يؤدي المسلمون كل عام فريضة صيام شهر رمضان الكريم بدءًا من الفجر وحتى الغروب، وهناك العديد من الأبحاث التي تحاول معرفة تأثير الصيام على الجسم وقدرته على معالجة الأمراض بما في ذلك ضغط الدم، ويتساءل أصحاب الضغط المرتفع هل الصيام يخفض الضغط أم لا؟ لذلك سنحاول أن نجيب في هذا المقال عن تأثير الصيام على الضغط.
كيف تختم المصحف في رمضان | ختم القرآن في رمضان في صلاة التراويح | اقصر مدة لختم القرآن
توجد دراسة تم نشرها في مجلة جمعية القلب الأمريكية تبحث في الفوائد الصحية التي تعود على الإنسان من الصيام، وقد شارك في الدراسة 85 شخص من لندن تتراوح أعمارهم بين 29 عام وحتى 61 عام، وقد تم قياس ضغطهم الانقباضي والانبساطي قبل وبعد رمضان لمعرفة هل الصيام يخفض الضغط أم لا.
حينما تم ضبط المتغيرات المختلفة كالعمر والجنس، تم اكتشاف أن المشاركين قد انخفض لديهم ضغط الدم الانقباضي بمقدار 7.29 ملم زئبقي، وانخفض ضغط الانبساطي بمقدار تقريبًا 3.42 ملم زئبقي في غضون الأيام التالية لشهر رمضان.
ما يميّز تلك الدراسة عن أي دراسة أخرى هي أنها لم تعتمد على أي متغيرات أخرى دون الصيام، حتى إن بعض الأشخاص قد قاموا بتناول كمية أكبر من الطعام بشكل عام خلال شهر رمضان، إلا أنهم حصلوا على نفس النتيجة في انخفاض الضغط بعد ذلك.
وفي مراجعة أخرى تمت بدورية مجلة طب المجتمع وبحوث الصحة العامة عام 2021 تم محاولة معرفة مدى تأثير صيام شهر رمضان على القلب والاوعية الدموية بالنسبة للمصابين بارتفاع ضغط الدم ويتناولون أدوية ارتفاع الضغط.
وقد أوضحت الدراسة أن صيام رمضان قد تمكن من تقليل إجهاد القلب لدى هؤلاء المرضى الذين يلتزمون بتناول أدوية ارتفاع الضغط، وهو لم يؤثر على حالة ارتفاع ضغط الدم لديهم.
بعد أن عرفنا هل الصيام يخفض الضغط أم لا، قد تتساءل لماذا من الأصل يستطيع الصيام أن قد يؤثر على الضغط؟ ويتكهن الباحثون أن السبب وراء ذلك هو أن الصيام يتسبب في التأثير على التمثيل الغذائي.
يتغير التمثيل الغذائي بعد مرور ثماني إلى 12 ساعة من الصيام، حيث يبدأ الجسم في أن يحرق الكيتونات بدلاً من حرقه للجليكوجين نظرًا لنفاذ كمية الجليكوجين من الجسم، وهذا بالتالي يخفض من الإنسولين ويؤدي إلى خفض ضغط الدم.
المدارس الخاصة في الكويت واسعارها | مدارس السفارة المصرية في الكويت
طبقًا لأستاذة التغذية في جامعة إلينوي “كريستا فارادي” فإن دراسة جمعية القلب الأمريكية لا تشير إلى أن الصيام خلال شهر رمضان يؤدي بشكل أكيد وحتمي إلى فوائد صحية على المدى الطويل.
وقد أوضحت فارادي أن غالبية الدراسات التي قامت بمتابعة الناس بعد انتهاء شهر رمضان، قد لاحظوا أن وزنهم قد انخفض قليلاً أثناء الشهر، إلا أنهم حينما عادوا لعاداتهم الطبيعية في الطعام، فإن وزنهم قد عاد أيضًا لما كان عليه وكذلك ضغط الدم لديهم.
وعمومًا نحن في حاجة للمزيد من الدراسات للتأكد عن تأثير الصيام المنتظم ومعرفة هل الصيام يخفض الضغط المرتفع على المدى الطويل فعلاً بشكل آمن أم لا، إلا أنه ما يُعرف اليوم باسم “الصيام المتقطع” يتم اعتباره وسيلة فعالة وآمنة وتستطيع أن تخفض الضغط ولكن بشكل مؤقت.
يكون ضغط الدم طبيعي في الصيام حينما تكون القراءة 80/120 ملليمتر زئبقي، ويمكن للضغط أن يتأثر بالحالة التي يكون بها الشخص وما إذا فقد سوائل من جسمه إما نتيجة الوقوف وقتًا طويلاً في الشمس أو التعرض للحرارة.
