هل تستعد إيران لتخفيف الضغط عن روسيا بفتح جبهة حرب في الخليج؟ | ترجمة في دقائق

هل تستعد إيران لتخفيف الضغط عن روسيا بفتح جبهة حرب في الخليج؟ | ترجمة في دقائق

20 Feb 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال نعمان صادق في أوراسيا ريفيو


بعد حشد القوات الروسية على طول حدود أوكرانيا، صعد المتمردون الحوثيون في اليمن المدعومون من إيران الضربات الصاروخية على دول الخليج، مما يوحي بأن الكرملين نسق مع شريكته الإستراتيجية في الأزمة السورية، إيران، لتخفيف الضغط عن روسيا في المواجهة مع أوكرانيا من خلال فتح جبهة ثانية مع الدول النفطية.

دفع هذا الولايات المتحدة لتعزيز تواجدها العسكري في الخليج من خلال إرسال معدات عسكرية جديدة لحماية دول الخليج من الهجمات الحوثية.

ردًا على جميل فتح جبهة ثانية في الخليج والاعتراف بالتحالف الاستراتيجي الثابت لروسيا مع إيران في المنطقة، أصدر الكرملين، يوم 10 فبراير، إدانة نادرة للغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا باعتبارها “انتهاكًا فظًا” للسيادة السورية ، وقررت روسيا تسيير دوريات جوية مشتركة إلى جانب السوريين لتجنب شن مزيد من الضربات الجوية الإسرائيلية.

أشارت تايمز أوف إسرائيل إلى أن هذا يمثل تغييرًا مهمًا في السياسة بالنسبة لروسيا، وأن المسؤولين الإسرائيليين يحاولون فهم سبب تغيير روسيا لسياستها تجاه إسرائيل، مما سيجبر إسرائيل على الحد من حملاتها الجوية في سوريا نتيجة التغيير الروسي.

سبب الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا هو إضعاف تكنولوجيا الصواريخ الموجهة الإيرانية المقدمة إلى دمشق ووكيلها المتمركز في لبنان، حزب الله، والذي يشكل تهديدًا وجوديًا لأمن إسرائيل الإقليمي.

ومع ذلك، وبغض النظر عن مخاوف الاستراتيجيين العسكريين الإسرائيليين، هناك برنامج أمريكي إسرائيلي مشترك يهدف إلى القضاء على أبرز جنرالات الحرس الثوري الإسلامي داخل وخارج إيران، وتخريب المنشآت النووية الإيرانية.

غرض البرنامج، بجانب استمالة اللوبي اليهودي في أمريكا في الانتخابات الأخيرة، كان الانتقام لسلسلة الهجمات التي شنتها القوات المدعومة من إيران ضد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الخليج، والتي دفعت الولايات المتحدة وإيران لشفا حرب واسعة النطاق في سبتمبر 2019.

فاتورة لم تدفعها إيران رغم مبدأ كارتر

فاتورة إيران غير المدفوعة طويلة تشمل أعمالًا يمكن التغاضي عنها، كزرع ألغام على ناقلات النفط قبالة سواحل الإمارات، أو إسقاط طائرة مراقبة أمريكية بقيمة 200 مليون دولار في الخليج،

لكن الهجوم على منشآت السعودية النفطية تحديدًا كان موجعًا لسوق النفط؛ لأنها أثرت على ما يقرب من نصف إجمالي إنتاج السعودية من النفط، بما وتر الأسواق العالمية، ورفع سعر النفط بنسبة 15٪، في أكبر ارتفاع منذ حرب الخليج الأولى 1990.

الرد الأمريكي لم يأت حتى الآن، رفم مطالبة الصقور في واشنطن بتفعيل مبدأ كارتر 1980، الذي ينص على: “ليكن موقفنا واضحًا تمامًا: أي محاولة من قبل أي قوة خارجية للسيطرة على منطقة الخليج ستُعتبر بمثابة اعتداء على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية، وسنصد مثل هذا الهجوم بأي وسيلة ضرورية، بما في ذلك القوة العسكرية”.

لم يأت الرد رغم رفض واشنطن احتمال شن العمل من اليمن، وترجيح أن إيران نفسها شنت الهجوم، ورغم يقينها أن شل سوق النفط بهذه الطريقة وكأنه إظهار قطعة قماش حمراء أمام ثور هائج.

ستكسب الحرب دون نقطة دم | لماذا لن تغزو روسيا أوكرانيا بعد كل هذه التهديدات؟ | س/ج في دقائق

رد الجميل لروسيا الآن؟

من المنطقي أن إيران إن لم تحصل على الضوء الأخضر للهجمات من قوة عسكرية كبرى تساوي ثقل واشنطن، فإن مثل هذه المواجهة كانت ستصل إلى حد الانتحار.

وبالنظر إلى مثل هذا التصعيد المنسق في الخليج من قبل إيران وروسيا، يبدو الآن أن الضوء الأخضر كان حاضرًا، وأن إيران ستكون مستعدة لرد الجميل لروسيا إذا قرر الكرملين غزو أوكرانيا، إذ ستكون إيران أيضًا مستعدة لحشد قواتها في المنطقة المضطربة ذات الأهمية الحاسمة لتعطيل إمدادات النفط العالمية، وزيادة الضغط على القوى الصناعية المعتمدة على الطاقة ، لكي تفكر بعناية في إجراءاتها الانتقامية ضد التحالف العسكري الروسي الإيراني.

في الواقع، كانت هذه هي الرسالة الدقيقة التي وصلت إلى الإستراتيجيين العسكريين في واشنطن من خلال الهجمات الجريئة التي شنها الحوثيون على أهداف في الإمارات، وتحديدًا تلك التي استهدفت قاعدة الظفرة الجوية التي تستضيف القوات الأمريكية.

في كل الأحوال، يجب النظر إلى أعمال التخريب في الخليج في 2019، ضمن الخلفية الأوسع للحرب الباردة الجديدة التي بدأت في أعقاب أزمة أوكرانيا عام 2014 بعد احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم وفرض واشنطن عقوبات على الكرملين.

الرد في سوريا

كان رد الكرملين الفوري على التصعيد من قبل واشنطن هو أنه قفز إلى المعركة في سوريا في سبتمبر 2015، بعد زيارة سرية إلى موسكو قام بها الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني السابق.

عندما نشرت روسيا قواتها وعتادها العسكري في سوريا في سبتمبر 2015، كانت واشنطن وحلفاؤها الإقليميون على وشك دق إسفين بين دمشق ومعقل العلويين في ساحل اللاذقية، وهو ما كان يمكن أن يؤدي إلى سقوط وشيك لحكومة بشار الأسد.

بمساعدة القوة الجوية الروسية، استعادت الحكومة السورية منذ ذلك الحين معظم أراضي سوريا من المتمردين، باستثناء إدلب في الشمال الغربي التي يحتلها المسلحون المدعومون من تركيا ودير الزور والمناطق التي يسيطر عليها الأكراد في الشرق، وبالتالي ألحقوا هزيمة مذلة بواشنطن وحلفائها الإقليميين.

أخيرًا، يجب الإشارة إلى أن سليماني، الذي اغتالته أمريكا بناء على بلاغ من المخابرات الإسرائيلية في مطلع 2020، لم يكن يحارب واشنطن في الصراع السوري فحسب، بل كان أيضًا المهندس الرئيسي لهجمات سبتمبر 2019 على منشأة بقيق البترولية وحقل خريص النفطي في السعودية.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك