هل السيسي متمسك بإهانة إردوغان شخصيا؟ وهل يقتل أردوغان الربيع التركي بيديه؟ | س/ج في دقائق

هل السيسي متمسك بإهانة إردوغان شخصيا؟ وهل يقتل أردوغان الربيع التركي بيديه؟ | س/ج في دقائق

28 Apr 2021
تركيا مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

مصر وتركيا تجتمعان مجددًا على مستوى وزراء الخارجية ورؤساء المخابرات، بعد 8 سنوات من القطيعة لم يفوت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلالها مناسبة دون انتقاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

لكن كل هذا تغير في مارس 2021: توقف الهجوم، وتغيرت اللهجة، تبعها تعليمات لقنوات فلول العثمانيين الناطقة بالعربية بتخفيف اللهجة، ثم اتصال بين وزيري الخارجية، قبل الاجتماع الجديد.

السبب الرئيسي الذي يحرك تركيا على إنهاء ملف القطيعة مع مصر هو غاز شرق المتوسط، ستحاول تركيا حجز أي حصة ممكنة عبر الانضمام إلى منتدى غاز شرق المتوسط، ومحاولة المشاركة في خطوط أنابيب الغاز التي تدشنها مصر وإسرائيل وقبرص واليونان والمتجهة إلى أوروبا.

لكن أردوغان قال في أكثر من مناسبة إنه يرفض مقابلة السيسي. وهنا، ربما يتمسك الرئيس المصري بإهانة أردوغان وإلزامه بالاجتماع والمصافحة. الرئيس التركي سيكون مترددًا للغاية في القيام بذلك، لأن مثل هذا الاجتماع قد يضع مسمارًا أخيرًا في نعش الأحداث التي عمت الشرق الأوسط منذ 2011 برعاية العثمانيين الجدد.

س/ج في دقائق


كيف وصلت علاقة مصر وتركيا إلى القطيعة شبه الكاملة؟

منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في مصر بعد ٣٠ يونيو 2013، استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل مناسبة ممكنة للهجوم على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وخلال الأعوام الثمانية الماضية، حول أردوغان تركيا إلى ملاذ آمن للإخوان وغيرهم ممن تعتبرهم تركيا عناصر محلية داعمة، والتي دعت مرارًا للإطاحة بنظام السيسي بمباركة ودعم أردوغان.

لم يقتصر الأمر على المشتغلين بالسياسة، بل اتهمت الحكومة المصرية تركيا بإيواء الإرهابيين ودعم الجماعات المتطرفة التي تقاتل الجيش المصري في سيناء.

وانضمت القاهرة في 2017 إلى السعودية والإمارات والبحرين في محاصرة قطر حليفة تركيا.

كما كانت تركيا ومصر على طرفي نقيض في الصراع في ليبيا، حيث دعمت تركيا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، بينما دعمت مصر حكومة شرق ليبيا والجيش الوطني الليبي، وكاد الصراع أن يدفع الدولتين للمواجهة المباشرة في 2019-2020.



ما علامات انكسار جبل الجليد مؤخرًا؟

في مارس 2021: توقف الهجوم التركي، وتغيرت اللهجة. كبير مستشاري أردوغان للسياسة الخارجية، إبراهيم كالين قال إنه “يمكن فتح صفحة جديدة في علاقة تركيا مع مصر”.

تبعها تعليمات لقنوات يديرها “مصريون يعملون لصالح تركيا” من إسطنبول بتخفيف اللهجة، ثم اتصال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بنظيره المصري سامح شكري للتهنئة بحلول رمضان، في 20 أبريل.

في نفس اليوم، اقترح حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يتزعمه أردوغان إنشاء مجموعة صداقة مصرية تركية في البرلمان التركي.

وتنعقد جولة محادثات بين مصر وتركيا في زيارة بعثة دبلوماسية تركية إلى القاهرة أول مايو، بحسب المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال إن رؤساء مخابرات ووزراء خارجية البلدين على اتصال.

