلى الاتحاد الإفريقي يصبُّ في صالح إثيوبيا.

إذن، لماذا لم يشفع هذا التقارب عند روسيا والصين لتُعطيا مصر ما طلبته في مجلس الأمن؟ وما مصالحهما مع إثيوبيا؟

الإجابة عبر:

س/ج في دقائق


ما علاقة الصين بسد النهضة؟ وهل لها مصالح في إثيوبيا؟

مشروع سد النهضة الذي يتكلف حوالي 4.6 مليار دولار، مثّل عبئًا ماليًا على إثيوبيا، فأخذت قرضًا من الصين في 2013 بقيمة 1.2 مليار دولار لبناء خطوط نقل الطاقة التي تربط السد بالبلدات والمدن المجاورة، كجزء من قروض صينية بقيمة 16 مليار دولار، وفقًا للمكتب الوطني الأمريكي للبحوث الاقتصادية.

ثم عادت الصين لتساعد إثيوبيا بمنح قروض بقيمة 652 مليون دولار في 2017، وتعاقدت إثيوبيا مع شركات صينية، مثل: مجموعة Gezhouba الصينية و Voith Hydro Shanghai لتسريع عملية البناء، فيما لعبت مجموعة شركات صينية أخرى دورًا في تطوير البنية التحتية للمشروع.

وتعتبر الصين، أن استثمارها في السد الإثيوبي سيكون مُقدِّمة لاختراق مجال البنية التحتية للطاقة في أفريقيا كلها، حيث تخطط للمشاركة في بناء السدود في 22 بلدا بأفريقيا.


لماذا تهتمُّ الصين بأفريقيا من الأساس؟

أبدت الصين اهتمامًا مبكرًا بنشر نفوذها في أفريقيا، فمنذ العام 1949 بدأت في السعي للتعاون مع الدول الأفريقية عبر تقديم مساعدات متواضعة لدولٍ مثل الجزائر ومصر وغينيا ومالي.

بعدها سعت بكين لتعزيز هذا التعاون لتشكيل ما أسماه الرئيس الصيني بـ”نظام عالمي ثالث” يحمي الصين من أي عدوان غربي في المستقبل، وهو ما حصدته سريعًا بارتفاع عدد الأصوات الأفريقية المؤيدة لها في المحافل الدولية، مثل دعم تمثيل الصين أمام الأمم المتحدة 1971، بفضل تكتّل الأصوات الأفريقية خلفها.

وهو المكسب السياسي الذي سعت الصين لاستثماره أكثر، فقدّمت المزيد من الدعم للدول الأفريقية، المستمرة حتى الآن، وفي هذا الإطار جرى تقديم المساعدة في بناء سد النهضة، وغيره من السدود.

هذه الاستراتيجية جعلت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا 11 عامًا متتالية، حيث تجاوز حجم التجارة الصينية الأفريقية 200 مليار دولار اعتبارًا من عام 2019.

وفقًا لوزارة التجارة الصينية، فإن الصين ساهمت في بناء 6 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية، و20 ميناء، 170 مدرسة.

أمريكا في مواجهة الصين في البحر الأحمر .. لكن هل سياستها في حرب اليمن تساعدها؟| س/ج في دقائق



هل تستطيع روسيا حل الأزمة؟

تمتلك روسيا علاقات متميزة بجميع أطراف النزاع.

مع مصر، أعلنت تأييدها لثورة 30 يوليو مبكرًا، زارها الرئيس السيسي عدة مرات، ووقّع البلدان العديد من الاتفاقيات التجارية والعسكرية، أبرزها إنشاء منطقة صناعية قُرب قناة السويس، وتدشين محطة طاقة نووية في الضبعة.

مع السودان، دعّمت الإطاحة بالبشير، وجرت مباحثات لإنشاء مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان، وفي بداية هذا العام وصلت إلى بورتسودان الفرقاطة الروسية الأدميرال جريجوروفيتش لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

ومع إثيوبيا، تعتبرها روسيا بوابة للتعمّق في الداخل الأفريقي، وقدّمت لها العديد من أشكال الدعم، آخرها الاتفاقيات الموقعة منذ يومين لتحديث الجيش الإثيوبي بإشراف روسي.

