جزر الواق واق الجزر الغامضة لدى الكثير؛ حيث ذكرها العرب قديمًا في المؤلفات التراثية، والروايات الخيالية. كما تداولها الكثير من المؤلفين والرحالة من أشهرهم موسى ابن المبارك السيرافي، واختلفت الأراء حول صحة وجودها.
بالإضافة إلى ذكرها في الأدب والروايات مثل ألف ليلة وليلة، وغيرها من الكتب الخيالية مثل ألس في بلاد الواق واق. ونظرًا لكثرة الإشارات إليها بين القصص الخيالية والحقيقة؛ أصبح أمر تحديد موقعها غير دقيق ويحمل الكثير من الأراء أيضًا.
لا شك من سماعك في يوم عن جزر الواق واق، التي تدور عنها الكثير من الأساطير والتساؤلات عن حقيقتها.
على الرغم من وصفها مرات كثيرة في بعض الروايات وكتب الأدب، إلا أنه ليس هناك إجابة واضحة حول كونها حقيقة أم خيال.
فالبعض تحدث عنها كبلاد أسطورية، والبعض الآخر روى قصص أقرب للغرائب والعجائب، إلا أن قصص الواق واق في المدونات العربية والتراثية تشير أنها أقرب للخرافة ومن أشهر ما تداول عنها ما يلي:
ذكرت تلك الأسطورة في الكثير من المقالات والروايات، حيث أشار إليها الجغرافي “بن زكريا الزهوي” بأنها جزيرة مليئة بالذهب.
حيث يصنعون سكان الجزيرة قمصانهم من الذهب، ولا يقتصر الأمر على ذلك.
كانت حيواناتهم من القرود والكلاب يرتدون سلاسل من الذهب أيضًا، وجديرًا بالإشارة بأن ما ورد في تلك الرواية أمر مبالغ فيه.
ذكرت في بعض الروايات العربية وتحديدًا مخطوطات القزويني؛ على أنها جزيرة توجد في بحر الصين، ويحكمها امرأة تمتلك أربعة آلاف وصيفة.
وأشار البعض على أن جميع سكان الجزيرة من الإناث فقط.
فهي من أكثر الروايات غرابةً؛ حيث وصفت بأنها مكان مليء بالأشجار العجيبة التي تلقب بالواق واق، وتملك ثمار على شكل رؤوس من السيدات.
وتسقط الثمرة على الأرض فور نضوجها لإصدار صوت “واق”.
وجاءت تلك الرواية بناءً على وصف بعض الشعراء مثل ما ذكره المسعودي حين قال “مما يشبه خلق الإنسان أمه يقال لها واق واق، وهي شجرة عظام لشعورها وتملك أيدي وفروج كالنساء، وإذا سقطت رؤوسهن يصيحن واق واق”.
بناءً على خريطة الإدريسي؛ فسر البعض على أنها جزيرة يسكنها قبائل السود، وهما الزنوج الذين هاجروا من شرق آسيا.
وكانوا يعملون في القرصنة والاستيلاء على السفن المحملة بالذهب العابرة الي مدينة سفالة.
كل هذه الروايات تسببت في تداول الأفكار والتساؤلات عن حقيقتها، والتي جعلتها تبدو للكثير بأنها ما هي إلا أسطورة خرافية تداولت.
ليز تروس | هل تقود “الحرباء الإكس يسارية” حكومة اليمين لإحياء إرث ثاتشر؟ | بروفايل في دقائق
مثلما تعددت القصص والروايات حول حقيقه وجودها، اختلفت أيضًا الأراء حول مكان وجودها.
البعض يرى بأنها اليابان حاليًا، وفقًا لبعض القصص التي نسبت للبحارة “ابن بطوطة” من خلال رحلته الاستكشافية حول الصين، وأن الاسم تم تحريفه فيما بعد.
وذكر أيضًا موقعها في بعض الكتب؛ بأنها جزيرة تحاط بها البحر بين الشرق الافريقي واليابان شرقًا.
وجديرًا بالذكر بأنها ذكرت في أحدى الخرائط التي رسمها الجغرافي العربي “أبو عبدالله محمد الإدريسي” تحديدًا في عام ١١٥٤م، حيث أشار اليها في أعلى الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية في الخريطة، والذي كان يحدد موقعها بعد مدينة سفالة.
وجريت بعض البحوث العربية من قِبل الدكتور “سفيان إبراهيم” الذي رجح وجودها في جزء من جزر اليابان، وأشار على أن الطريق الوحيد للوصول إليها عبر بحر الصين المليء بالأخطار الملاحية.
وتداولت بعض الأقاويل بأنه كان قديمًا يطلق العرب ذلك الاسم على بلدين مختلفتين اعتادا البحارة والتجار على الذهاب إليهما؛ الأولى بأنها توجد في الصين، والثانية وفقًا لرأي بعض المستشرقين وجودها في أقاليم الساحل الشرقي من قارة أفريقيا.
