دولة المخدرات | اغتيال إمبراطور الكوكايين في تركيا.. هل ابتز نظام أردوغان بمقاطع جنسية؟ | ترجمة في دقائق

دولة المخدرات | اغتيال إمبراطور الكوكايين في تركيا.. هل ابتز نظام أردوغان بمقاطع جنسية؟ | ترجمة في دقائق

21 Feb 2022
تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال البرلماني التركي السابق أيكان إردمير في ناشيونال إنترست.


اغتيال رجل الأعمال القبرصي التركي خليل فاليالي كان أحدث حلقة في حروب تركيا السرية بشأن تهريب المخدرات والتمويل غير المشروع.

اتهم رجل العصابات التركي، سادات بكر، فاليالي، في 2021، بأنه لاعب رئيسي في تجارة الكوكايين بالتواطئ مع إركان يلدريم، نجل رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدريم.

ادعى بكر أن تركيا، التي طالما كانت جزءًا من طريق رئيسي لتجارة الهيروين، أصبحت الآن مركزًا رئيسيًا للكوكايين، بعد ما يقرب من عشرين عامًا من حكم حزب العدالة والتنمية.

تثير هذه التطورات تساؤلات حول ما إذا كانت تركيا ستصبح دولة مخدرات أخرى في الشرق الأوسط، إلى جانب لبنان وسوريا.

اغتيال بعد ابتزاز

إرك أكارير، الصحفي الاستقصائي المقيم في برلين، يقول إن فاليالي كان يبتز السياسيين وموظفي الخدمة المدنية بـ “مقاطع فيديو غير لائقة”.

وأشار تيمور سويكان، الصحفي الاستقصائي التركي، أن فاليالي، المعروف بامتلاكه مجموعة مقاطع فيديو لشخصيات سياسية بارزة، ربما استخدم بعضها لابتزاز إركان يلدريم، من أجل فتح خط للكوكايين مع أمريكا اللاتينية.

في العام الماضي، اتهم الرئيس القبرصي التركي السابق مصطفى أكينجي فاليالي بإقامة علاقات غير مشروعة مع حكومة شمال قبرص التي تدعمها أنقرة وتقديم الدعم لها.

لم يكن مفاجئًا أنه في أعقاب مقتل فاليالي، انتقل عشرات المستخدمين الناطقين باللغة التركية إلى موقع تويتر، واصفين الهجوم بأنه محاولة لـ”إسكات فاليالي”.

“الحرس الثوري التركي” صادات.. ذراع إردوغان لقمع الداخل وإرهاب الخارج | س/ج في دقائق

المخدرات في تركيا

قبل أسبوع من اغتيال فاليالي، تفاخر وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بأن عمليات ضبط المخدرات في البلاد وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ إنشاء الجمهورية التركية، ففي 2021 وحده، صادرت الشرطة نحو 2.8 طن من الكوكايين.

ما قدمه وزير الداخلية على أنه قصة نجاح ينذر أيضًا بالخطر، حيث شهدت عمليات اكتشاف الكوكايين في البلاد ارتفاعًا ثابتًا على مدار السنوات الأربع الماضية: 1.5 طن في عام 2018، و 1.6 طن في عام 2018، وحوالي 1.9 طن في عام 2020.

في يونيو الماضي، وفي أكبر عملية ضبط للكوكايين في التاريخ التركي، صادرت الشرطة 1.3 طن من المخدرات مخبأة وسط شحنة موز تم شحنها من الإكوادور إلى ميناء مرسين التركي على البحر المتوسط.

بعد ذلك بوقت قصير، اكتشفت الشرطة نصف طن إضافي من الكوكايين مخبأ في شحنة أخرى قادمة من الإكوادور في نفس الميناء، وقد تجاوزت المضبوطات في هاتين الحالتين وحدهما المجاميع السنوية منذ بضع سنوات.

هذه الأرقام لا تشمل شحنات الكوكايين المتجهة إلى تركيا والتي تم ضبطها في موانئ الخروج بأمريكا اللاتينية، والتي تبلغ أضعاف هذه الشحنات، فشحننتان فقط ضبطتا في كولومبيا وبنما كانتا أكثر من ضعف حجم إجمالي عمليات ضبط الكوكايين في تركيا العام الماضي.