هل الصيام يخفض الضغط إذًا؟ نعم قد يتسبب في ذلك ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الضغط المرتفع فإنه قد يصل لديهم للمعدلات الطبيعية، أما من يعانون في الأصل من الضغط المنخفض فإنه قد تسوء حالتهم أو قد لا يتأثرون إطلاقًا بحسب كل حالة.
ويمكن اعتبار الضغط منخفضًا بالفعل حينما تكون القراءة أقل من 90/60 ملليمتر زئبقي، مع العلم أن معدلات انخفاض الضغط قد تتفاوت من شخص لآخر، فما يتم اعتباره طبيعيًا بالنسبة لشخص قد يكون منخفضًا بالنسبة لشخص آخر، ولكن قد يسبب الضغط المنخفض بعض الأعراض مثل الدوخة والإغماء.
هل كلية البترجي معتمدة | تخصصات كلية البترجي | تجربتي في كلية البترجي
تشير الدراسات إلى أنه يمكن للمشي أن يخفض الضغط بالفعل، وقد كشفت مراجعة تم نشرها في مجلة الطب الوقائي إلى أن الأفراد الذين يقومون باتباع روتين المشي السريع المنتظم يحسنون الكثير من عوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والاوعية الدموية بما في ذلك ضغط الدم المرتفع.
ويرجع السبب في أن المشي ينزل الضغط هو أنه يقلل من انقباض الأوعية الدموية، حيث إنه يحيط بالأوعية الدموية خلايا عضلية تستطيع التقلص والانبساط، وما يحدد ذلك هو انقباض الأوعية الدموية.
إذا زاد انقباض الأوعية الدموية، فإن ذلك يتسبب في رفع ضغط الدم، أما إذا قل الانقباض، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، ويُعتقد أن المشي يمكنه أن يقلل من انقباض الأوعية الدموية.
تشير الدراسات إلى أن المشي بوتيرة معتدلة من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيًا لفترة تتراوح بين 20 إلى 40 دقيقة، وبمعدل حوالي 150 دقيقة أسبوعيًا لمدة تصل إلى 3 أشهر قد يساهم في خفض ضغط الدم.
إذا أدى ضغط الدم المنخفض في نقص تدفق الدم لأعضاء الجسم، فإن ذلك سوف يتسبب في البدء بفشل تلك الأعضاء، وهذا بدوره قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية والفشل الكلوي ونقص تروية الأمعاء.
تكون الصدمة والموت هما النتيجة النهائية حينما يعاني الشخص من ضغط الدم المنفخض لفترة طويلة، إلا أنه في أغلب الأحيان لا يتطلب انخفاض ضغط الدم غير المصاحب بأعراض تدخّل سريع.
إذا كان الشخص يعاني من انخفاض في ضغط الدم يصاحبه وجود آلام بالصدر وضيق بالتنفس أو كان قد حدث نتيجة نزيف نشط، فيكون العلاج في نفس وقت التقييم الشخصي.
يمكن أن تكون العوامل التي تم ذكرها مهددة لحياة الشخص بالفعل، وقد يكون في حاجة إلى رعاية صحية مكثفة أو النقل لقسم الطوارئ. وقد يتم اعتبار الشخص الذي تظهر عليه أعراض الضغط المنخفض أنه في حالة صدمة وهي حالة لا تتمكن فيها الأعضاء من العمل بطريقة صحيحة نتيجة نقص إمدادات الدم.
قد يحتاج الشخص في تلك الحالة أن يحصل على أكسجين وسوائل من خلال الوريد، وأن يخضع للمراقبة. بناءًا على ما يشكو منه الشخص والتشخيص المحتمل، يتم البدء فورًا في العلاج المناسب حتى إذا لم يكن هناك تشخيص نهائي.
يعتمد علاج ضغط الدم المنخفض على السبب وراءه، فإذا عرفه الطبيب، سيكون قادرًا على إعطاءك العلاج الذي يخفف من الأعراض والذي قد يشمل تعديل جرعة الأدوية التي قد تكون سببًا في خفض الضغط، أو ارتداء جوارب داعمة لتحسين الدورة الدموية.
عادةً لا يكون هناك أدوية تستخدم لضبط الضغط المنخفض؛ نظرًا لأنه يمكن عمل إجراءات بسيطة في نمط الحياة تساهم في التخفيف من الأعراض مثل:
– التحرك ببطء من الاستلقاء للجلوس للوقوف حينما تنهض من السرير.
– شرب الماء بكميات كافية.
– عدم الانحناء أو تغيير وضعيتك بطريقة مفاجئة.
– عدم شرب المشروبات التي تتضمن كافيين خلال الليل.
الاستثمار في قطر لغير القطريين | شروط الاستثمار في قطر للسعوديين | مزايا الاستثمار في قطر