فاكسينيا Vaxinia.. تجربة سريرية جديدة بدأت للتو، إن نجحت فربما نكون أمام أهم فتح علمي حاسم في حرب البشرية ضد السرطان.
العقار الجديد أثبت فعالية في تقليص مجموعة واسعة من السرطانات في النماذج الحيوانية والمختبرية بجرعات منخفضة.
الآن، يستهدف الباحثون نقل تجربة فاكسينيا على البشر، مع وعود بفاعليته بسبب استهدافه الانتقائي للخلايا السرطانية، وقدرته على استهداف مجموعة واسعة من السرطانات في مراحل متقدمة.
فما هو فاكسينيا تحديدًا؟
وكيف يعمل على مقاومة السرطانات؟
س/ج في دقائق
ما هو فاكسينيا بالضبط؟
فاكسينيا عقار جديد يعتمد على حقن البشر بعينة تحمل فيروس جدري معدل وراثيًا، يتندرج تحت نوعية الفيروسات المحللة للسرطان.
أثبت فاعلية ضد مجموعة واسعة من السرطانات في النماذج المختبرية والحيوانية. والآن بدأ الباحثون تجربته على البشر.
الفيروسات المحللة للأورام/ الفيروسات حالة الورم (Oncolytic Virus) فيروسات موجودة في الطبيعة أو معدلة وراثيًا، لتتكاثر بشكل انتقائي في الخلايا السرطانية.
عندما تتكاثر الفيروسات المحللة للأورام، يمكن أن تتفكك الخلايا السرطانية المصابة.
عندما تنفجر الخلايا السرطانية، تطلق بروتينات أو مستضدات الورم، التي يتعرف عليها الجهاز المناعي كأجسام غريبة، بما يستثير الاستجابة المناعية ضد هذه المستضدات مما يؤدي إلى قتل المزيد من الخلايا السرطانية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية تخلق ذاكرة ضد مستضدات الورم، والتي يمكن أن تساعد في منع تكرار الإصابة بالسرطان، بما يعني توفير حماية دائمة.
يمكن أن تكون جرعة صغيرة من فيروسات حالة الورم فعالة ضد الورم بسبب قدرة الفيروس على التكاثر والانتشار في خلايا الورم.
وكيف تميز الفيروسات المحللة للأورام بين الخلايا السرطانية والسليمة؟
لدى الخلايا السرطانية بروتينات ومستقبلات على سطحها تختلف عن الخلايا السليمة التي تحميها من جهاز المناعة، والانتشار، وتمنع موت الخلايا.
تستخدم الفيروسات المحللة للأورام هذه البروتينات والمستقبلات الخاصة بالخلايا السرطانية لاستهدافها.
وبحسب الباحثين، فإن الخصائص التي تجعل الخلايا السرطانية مقاومة للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، هي نفسها ما تسهل عمل الفيروسات المحللة للأورام.
علاوة على ذلك، غالبًا ما تكون البروتينات التي تستهدفها الفيروسات المحللة للأورام شائعة في مجموعة واسعة من السرطانات، مما يجعل هذه الفيروسات أداة لمواجهة عدة أنواع من السرطانات.
في تجربة سريرية حقن أول مشارك في الدراسة بجرعة من عقار تجريبي مضاد للسرطان يسمى CF33-hNIS، بها فيروس فاكسينيا.
تشير الدراسة التي قام بها سيتي أوف هوب، ومعهد أبحاث وعلاج السرطان في الولايات المتحدة، بالتعاون مع Imugene، وهي شركة تكنولوجيا حيوية في أستراليا، إلى أن فاكسينيا قد يكون أكثر فعالية من الجيل السابق من الفيروسات المحللة للأورام في تقليل حجم الأورام، مما يجعل هذا العلاج واعدًا بشكل خاص.
يقول الباحثون إن أهمية هذا الفيروس في أنه مصمم لاستهداف جميع أنواع السرطانات، وهو يحافظ على الأنسجة الطبيعية، حيث يهاجم الخلايا السرطانية فقط.
فاكسينيا الجديد نسخة معدلة وراثيا من فيروس الجدري، وقد صممه الباحثون لتعزيز قدرته على التكاثر في الخلايا السرطانية، مما يسهل الاستجابة المناعية الكبيرة ضد الخلايا السرطانية.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوى فيروس اللقاح المعدل أيضًا على بروتين يسمى مرمز يوديد الصوديوم البشري (HNIS)، والذي ينقل أيونات اليود إلى الخلايا، مما يسمح بامتصاص الخلايا السرطانية لليود المشع.
يمكن بعد ذلك استخدام تقنيات التصوير مثل تقنية انبعاث الموضع (PET) مع اليود المشع كصبغة للمساعدة في تتبع انتشار الفيروس في الجسم وفعاليته.
علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد HNIS أيضًا بشكل انتقائي في استهداف الخلايا السرطانية التي تراكم اليود المشع باستخدام العلاج الإشعاعي.
وما أبرز السرطانات التي سيعالجها فاكسينيا؟
أظهرت الدراسات السابقة أن فاكسينيا فعال ضد النماذج الحيوانية لسرطان الثدي والقولون والمستقيم والبنكرياس والمبيض والرئة.
خلال المرحلة الأولى من التجربة السريرية، سيختبر الباحثون سلامة وتحمل CF33-hNIS في مرضى السرطان عن طريق حقن الفيروس مباشرة في الدم أو الورم.
على وجه التحديد، ستشمل التجربة حوالي 100 مريض بالسرطان يعانون من أورام صلبة منتشرة أو متقدمة، سبق لهم تلقي علاجين على الأقل من علاج السرطان.
موضوعات متعلقة