ولكن يظل موقعها الجغرافي غامضًا وغير محدد.
المالديف | معلومات عن جزر المالديف وأهم الأماكن السياحية بها
كما ذكرنا سابقًا بأن جزر الواق واق ذكرت عدة مرات في الكثير من الروايات الخيالية، ذلك الأمر الذي جعلها غير مؤكد وجودها في الحقيقة، حيث ذكرت في رواية “ألف ليلة وليلة”، وهو الكتاب الذي يحمل أغرب القصص حول غرب وجنوب آسيا، وإشار إليها على أنها أسطورة خرافية.
ومن الروايات التي ذكر فيها اسمها رواية “ألس في بلاد الواق واق”، وهي رواية من تأليف الكاتبة الكويتية حياة الياقوت، وهي تصنف من روايات الأدب الخيالي، حيث توضح الرواية وقوع الشخصية التراثية “ألس” في جزر مليئة بالمغامرات والعجائب تسمى جزر الواق واق وهي من الروايات الخيالية الشهيرة.
وقام أيضًا الكاتب والشاعر اليمني محمد محمود الزبيري باختيار عنوان كتابه “مأساة الواق واق”، والذي تناول فيه وثائق واحداث تاريخية عن بلاده بأسلوب قريب للخيال.
وحُملت أيضًا بعض الروايات والقصص الخرافية المخصصة للأطفال عنوان “أشعب في بلاد الواق واق”، وهي للكاتب وجيه يعقوب السيد، حيث ذكر وجيه يعقوب في تلك الرواية بعض من القصص الخرافية السابق ذكرها عن تلك الجزر، وبأن مكانها قريبًا من الهند.
واختار الكاتب سبعاوي عبد الكريم عنوان روايته “البحث عن الترياق في بلاد الواق واق”، والتي لا تحمل أي قصص أو مفاهيم بشأنها ولكنه استخدم الاسم كناية عن المعاني الخيالية في تحليلاته الذاتية والسياسية.
وأيضًا في رواية “حي بن يقظان” للفيلسوف ابن طفيل، حيث تحمل الرواية رجل يدعى حي بن يقظان تزوجت أمه في السر خشيةٍ من أخيها الملك، وعندما وضعت رضيعها ألقت به في البحر داخل تابوت، وحملته الأمواج الي ساحل جزيرة الواق واق.
واعتمدت روايته على تفسير خيالي ليوضح الحياة الرئيسية لدي الإنسان منذ ولادته، فكانت الجزيرة ما هي إلا مجرد اسم ذكر دون توضيح أي معلومات بشأنها في الرواية.
جزر فارو | حقائق سريعة حول جزر فارو
قام الكثير من الرحالة والكتاب بذكر جزر الواق واق في بعض المقالات الخاصة بهم، والكتب التراثية.
والذي من ضمنهم الكاتب محمد بن عبد المنعم الحميري حيث ذكر في كتابه “الروض المعطار في الخبر الاقطار” اسم الواق واق أكثر من مرة.
المرة الأولى في مقالته بعنوان “انكمرده” الصفحة رقم ١٩٠، والمرة الثانية في مقالة “برطايل” الصفحة رقم ٤٥٨، بينما المرة الثالثة كانت في مقالة “السحاب” في الصفحة ١٥٠٩.
وذكرت أيضًا في مقالته “الصريف” في الصفحة ١٧٤٤، وفي عدة صحف من ٢٨٩٣ وحتى صفحة ٢٨٩٥ في مقالة بعنوان “الواق واق”.
بالإضافة إلى ما سبق أشار إليها ابن خلدون في كتابه الشهير “مقدمة ابن خلدون” تحديدًا في الصفحة رقم ٣٦.
كما قام الكاتب محمد بن أحمد بن منصور الأبشيهي بالإشارة الى الجزيرة في إحدى كتبه التي تحمل عنوان ” المستطرف في كل فن مستظرف” تحديدًا في الصفحة رقم ١٧٧٣.
وجاء أكثر وصف خيالي للجزيرة في “كتاب البلهان” للمؤلف عبد المحسن الأصفهاني، فهو من ضمن من وصفوها بأنها تحتوي على الأشجار الغريبة الحاملة لرؤوس النساء.
واعتبر البعض كتابه من أغرب وأعجب الكتب التي تحمل في طياتها طلاسم السحر، والمفاهيم الخرافية.
ومن ضمن الكتب التراثية أيضًا “عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات” للعالم والجغرافي أبو يحي زكريا القزويني، حيث يتناول كتابه وصف الكون، وذكرت تحديدًا في فصل عجائب بحر الصين.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
