مدينة قالمة | نبذة تاريخية عن مدينة قالمة .. أشهر المعالم السياحية الموجودة بها

مدينة قالمة | نبذة تاريخية عن مدينة قالمة .. أشهر المعالم السياحية الموجودة بها

26 Oct 2022
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تعتبر مدينة قالمة إحدى مدن الجزائر الواقعة في الشمال الشرقي منها، وهي أعرق مدنها، وتعددت الأقاويل حول تسميتها، حيث نسبت في تسميتها إلى الفاتح محمد القالمي، وفي قول آخر قد نسبت لملكة رومانية حكمتها في العصر الروماني تسمى مالاكا أو كالاما.

يغلب على المدينة طابع فلاحي، حيث يكثر بها زراعة القمح وتربية المواشي، كما تشتهر بالأنشطة الثقافية والفنية، ولها مكانة سياحية لجمال طبيعتها وكثرة المعالم الأثرية بها.

نبذة تاريخية عن مدينة قالمة

يعود تاريخ مدينة قالمة لزمن بعيد، حيث دلت الحفريات والأدوات والقطع الأثرية والكتابات التي وجدها علماء التنقيب والأثار على عراقتها، وأكد ذلك على استقرار العنصر البشري بها منذ القدم، وقد تنوعت الحضارات والممالك بها لتشمل الفينيقية والرومانية ومملكة تدعى مملكة ماسي.

عاصرت المدينة أصعب فتراتها حيث الاستعمار الفرنسي عام 1834م، وقد اهتم الفرنسيون لموقعها الاستراتيحي مما دعاهم إلى غزوها وإعادة بنائها وتحصينها بالأسوار المنيعة لتكون حصنًا لهم، كما مرت إثر ذلك بما يشبه المجزرة، وقد أودت بحياة ما يفوق 18ألف شهيد، وذلك في الثامن من مايو عام 1945م.

عندما حصلت الجزائر على استقلالها استطاعت المدينة أن تتقدم في عدة مجالات، مما جعلها تتجه نحو النمو والاستقرار، وهنا تم تحويلها من مدينة لولاية تحديدًا في عام 1974م.

جغرافيا مدينة قالمة

تقع مدينة قالمة الجزائرية في الجهة الشمالية الشرقية من البلاد، حيث تحاط بسلسة من الطبيعة الجبلية الخضراء، ولها عدة حدود تتمثل في ولايات الطارف جهة الشمال، وسوق أهراس جهة الشرق، وقسنطينة جهة الغرب، ومدينة أم البواقي جهة الجنوب.

تقدر مساحة أراضيها بحوالي 4125كيلو متر مربع، وهي أكبر مدينة بالجزائر، وتتنوع تضاريسها ما بين المناطق الجبلية والغابات والسهول.

يتسم مناخ مدينة قالمة بأنه مناخ شبه رطب خاصة في منطقتي الوسط والشمال منها، بينما يميل للجفاف في المنطقة الجنوبية، كما يكون جوها في الشتاء ممطر ويميل كثيرًا لأن يصبح معتدل، أما في الصيف يكون حار.

تتراوح درجات الحرارة بالمدينة ما بين باردة في الشتاء تصل إلى 4درجة مئوية، وترتفع في الصيف لتصل إلى 35,4درجة مئوية، وبهذا يقدر معدل درجات حرارتها سنويًا بحوالي 17,3درجة مئوية، تسقط الأمطار عليها بمعدل بلغ 450ملليمتر في العام.

السكان في مدينة قالمة

بلغ تعداد السكان في مدينة قالمة وفق إحصاء عام 2015م حوالي 355,555نسمة، وتقدر الكثافة السكانية فيها بحوالي 90نسمة لكل كيلو متر مربع، وينطق معظم سكانها باللغة المحلية وهي ڤالمة.