لذا تعرف روسيا أنها ستكون رمانة الميزان في حل هذا الصراع تحديدًا. وفي أكتوبر 2019، وتزامنًا مع الوساطة الأمريكية حول السد، قال الممثل الخاص لروسيا للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا مستعدة دائمًا للوساطة، فلديها علاقات ممتازة مع أديس أبابا والقاهرة.


لماذا ظهرت روسيا أقرب لإثيوبيا من مصر والسودان؟

في يونيو الماضي، استضافت القوات الأمريكية والأوكرانية مناورات “نسيم البحر” العسكرية في البحر المتوسط، هي الأكبر من نوعها التي تُقام على حدود روسيا.

أثارت هذه المناورات غضب روسيا، واعتبرتها تهديدًا لها، وأعلنت أنها “سترد عليها”.

شاركت في هذه المناورات 30 دولة، من ضمنها مصر. فهل أثارت هذه الخطوة غضب موسكو من القاهرة؟

أما السودان، فلقد تراجعت حكومته عن بناء قاعدة فلامنجو العسكرية الروسية فى بورتسودان، التي جرى الاتفاق على إنشائها في عهد البشير، وطُلب من روسيا سحب معداتها منها.

وأعلنت البلدان أن اتفاقية التعاون العسكري يجري إعادة التفاوض بشأنها.


وما الذي أدى للتقارب الروسي الإثيوبي؟

البداية كانت مع فرض الولايات المتحدة عقوبات على بعض المسؤولين الإثيوبيين الذين تلومهم واشنطن على انتهاكات حقوق الإنسان في مقاطعة تيجراي المضطربة في البلاد.

القاعدة الأبرز في العلاقات الدولية حاليًا: إذا رفضك من يسأل عن حقوق الإنسان فاذهب لمن لا يسأل عنها. وهذا بالطبع مع حدث، فتقاربت إثيوبيا مع الصين وروسيا أكثر، بل وخرجت تظاهرات في العاصمة أديس أبابا مناهضة للولايات المتحدة تحمل صور الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

روسيا لم تفوت الفرصة، فقدمت دعما لإثيوبيا، ووصفت ما حدث في تيجراي بأنه “عملية تطبيق قانون” وأنه قضية ذات شأن داخلي، كما دعمت الانتخابات العامة الإثيوبية، والتي انتهت بفوز ساحق لحزب أبي أحمد.

يتوقع بعض المراقبين الآن أن تعكس إثيوبيا مسارها الجيوسياسي بعيدًا عن الولايات المتحدة، وأن تحتضن الصين بحماس أكبر، لكنها تحتاج لموازنة علاقتها مع الصين بقوى أخرى، ولأن الدول الغربية ستكون بجانب الولايات المتحدة، والدول العربية لن تتخلى عن مصر والسودان، فلذلك ستكون روسيا الشريك العملي الوحيد الذي يمكن لإثيوبيا التعامل معه لموازنة الصين، بطريقة ودية لا تخاطر بإثارة أي شكوك.

لن يكون الوصول إلى روسيا في الوقت الحالي من أجل الرمزية فقط، بل قد يؤدي إلى عدد كبير من النتائج المفيدة للطرفين لكلا البلدين، وعلى رأسها الدعم العسكري لإثيوبيا، واستبدال الشركات الروسية بالغربية إذا قررت المغادرة، وستيح ذلك لروسيا توسيع نفوذها في جميع أنحاء القرن الأفريقي وبالتالي بقية شرق إفريقيا.



هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

سد النهضة الإثيوبي الكبير: تقييم دور الصين ( مراقب التصور الأمريكي الصيني)

إثيوبيا تنظم مسيرة مناهضة للولايات المتحدة حول تيجراي وتدعم الصين وروسيا  (أفريقيا نيوز)

روسيا مستعدة للتوسط في محادثات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا (تاس)

إثيوبيا ومصر والنيل الأزرق وروسيا (نادي فالداي للمناقشة)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك