تحليلات غربية ترجح أن تكون مصر الأمل الأخير في حسم الحرب في أوكرانيا!
السيناريو؟
أوكرانيا تحتاج مقاتلات لإفشال خطة روسيا في حسم خاطف يمنحها السيطرة على شرق أوكرانيا.
وطائرات الغرب لا تلبي الغرض؛ لأن الغرب لا يريد نقل “طائرات الناتو المحدثة” لكييف، ولأن الجيش الأوكراني لا يجيد التعامل مع طائرات الغرب أصلًا، بل يحتاج طائرات ميج التي تعود عليها.
هنا، تدور الفكرة حول إقناع مصر بتسليم طائراتها من طراز ميج الروسي إلى أوكرانيا، مقابل تعويض القاهرة بطائرات إف 16 الأمريكية، ووعود بتعجيل صفقة إف 15 الأكثر تطورًا.
كيف طرحت الفكرة؟
ولماذا مصر تحديدًا؟
ما المقابل؟
وهل يمكن الوصول لصفقة كهذه؟
س/ج في دقائق
لماذا أبدى الغرب استعجالًا مفاجئًا في تزويد أوكرانيا بمقاتلات؟
في الشهر الأول من الحرب في أوكرانيا، لم يكن الغرب يثق في قدرة كييف على الصمود أمام روسيا.
لكن الحرب طالت، وأبدت أوكرانيا مقاومة، رأى فيها الغرب احتمالًا لتأمين فشل العملية الروسية.
لكن المقاومة الأوكرانية غير المتوقعة لا تنفي حقيقة أن سلاح الجو لديها لا يملك منافسة الدوريات الجوية القتالية والدفاعات الجوية الروسية.
هنا باتت أوكرانيا بحاجة للمزيد من الطائرات النفاثة لحرمان روسيا من حرية الإغارة في عمق البلاد، وضرب مراكزها اللوجستية ومنشآت التدريب.
ولماذا لا يوفرها الغرب مباشرة إن أراد؟
جاك واتلينج، زميل المعهد الملكي للخدمات المتحدة، يحدد 3 أسباب رئيسية:
1- سلاح الجو الأوكراني يعتمد على طائرات MiG-29. بالتالي، سيكون إحلال طائرات غربية محلها بطيئًا للغاية، بسبب الحاجة لإعداد الطيارين، وتجهيز البنية التحتية للصيانة، وتدريب الطاقم الأرضي، وهو ما يستحيل في وسط الحرب.
2- معظم الطائرات الغربية الحديثة مزودة بأنظمة اتصالات ومعدات أخرى حساسة، لا يريد الغرب تمريرها إلى أوكرانيا، ويرى أن إزالتها ستستغرق وقتًا.
3- البديل الأخير: إرسال طائرات MiG-29 البولندية إلى أوكرانيا معقد؛ لأنها تحتوي على ترقيات لمعدات الناتو (الاتصالات وإلكترونيات الطيران بشكل أساسي). كما أن هياكل الطائرات نفسها من طراز أقدم وأقل فتكًا.
يدرك الغرب أن الصفقة معقدة وتتطلب “عملًا دبلوماسيًا كبيرًا”. لكن طول أمد الصراع قد يدفعه لتجربة خيار كهذا باعتباره شديد الحيوية في حسم الحرب لسببين:
1- يرى الغرب أن مصر توفر البديل لإمداد أوكرانيا بطائرات ميج حديثة بنفس المواصفات التي تطلبها أوكرانيا، ويسهل تدريب القوات الأوكرانية عليها، دون تحمل عبء إزالة تجهيزات الناتو.
اشترت مصر مؤخرًا 46 طائرة من طراز MiG-29M بأحدث المعايير الروسية، بجانب صواريخ R-77 النشطة الموجهة بالرادار التي طلبتها أوكرانيا مرارًا.
2- يعتقد الغرب أن مصر تدرك تفوق الطائرات الغربية على مثيلتها الروسية. يقول تحليل موقع “وور أون ذا روكس” إن مصر تفضل مثلًا طائرات رافال الفرنسية على طائرات Su-35 الروسية.
ما المقابل الذي قد يعرضه الغرب على مصر لقبول الصفقة؟
سيكون العرض هو تعويض مصر عن طائرات ميج 29 إم بطائرات إف -16 أمريكية الصنع.
وفق التحليل، تستخدم مصر بالفعل عددًا كبيرًا من طائرات F-16 ، ولديها بالفعل البنية التحتية لتوسيع أسطولها من نفس الطراز. ولا مخاوف بشأن تعرض القدرات الأمريكية للخطر من خلال نقل طائرات F-16 المتقدمة إلى مصر.
حتى الآن، نقل الطائرات المصرية إلى أوكرانيا ليس قيد التفاوض، وقد يكون موضوعًا حساسًا في القاهرة نظرًا للعلاقات السياسية والدفاعية الوثيقة التي أقامتها مع روسيا في العقد الماضي.
مع ذلك، ترى فوربس أن محاولة إقناع القاهرة بأنها ستستفيد من صفقة مماثلة يستحق المحاولة.
1- افتراض أن العقوبات الغربية من المحتمل أن تعطل سلاسل التوريد الروسية لسنوات مقبلة، بما يجعل الحفظ على الطائرات الروسية أكثر صعوبة. ويحول الطائرات الروسية بحوزة الدول إلى طائرات بلا نفع.
2- محاولة إغراء القاهرة بأن الموافقة ستعد بادرة حسن نية كبيرة ستسهل تسليمًا سريعًا لمقاتلات F-15 الأكثر تقدمًا، في عملية – إن حدثت – ستلغي الأسباب الرئيسية للجوء إلى روسيا للحصول على طائرات مقاتلة متقدمة في المقام الأول.
وتحدث الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، بالفعل، في مارس 2022، حول “تزويد مصر بطائرات إف -15 بعد مفاوضات طويلة وشاقة”.
CENTCOM commander during the senate hearing today, Gen. McKenzie talked about the huge possibility of providing Egypt with F-15s. pic.twitter.com/7bPMOrq1uy
متى يحسم الموضوع: إما الوصول للصفقة أو اليقين باستبعادها تمامًا؟
يقوم الافتراض على أساس أن روسيا – بانحسار احتمال السيطرة على كييف – ستحتاج إلى شهرين على الأقل، لحين تغيير وحداتها القتالية، والدفع بقوات جديدة للقيام بهجوم خاطف يحسم الصراع في شرق أوكرانيا.
هذه تحديدًا هي المهلة المفترضة، شاملة الوقت اللازم لاستبدال المعدات، وإعادة تشكيل الوحدات، وتدريب الأوكرانيين على الأنظمة الجديدة.