أصل سكان قالمة

يرجع أصل سكان مدينة قالمة للسكان القدامى الذين انحدروا من قبيلة بني فوغال الأمازيغية، وقد تركز عدد منهم في المنطقة ما بين الخزارة شرقًا وحمام الدباغ غربًا، حيث هاجروا إليها عام1799م من تلك المنطقة الواقعة غرب جيجل.

ذكر أيضًا عن المدينة أن الأعراب من البدو سكنوها وسيطروا عليها في الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلادي، ويعود إليهم أولاد ظافر وأولاد سنان وأولاد علي والدرايدية، بالإضافة إلى عدد من القبائل والعائلات الأخرى.

كما أنها في السبعينيات تحديدًا نزح إليها عدد من البدو الرحل، وقد تركزوا بمنطقة بوروايح سليمان، وقد جاءوا من المدن الواقعة إلى الجنوب من دولة الجزائر، وقد بدأ سكنهم في مجموعة خيام بحي فنجال، ثم أصبحت هذه الخيام أحياء قصديرية، وبعد ذلك حدث تواصل بينهم وبين السكان السابقين.

بينما في التسعينات زاد تعداد سكانها بشكل ملحوظ من خلال انتقال الغرباء الذين عانوا من مشاكل الارهاب والتقلبات السياسية، حيث جاءوا من عدة ولايات مختلفة، وفي هذه الأحيان كانت المدينة أيضًا تمر بظروف سياسية غير مستقرة لما جاء من وقف انتخابي في جانفي عام 1992م.

الاقتصاد في مدينة قالمة

تمتلك مدينة قالمة عدد من الوجهات السياحية المميزة التي تنجح في جذب أعداد مميزة من السياح سنويًا مما يساهم في اقتصادها بشكل ملحوظ، كما توجد بها مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة، وقد نجحت في زراعة القمح بها.

تدخل الزراعة في دعم المجال الاستثماري، حيث زراعة الفواكه والخضراوات والحبوب، بالإضافة إلى قطاع الصناعة، حيث يوجد بها مصانع متعددة أهمها مصنع السكر ومصنع الخزف ومصنع الدراجات النارية.

عادات وتقاليد مدينة قالمة

تتسم مدينة قالمة بعدة عادات وتقاليد متبعة من قبل سكانها مثل باقي دول العالم، ويتبع سكان المدينة عادات في الأطباق أشهرها الكسكسي ويطلقون عليه سكسو، الشخشوخة وتعرف لديهم باسم أشخشوخ، كما يعرفون الفطير والغرايف والعصيدة والبراج والعصبانة.

أما من حيث عادات شهر رمضان فهم يمارسون أجمل التقاليد التي تشعرهم ببهجة وجمال هذه الأيام، مثل طهي طبق يسمى الثريدة الذي لا يغيب طوال الشهر عن مائدة الافطار، وفي السهرة يجب تناول المحلبي كنوع من أنواع الحلى، وفي السحور يقدمون المسفوف المعد بالكسكسي كأساس للطبق، ويضاف له الفواكه والحليب والسكر.

لا يزال السيدات في مدينة قالمة يتمسكون بعادة تبادل الأطباق الشهية بينهم كنوع من العادات الموروثة من الأجداد، وهي دلالة على الكرم والمودة، ولكن الجدير بالذكر هي عادة النفقة أو ما تعرف بالوزيعة، وهي أن يجمع الجيران مبلغ من المال يتشاركون فيه معًا ويشترون به الذبائح في منتصف الشهر لتوزع على الأسر بنظام السهم، أي بحسب عدد أفراد الأسرة، ويضاف كمية معينة للأسر المحتاجة وللفقراء، وتحضر السيدات أجمل وأشهى الأطباق وترسلها للمساجد والموائد.

ختان الأطفال بالمدينة يعتبر تقليد قديم وفرصة لجمع الشمل من الأحباب والأقارب والجيران لتوثيق العلاقات وصلة الرحم، ويتعمدون بالقيام بهذا الأمر في شهر رمضان وخاصةً في ليلة القدر تفاؤلاً ببركتها، ويقيمون له احتفال ويوزعون الهدايا للأطفال الحاضرين برفقة الأقارب والجيران.