في أغسطس الماضي، ضبطت الشرطة البرازيلية 1.3 طن من الكوكايين على متن طائرة تركية خاصة كانت مملوكة سابقًا لرئيس الوزراء التركي، والتي تديرها الآن شركة خاصة يديرها مرشح برلماني من حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان،

كما ضبطت الشرطة التركية العام الماضي كوكايينًا في طريقه من كولومبيا إلى تركيا في مطار إسطنبول.

تورط رجال السياسة

يشك العديد من المواطنين الأتراك في أن كبار المسؤولين الأتراك شركاء لزعماء العصابات، ويسهلون تهريب المخدرات، ويحمون المتاجرين.

بحسب مزاعم بكر، فإن نجل يلدريم شخصية محورية في تهريب الكوكايين عبر تركيا،

وقد دافع رئيس الوزراء التركي السابق عن ابنه من خلال الادعاء بأنه سافر إلى كاراكاس لتسليم مجموعات وأقنعة اختبار كورونا، وهو ادعاء دحضته سجلات الجمارك التركية وشهاداتها من المواطنين الأتراك المقيمين في فنزويلا.

ما يثير الشكوك حول تواطؤ المسؤولين الأتراك أن الكوكايين المشحون إلى تركيا يأتي بشكل أساسي من ميناء بويرتو بوليفار في الإكوادور، والذي فازت شركة تركية مدعومة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بامتياز إدارته لمدة خمسين عامًا في عام 2016.

مؤخرًا، استبعدت السلطات الإسرائيلية شركة تشغيل الموانئ التركية من المشاركة في مناقصة خصخصة ميناء حيفا بسبب صلات حزب الله المزعومة بأحد المالكين وتورطه مع شركة شحن تدير ميناء بيروت في لبنان.

ومع ذلك، فإن ما يجعل إفلات الشخصيات المرتبطة بحزب العدالة والتنمية من العقاب أكثر وضوحًا للمواطنين الأتراك ليس عمليات ضبط الكوكايين الرئيسية في الموانئ البحرية أو المطارات، ولكن مشاركة كوادر الحزب الصغار مع رجال المخدرات.

مدمنو حزب العدالة والتنمية

في مارس 2021، انتشرت صور كورسات أيفات أوغلو، المساعد البرلماني لنائب رئيس حزب العدالة والتنمية البرلماني حمزة داغ، وهو يشم الكوكايين في مقعد السائق في سيارة فاخرة،

لكنه خرج من السجن وقالت السلطات إنه كان يشم “مسحوق السكر”.

وفي عام 2020، صادر ضباط الجمارك الأتراك 100 كيلو جرام من الهيروين في سيارة مستشار صحفي سابق في السفارة التركية في بروكسل تربطه علاقات وثيقة بشخصيات بارزة في حزب العدالة والتنمية،

لكن السلطات التركية أخفت الأخبار عن الصحافة لمدة أسبوعين.

الوضع الاقتصادي

الانهيار المالي المستمر في تركيا وحاجتها المتزايدة إلى العملة الأجنبية وسط استنفاد صافي الاحتياطيات الدولية لبنكها المركزي يؤدي لانجذاب النخبة السياسية لدولارات المخدرات.

يبدو أن المهربين يتمتعون بالإفلات من العقاب، ويبدو أن عمليات ضبط المخدرات تهدف إلى إخفاء الحجم الحقيقي لتجارة المخدرات في البلاد

إذا انضمت تركيا إلى سوريا ولبنان كدولة مخدرات ثالثة في شرق البحر الأبيض المتوسط​​، فإن هذا سيؤدي إلى تفاقم مشاكل الاتجار وغسيل الأموال في المنطقة، مع توفير فرص أكبر للجهات الفاعلة غير الحكومية لاستغلال الوضع.

تركيا بعد أردوغان | كيف يخرج من السلطة؟ ومن الأقرب لوراثته في كل سيناريو؟ | س/ج في دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك