“يتطور صندوق الثروة السيادية في السعودية بسرعة توازي البلد نفسه”، تقول بلومبرج.
في 2015، كان صندوق الاستثمارات العامة شركة قابضة للاستثمارات الحكومية لم يسمع بها أي شخص خارج السعودية. الآن تقترب من امتلاك أصول تصل قيمتها إلى تريليون دولار حيث تستحوذ على كل شيء من أندية كرة القدم إلى شركات صناعة السيارات الكهربائية وتمول مدنًا جديدة في الصحراء.
هذا التحول جزء من إعداد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم لمستقبل ما بعد النفط.. فكيف يغير صندوق الاستثمارات العامة السعودي وضع السعودية من دولة نفطية إلى دولة حديثة؟
س/ج في دقائق
ما مهام صندوق الاستثمارات العامة؟
ضمن رؤية 2030، يتولى صندوق الاستثمارات العامة مهمتين بحسب بلومبرج: تنويع الاقتصاد – إبراز النفوذ.
بهذا المنطق، فالصندوق مسؤول عن: تحفيز الاستثمار الداخلي – تطوير صناعات جديدة – إتاحة وصول السعودية إلى التقنيات الجديدة من خلال الاستثمارات الأجنبية – خلق فرص عمل – جعل السعودية أكثر جاذبية للأجانب – تغيير أولويات السعوديين للبحث عن الرفاهية في الداخل بدلًا من السياحة الخارجية.
كما أنه يقوم بصفقات من أجل تعزيز أصوله فقط، مثل استثماره 40 مليار دولار من احتياطيات العملات الواردة من البنك المركزي، في رهان على التعافي السريع من كورونا، وقد ربح من هذه العملية بعد عدة أشهر مع انتعاش الأسهم.
لكن: لماذا يقترض صندوق الاستثمارات العامة الأموال؟
في حين أن الصندوق السيادي التقليدي يستثمر الثروة الوطنية الزائدة لتحقيق أرباح في المستقبل، أعيد توظيف صندوق الاستثمارات العامة كمستثمر عالمي في وقت عجز الميزانية السعودية.
نتيجة لذلك، كان الاقتراض من البنوك العالمية دائمًا جزءًا من حطة الصندوق حيث يتطلع إلى تحقيق طموحات النمو، وخصوصًا للمشروعات الخضراء، أو المشروعات التي تحافظ على المناخ من خلال استخدام الطاقة المتجددة.
الهدف إشراف الصندوق على أصول بقيمة 2 تريليون دولار بحلول 2030، ليتجاوز الصندوق السيادي النرويجي، الأكبر في العالم حاليًا بحوالي 1.4 تريليون دولار.
تضاعفت أصول صندوق الاستثمارات العامة أربع مرات تقريبًا منذ عام 2015 لتصل إلى حوالي 580 مليار دولار، لكن الطريق إلى 2 تريليون دولار سيحتاج تحويلات أكبر للأصول من الدولة.
تتوقع الحكومة تحقيق أول فائض في الميزانية منذ ما يقرب من عقد في 2022 وقالت وزارة المالية إن المكاسب النفطية غير المتوقعة قد تذهب إلى صندوق الاستثمارات العامة.
كما يتم تعزيز الصندوق من خلال منحه مهمة تطوير الأراضي التي كانت قيمتها صفرا، ثم أصبحت بفضل استثماراته تساوي ملايين.
لا تزال أكبر ممتلكات الصندوق في الشركات المحلية مثل البنك الوطني السعودي وشركة الاتصالات السعودية والمشاريع الوطنية مثل نيوم، المدينة التي يتكلف بناؤها 500 مليار دولار وتعمل بالطاقة المتجددة وتصدير الطاقة الخضراء.
في 2016، خصص الصندوق 45 مليار دولار لسوفت بنك جروب، ومن وقتها بدأت الاستثمارات الأجنبية للصندوق.
وفي 2018 وصلت استثمارات الصندوق في شركة لوسيد موتورز لصناعة السيارات الكهربائية إلى ما يقرب من 40 مليار دولار.
لدى الصندوق حصصًا في شركات صناعة ألعاب الفيديو: Activision Blizzard وElectronic Arts، وشركة الخدمات الرقمية وشركات البيع بالتجزئة للملياردير الهندي موكيش أمباني.
في فبراير، حولت الحكومة حصة 80 مليار دولار في شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة لتعزيز أصوله في الوقت الذي يستعد فيه الصندوق للاستفادة من سوق السندات الدولية لأول مرة.
ولماذا اشترى الصندوق نادي كرة قدم؟
غالبًا ما يتم شراء فرق كرة القدم من قبل الأفراد الأثرياء كأصول تذكارية، حيث تجذبهم بسبب تقلب قيمتها، فتكون فرصة لمن يحسن استغلال الفرص.
صندوق الاستثمارات العامة استحوذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي المتعثر في الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2021 كجزء من محاولة تعزيز القوة الناعمة للسعودية من خلال الاستثمارات في الرياضة والرياضات الإلكترونية.
ربما تسير السعودية وفق قواعد العلاقات العامة التي اتبعتها أبو ظبي المجاورة، حيث اشترى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ناديًا إنجليزيًا آخر، مانشستر سيتي، في عام 2008 واستخدمه كمنصة لتسويق الإمارة والشركات المملوكة للدولة في جميع أنحاء العالم.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