وصف مدينة قالمة

تتسم مدينة قالمة بجمال داخلي يظهر في تضاريسها وطبيعتها، حيث تضم عدد كبير من المعالم الأثرية ترجع للعصر الروماني، وبها عدد من الحمامات أشهرهم حمام دباغ وحمام النبائل، كما توجد بها مغارات ومسابح.

تشتهر المدينة بتواجد المصانع الكبيرة المتنوعة مثل مركب الفصفاط، بالإضافة إلى احتوائها على المناجم وخطوط سكك حديدية.

تفصل بين المدينة والجزائر العاصمة مسافة قدرها 537كيلو متر، يتنوع طابعها ما بين الفلاحي والرعوي والصناعي، وتنقسم المدينة إلى أربع مناطق هما منطقة قالمة التي تشمل حوض سيبوس، منطقة بوشقوف وتتميز بسطحها الجبلي.

بينما منطقة وادي الزناتي، وتتسم بالسهول الداخلية التي جعلتها تشتهر بزراعة الحبوب وخاصةً القمح كما تنتج اللحوم، منطقة تاملوكة وتعد امتداد تابع لمنطقة وادي الزناتي.

تشتهر المدينة بالسلاسل الجبلية المغطاة بالأشجار والغابات، وهم أربع سلاسل جبلية يتمثلون في جبال بني صالح التي تقع شمال شرق البلاد، وجبل ماونة وسلسة مرمورة وجبال هوارة، بالإضافة إلى عدد من الوديان أشهرهم وادي المالح ووادي الشارف.

السياحة في مدينة قالمة

تعتبر مدينة قالمة من أجمل الوجهات السياحية الجزائرية،  حيث بها معالم تاريخية ومناطق جميلة مثل:

جبل ماونة

أحد أبرز معالم السياحة الدينية يرتفع لمسافة تقارب 1500متر، وتوجد المدينة أعلاه، حيث يجعلها تزخر بمنظر لا مثيل له، وتنتشر به المساحات الخضراء من الغابات، وعدد من أشهر الحمامات وأجملها.

جبل ماونة في مدينة قالمة

المسرح الروماني

استمر بنائه في الفترة ما بين القرنين الثاني والثالث عشر الميلادي بأمر راهبة تدعى أنيا إيليا ريستيتوت،  كلفها بنائه ما يفوق 30 ألف قطعة ذهبية، وقد بني على هيئة نصف دائرة، به مقصورات صممت خصيصًا للأعيان وكبار رجال الدولة، ومدرجات واسعة لتشمل عدد كبير من الجمهور.

المسرح الروماني في مدينة قالمة

 المسجد العتيق

من الوجهات السياحية الدينية الأشهر بالمدينة، وهو بمثابة تحفة معمارية وعلامة هندسية فريدة، كما أنه معلم أثري وتاريخي قديم يوجد في قلب المدينة،  وقد بني عام 1824م.

 المسجد العتيق في قالمة

الحديقة الوطنية

تتمثل في جبل ماونة وتستطيع جذب السياح لها وخاصةً العائلات ليستمتعوا بالهواء الجبلي البارد الطلق، والتخييم واقامة حفلات الشواء الرائعة بين الطبيعة الجبلية الغابية الرائعة، وتنتشر بها أشهر حمامات المدينة.

الحديقة الوطنية في قالمة

غار جماعة قالمة

تحفة قديمة ترجع تاريخيًا لما قبل الميلاد في وسط جبل طاية ببلدية بوحمدان، أجمل وأغرب المعالم السياحية التي قد تراها لدرجة أن جمال المكان وسحره جذب انتباه الفرنسيون مما دعاهم للعناية به، وزادت قيمته ليصبح مقصد سياحي لأغلب زوار المدينة.

غار جماعة قالمة

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك