بودكاست | مهسا أميني.. كيف أشعلت الثورة ضد الحجاب في إيران؟ | س/ج في دقائق

بودكاست | مهسا أميني.. كيف أشعلت الثورة ضد الحجاب في إيران؟ | س/ج في دقائق

27 Sep 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع إلى بودكاست “مهسا أميني” أولًا من هنا. أو واصل القراءة إن أردت:


احتفال مفاجئ تمامًا وعلى عكس المتوقع في إيران بذكرى ميلاد روح الله الخميني. اشتعلت البلد بلهيب المظاهرات بعد مقتل فتاة تُدعى مهسا أميني أثناء احتجازها على يد شرطة الآداب التي رأت أن حجابها مخالف للشريعة.

س/ج في دقائق


كيف بدأ موضوع مهسا أميني أصلًا؟

بدأ الموضوع بقصة شبه متكررة. شرطة الآداب في العاصمة طهران احتجزت فتاة اسمها مهسا أميني لأنهم راوا أن حجابها مخالف للشريعة، أخذوا الفتاة إلى مكان شبه مركز إعادة تأهيل، بهدف توعيتها بحجاب المرأة المسلمة.

أثناء الاحتجاز الفتاة ماتت. صرحت الشرطة بأن الفتاة عانت من أزمة قلبية أدخلتها في غيبوبة ثم حدثت الوفاة.


معنى ذلك أن وفاة مهسا أميني كانت طبيعية .. ما سبب المظاهرات؟

عائلتها، والمتظاهرين بالتبعية، رافضوا تصديق تصريحات الشرطة باعتبار أن مهسا أميني لم تكن تعاني من أي مشكلة مرضية. قال والدها إن الأطباء رفضوا السماح له بإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان ابنته، واكتفوا بتسليمه الجثة ملفوفة بشكل شبه كامل باستثناء الوش والقدمين، واكتشف عليهم آثار كدمات، هذا ما جعل تصريحات الشرطة كلها محل شك، خاصة مع التاريخ الطويل للأجهزة الأمنية الإيرانية في تلك الحوادث.


هل وفاة مهسا أميني السبب الوحيد للتظاهر؟

يمكن تسميتها بالشرارة. لكن الوضع في إيران دائمًا مرشح للانفجار. هذه المرة مثلًا المظاهرات خرجت والاشتباكات مع الشرطة انتشرت في بلدات ومدن في جميع أنحاء إيران. جزء كبير من المطالب لم يكن مقتصرًا على إعلان الحقيقة في قضية مهسا أميني نفسها، لكنه أخذ اتجاه للأزمة الاقتصادية والتعامل مع الملف النووي، وإن كان ركز بشكل أساسي على قضية الحريات، وهذا الملف خطير للغاية.


كيف تعاملت السلطات الإيرانية مع التظاهر؟

كان هناك أكثر من اتجاه، الأول طبعًا كان الخطوة المعتادة وهي قطع النت.

بعد ذلك الرئيس إبراهيم رئيسي خاطب الأمم المتحدة -وهو في زيارة حاليًا هناك- بحوار بسيط ومعتاد أيضًا: وأشار إلى أن كندا تقتل النساء من السكان الأصليين، وإسرائيل تقتل الفلسطينيات، وداعش قتل النساء .. فلماذا تحاسب إيران على جرائم معتادة في دول أخرى؟

وأخيرًا في شوارع إيران تصاعد الأمر. بدأ العنف وتعداد القتلى والجرحى في تزايد.


إلى أي مدى سيصل حجم العنف؟

بعد مقتل مهسا أميني هناك مؤشرين عكس بعض تمامًا. الأول إن إيران في مرحلة حاسمة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، وهذا عامل خارجي مهم خصوصًا إن الدول المتفاوضة وجهت انتقادات، هل طهران ستحاول تهدئة الأوضاع؟

المؤشر الثاني وهذا أهم، إن المظاهرات تتجه وبقوة إلى نقاط حساسة مثل حرق صور الخميني وقاسم سليماني، وحرق مراكز شرطة، بالإضافة إلى حرق الحجاب في أكثر من نقطة تظاهر، ذلك حدث ليس هين في بلد تحكمها الشريعة الإسلامية بحسب رؤية آيات الله مثل طهران.


بخصوص حرق الحجاب .. لماذا تُهين المتظاهرات رمزًا دينيًا احتجاجًا تجاوز في تطبيق القانون؟

موضوع الرمزية الدينية طويل جدًا لأن الأدلة على اعتباره رمز للإسلام السياسي أكبر من كونه رمز ديني، لكن لن نغفل عن إن الحدث الأساسي للتظاهر كان له علاقة بالحجاب. بمعنى أن مهسا أميني فقدت حياتها لأن الحجاب لم يناسب شخص ما.

كما أن هذا الربط الشرطي أصبح متكررًا في إيران وغيرها من دول الشرق الأوسط. ناشونال إنترست أصدرت تقريرًا مهمًا يُفيد بإن الإلحاد ينتشر كالنار في الهشيم بين مسلمي الشرق الأوسط، وربطت هذا بحكم أو تحكم الإسلاميين.

هناك أيضًا إحصائيات مهمة من إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله”: إن حتى الأشخاص الذين يصفون أنفسهم كمتدينين أصبحوا يتباعدون عن المظاهر الدينية من أول الصلوات والصيام وحتى الحجاب لنفس السبب. هذا التقرير تحديدًا نسب السبب في تراجع التدين في الشرق الأوسط لثورة الخميني وتبعاتها بالذات.


معنى ذلك أن الموضوع أكبر من فتاة ماتت أو قُتلت أيا كانت الرواية؟

فعلًا. أكد الخبراء حاليًا على وجود أزمة مجتمعية وصدام قوي للغاية بين مكونات الحمض النووي للثورة الإسلامية عام 1979 والمجتمع الذي يتجه للعلمانية بشكل متزايد.


في النهاية .. إلى أين ستتصاعد الأمور؟

سؤال صعب لا نملك إجابته. لكن يمكننا القول إن هناك تراكم مهم يحدث الآن. ليس فقط التحليلات الكثيرة للأمر، لكن مقاطع فيديو الصدامات المباشرة بين رجال دين وشبان غاضبين حول موضوعات اقتصادية أو اجتماعية تتزايد بسرعة، وكان منها مشهد سابق حصل في قلب قم المقدسة لرجل دين حاول تعليم فتاة درس عن أصول ارتداء الحجاب، فهاجمته بضراوة وقطعت عمته وطرحتها أرضًا.

وهنا سنجد الربط بين هذا المشهد والعنف الذي حدث بعد وفاة مهسا أميني في طهران ومشهد حرق الحجاب، ستكتمل الصورة أكثر.

أوراسيا ريفيو مثلًا صرحت بأن الملالي يخافون من طعنة النساء، وأشارت إلى تحول جذري يحدث بسبب تسييس الدين، والفجوة الضخمة بين دروس الأخلاق، وأخلاق رجال الدين المسيئة. بالإضافة إلى تدهور الوضع العام في الدولة، وأخيرًا إن رجال الدين أنفسهم ليسوا طبقة واحدة، بعضهم فقير للغاية، والبعض الآخر ثري بشكل كبير.

اختصارًا، داخل الدولة هناك الكثير من التغييرات التي تحدث؛ لذا دعونا نراقب إلى أين ستتصاعد الأمور في النهاية.


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك