يُعد الزلزال واحدًا من آيات الله تعالى المهيبة في الأرض، وهو يحدث نتيجة للطاقة التي تنطلق من حركة صخور باطن الأرض وتكون في شكل موجات مسببة اهتزازات قوية يشعر بها من يكون قريبًا من بؤرة الزلزال، بينما يقل تأثيرها تدريجيًا كلما بعُدنا عنها، وكلما كان الزلزال قويًا، كلما تسبب في خسائر كبيرة قد تصل إلى مقتل الكثيرين. ويرغب الناس خلال فترات الزلزال أن يطمئنوا بأدعية تبعث على قلوبهم السكينة، فهل هناك دعاء الزلزال والكوارث الطبيعية في السنة النبوية؟
ليس هناك أدلة في السنة النبوية تشير إلى وجود دعاء الزلزال أو استحباب قول دعاء معين عندما يحدث الزلزال، ولكن من المحبب أن يقوم الشخص بالدعاء بأي دعوة تخطر على باله وأن يتضرع لله تعالى ويطلب منه الرحمة والغوث حتى يصرف عنه البلاء.
جدار برلين | من هو الرئيس الذي أمر ببناء جدار برلين وكيف سقط الجدار
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله – أنه من الواجب على العبد في أثناء حدوث الظواهر الطبيعية المختلفة كالزلازل والرياح والفيضانات أن يتوب لله عز وجل، وأن يسأله العافية، وأن يكثر من الذكر والاستغفار، وأن يحاول التصدُّق على الفقراء والمساكين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ارحموا تُرحموا”.
كذلك فقد ورد عن العلامة زكريا الأنصاري – رحمه الله – أنه قال أنه من المستحب للعبد التضرّع بالدعاء وقت الزلزال أو الصواعق وغيرها، وبالرغم من أنه ليس هناك دعاء الزلزال في السنة النبوية، ولكن يمكن للعبد أن يصلّي في بيته حتى يكون على مقربة من الله تعالى ولا يكون غافلاً، وذلك اقتداءًا بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان عندما تعصف الريح يذكر الله تعالى ويردد:
“اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به”. رواه مسلم.
على الرغم من أنه ليس هناك في السنة النبوية دعاء الزلزال ولكن يُمكن اللجوء إلى أدعية رفع البلاء باعتبار الزلزال من البلاء والمحن، ويُعد الاجتهاد في الدعاء بما تريد من أفضل العبادات التي يُمكن فعلها في أوقات البلاء، ويقول الله تعالى في كتابه: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”.
ويجب أن يتحلى العبد بالرضى أثناء البلاء، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط” رواه الترمذي. ومن بين الأدعية الواردة بالسنة التي تدفع البلاء:
– “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”. ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه من يرددها ثلاث مرات لا تصيبه فجأة بلاء حتى يصبح، وأن من يرددها ثلاث مرات في الصباح لا تصيبه فجأة بلاء حتى يمسي.
– “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك”.
– “اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا”.
فرانك جيري | قصة نجاح صاحب تصميم قاعة حفلات والت ديزني
– “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، وهو دعاء يونس عليه السلام والذي يُعد من أفضل الدعوات التي يُمكن الدعاء بها لكي يستجيب الله لمطلبك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :”دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له” رواه الترمذي والنسائي والحاكم.
– من المهم أن يلجأ المسلم إلى كثرة الاستغفار لأن ذلك يفرّج كل ضيق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب” رواه أحمد وأبو داود والحاكم.
بعد أن علمنا عن دعاء الزلزال وحقيقته، دعونا نتحدث عن بعض النصائح التي يُمكن اتباعها عند حدوث زلزال، وكيف تحمي نفسك من خطر الزلزال:
– إذا كنت موجودًا في سيارة أثناء الزلزال، عليك أن توقفها على الفور، وحاول أن تضبط فرامل الانتظار.
– في حالة إذا كنت نائمًا بالسرير وشعرت بالزلزال، اقلب وجهك ناحية الأسفل وقم بتغطية رأسك ورقبتك بوسادة.
– إذا كنت بالخارج وقت الزلزال، حاول أن تبقى بمكان بعيد عن المباني حتى لا تتأذى.
– في حالة إذا كنت بداخل المنزل، ابق في الداخل ولا تركض للخارج وتجنّب المداخل.
أينما كنت أثناء حدوث الزلزال قم بالنزول على يديك وركبتيك وتمسّك بشئ قوي، وإذا كنت تستخدم كرسي متحرّك أو مشاية بمقعد، قم بإقفال العجلات وأبق جالسًا في مكانك حتى يتوقف الزلزال.
تعلم الفرنسية بسهولة.. إليك أهم الطرق الفعالة لإتقان اللغة
عليك أن تحرص على تغطية رأسك ورقبتك بذراعيك، وفي حالة وجود مكتب أو طاولة متينة على مقربة منك، حاول الزحف تجاهها حتى تصل إليها وقم بالنزول تحتها لاستخدامها كملجأ، أما في حالة عدم وجود أي مأوى، ازحف بعيدًا عن النوافذ حتى تصل لمكان آمن.
يجب ألا تزحف ابدًا إذا كان ذلك سيعرضك لخطر المرور بمنطقة تتضمن المزيد من الحطام، واحرص على البقاء على ركبتيك أو انحني لكي تحمي أعضائك الحيوية.
إذا كنت محتميًا تحت طاولة أو مكتب، تمسّك بها بيد واحدة وكن مستعدًا للتحرّك معها في حالة إذا تحرّكت بفعل الزلزال، أما إذا كنت جالسًا ولم تستطع الانحناء على الأرض، انحني للأمام فقط، وقم بتغطية رأسك باستخدام ذراعيك، وضع يديك على رقبتك لحمايتها.
حاول أن تحافظ على هدوئك خلال الاهتزازات وإحذر من الأجسام المتساقطة، وإذا كنت تستعمل أي مصدر للنار أو الحرارة، احرص على إطفاؤه بمجرد أن يهدأ الزلزال، وإذا اندلع حريق، حاول أن تخمده بسرعة وهدوء.
حق الكد والسعاية | هل جامل شيخ الأزهر النسويات برواية مجهولة وفتوى محلية؟ | هاني عمارة
تُعرف الهزات الارتدادية بأنها عبارة عن مجموعة صغيرة من الزلازل التي تتلو حدوث الزلزال الأساسي الكبير، وليس من المعروف بالضبط عددها، إلا أنها قد تظل مستمرة لعدة ساعات أو أيام بعد الزلزال وفي بعض الأحيان قد تستمر لأكثر من ذلك، ولكنها تكون أقل في الحِدّة، وتنخفض شدتها مع مرور الوقت إلى أن تختفي.
تحدث تلك الهزات الارتدادية بسبب حدوث تغيّر بصورة مفاجأة بالإجهاد الحادث بالصخور التي تقع بمنطقة قريبة بالزلزال أو نتيجة تحرر الضغط من الزلزال الرئيسي، وبالرغم من أن الهزات الارتدادية تكون أغلب اهتزازها بسيطة بالمقارنة بالزلزال الرئيسي، إلا انها قد تكون مزعجة وقد تسبب عرقلة وعدم استقرار.