مظفر سينيل، أستاذ السياسة والعلاقات الدولية في جامعة أنقرة ميديبول، يقول: “البندول يتأرجح، ولا يريد أي من الجانبين أن يخسر هذه اللحظة”.

هل تتجه مصر – تركيا إلى مصالحة قريبة؟ لماذا لا؟ ولماذا نعم؟ وعلى أي أرضية؟ | س/ج في دقائق


هل هذه المسألة حالة فردية أم يمكن ربطها بأحداث المنطقة؟

ترى آسيا تايمز أن التقارب جزء من عملية إعادة الترتيب ضخمة تشهدها العلاقات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بدأت من إنهاء مقاطعة الرباعي العربي لقطر في يناير، إلى اجتماعات أبريل في بغداد بين المسؤولين السعوديين والإيرانيين.

هذه المصالحة تعززت أكثر بالنجاحات الأخيرة في عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في ليبيا، فهذا النهج ساهم في إعادة القاهرة وأنقرة إلى نفس الموقف، حيث كلاهما يدعم الآن الحكومة المؤقتة لرئيس الوزراء عبد الدبيبة.

مع ذلك، قالت كلوديا غازيني من مجموعة الأزمات الدولية لصحيفة آسيا تايمز: “لطالما كانت مصر براجماتية للغاية بشأن ليبيا”، وستتعامل مع أي شخص في ليبيا يمكنه السيطرة على المكان.


لماذا تتمسك تركيا بالمصالحة مع مصر؟

السبب الرئيسي الذي يدفع تركيا للتواصل مع مصر هو المنطقة الاقتصادية الخالصة، حيث تهدف للدخول إلى منتدى غاز شرق المتوسط، ومحاولة المشاركة في خطوط أنابيب الغاز التي تدشنها مصر وإسرائيل وقبرص واليونان والمتجهة إلى أوروبا.

هذا التشابك الكبير من المطالبات والمصالح المتداخلة، تأمل أنقرة أن التقارب مع مصر قد يساعد في تفكيكه لصالحها.

يقول سينول: “تحتاج تركيا إلى توقيع اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة مع مصر بهذه الخطوة، ومن ثم يكون لها تأثير إيجابي على المزيد من قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة”.

ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان.. هل تنازلت القاهرة عن حقوقها كيدًا في تركيا؟ |س/ج في دقائق



ماذا تستفيد مصر من هذه المصالحة؟

فؤائد مصر من المصالحة أقل وضوحًا، بحسب سامي حمدي، العضو المنتدب لشركة استشارات المخاطر العالمية The International Interest، ولهذا كانت تركيا التي بدأت السعي إلى المصالحة، بينما كانت مصر مترددة في المشاركة وكانت بطيئة للغاية في القيام بذلك، لأن مصر لا تثق في تركيا.

لمحاولة التغلب على هذا الأمر، عالجت أنقرة إحدى أهم النقاط وهي: تحريض قنوات جماعة الإخوان، إلا أنه من المرجح أن يرغب السيسي في المزيد من الخطوات سريعًا.

مع ذلك، كان خطاب أردوغان ودعمه لمحاولات إسقاط الأنظمة في المنطقة لحساب مشروعه التوسعي مصدر أزمة، ستسفيد دول الإقليم حال تخلى عنه لتمرير المصالحة مع مصر التي ستكون قد استفادت بتوجيه ضربة قوية له ولكل خطوات مشروعه الذي بناه خلال السنوات الماضية.

يقول حمدي: بما أن أردوغان هو الذي رفض مقابلة السيسي والذي أظهر عداءه علنًا، ربما يريد السيسي إهانة أردوغان وإلزامه بالاجتماع والمصافحة، لكن أردوغان سيكون مترددًا للغاية في القيام بذلك، فهو حتى الآن يفوض جميع الاتصالات إلى وزارة خارجيته، لأن مثل هذا الاجتماع قد يضع مسمارًا أخيرًا في نعش الربيع الذي رعته تركيا في المنطقة.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

تركيا ومصر ونهاية الحرب الكلامية (آسيا تايمز)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك