فرنسا والشرق الأوسط | هل يرث ماكرون عقيدة أيزنهاور؟ أين روسيا والصين؟ | س/ج في دقائق

فرنسا والشرق الأوسط | هل يرث ماكرون عقيدة أيزنهاور؟ أين روسيا والصين؟ | س/ج في دقائق

27 Dec 2021
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الولايات المتحدة تنسحب من الشرق الأوسط منذ سنوات. لكن الرئيس الحالي جو بايدن سرع الخطط على ما يبدو.

منذ وصلت واشنطن المنطقة بناء على “عقيدة أيزنهاور” في خمسينيات القرن العشرين، لعبت أدوارًا معقدة. والانسحاب يخلق فراغًا كان مغريًا للعديد من اللاعبين الآخرين، من روسيا والصين عالميًا، حتى تركيا وإيران إقليميًا.

الآن، طور الرئيس الفرنسي ماكرون عقيدته الخاصة لوراثة عقيدة أيزنهاور. يحاول نشر نفوذ فرنسا في نقاط الفراغ.

فما فرص اللاعبين الساعين لملء فراغ الشرق الأوسط؟ وما أوراق كل منهم؟

س/ج في دقائق


متى ولماذا دخلت أمريكا الشرق الأوسط؟

بدأ الاهتمام الأمريكي بانتزاع دور القيادة في الشرق الأوسط في 1957، حين أعلن دوايت أيزنهاور “عقيدة أيزنهاور”، التي مررها الكونجرس، ليسمح لأي دولة بطلب مساعدة اقتصادية أو عسكرية أمريكية إذا تعرضت للتهديد بعدوان مسلح من دولة أخرى.

عقيدة أيزنهاور كانت تستهدف مواجهة التهديد السوفييتي، بتأمين وحماية السلامة الإقليمية والاستقلال السياسي للدول التي تحاول الشيوعية انتزاعها، خصوصًا بعد تنامي النفوذ السوفيتي في مصر وسوريا إبان حرب السويس 1956، وما تلاها من فقدان هيبة بريطانيا العظمى وفرنسا في المنطقة.

رأي أيزنهاور أن واشنطن قادرة على ملء فراغ النفوذ في الشرق الأوسط لمنع السوفييت من تمديد السيطرة هناك.

كان أول تطبيق فعلي لـ “عقيدة أيزنهاور” في لبنان 1958، عندما طلب الرئيس كميل شمعون مساعدة أمريكا في مواجهة حلفاء مصر الناصرية وسوريا.


ولماذا تنسحب الولايات المتحدة الآن؟

في دراسة حديثة، اعتبر القائد السابق للمنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي، جوزيف فوتيل، أن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط لم يعد أولوية لواشنطن؛ باعتبار أن نفس القضايا الأساسية “وبينها الطائفية والإرهاب والمآسي الإنسانية” ستبقى بوجود أمريكا أو بدونها.

حدد مصالح خمسا على أمريكا تأمينها، قبل أن تخلي المنطقة. تفاصيل الدراسة ستجدها هنا:

خماسيات فوتيل | الشرق الأوسط لم يعد حيويًا لواشنطن.. لولا مصالح خمس! | س/ج في دقائق

بايدن طبق الاستراتيجية بشكل واضح، فقرر الانسحاب مهما كانت النتائج. هذا ظهر في أكثر من ملف، وبينها أفغانستان وملف أمن الخليج.. ستجد تفاصيل أكثر هنا:

بايدن يغضب الخليج وبوتين يتودد إليه.. هل تحل روسيا محل أمريكا؟| س/ج في دقائق


من أبرز البدلاء الذين يحاولون ملء فراغ الانسحاب الأمريكي؟

 تتزاحم العديد من القوى على ملء الفراغ الأمريكي في الشرق الأوسط. هناك قوى إقليمية (تركيا- إيران) وقوى دولية تحاول خلق مكانة جديدة (روسيا – الصين) وقوى تحاول استعادة وجودها القديم (بريطانيا بتحركات محدودة – فرنسا بتحركات أكثر كثافة).

الإنفوجرافيك التالي يخلص المشهد:

الساعون لوراثة أمريكا في الشرق الأوسط


كيف برزت فرنسا تحديدًا لملء الفراغ الأمريكي؟

تخوفت فرنسا من مسارعة روسيا لملء الفراغ الأمريكي نتيجة ضعف قدرات حلفاء واشنطن الأوروبيين، فرتبت لاستراتيجية مشتركة مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، ثم بشكل منفرد، لحماية مصالحها في المنطقة.

بدأت الاستراتيجية من أوروبا نفسها، حيث أبرز ماكرون عقيدته الخاصة لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، التي أعلن أنه ينسق معها لترتيب الأدوار في الشرق الأوسط.

لمحاولة وضع فرنسا في هذا الدور، بدأ ماكرون بإبقاء فرنسا محايدة نسبيًا في التنافس الأمريكي مع الصين وروسيا لمنع الانخراط في صراعات النظام الدولي.


ولماذا الشرق الأوسط مهم لفرنسا؟

هناك سببان- بجانب العلاقات التاريخية- لأهمية الشرق الأوسط لفرنسا:

1- المنطقة منجم ذهب لفرنسا في ما يخص الاستثمار، حيث تمتلك صناديق الثروة السيادية الخليجية حصصًا في العديد من الشركات الفرنسية الكبرى، وتحرص الحكومة الفرنسية على زيادة مشاركة تلك الصناديق من أجل المساعدة في الحد من البطالة وتعزيز الاستثمار.

2- تحرص فرنسا على زيادة تعاونها مع الحكومات الصديقة في المنطقة لأغراض تبادل المعلومات الاستخباراتية من أجل زيادة فعالية معركتها ضد الإرهاب في الداخل.


ما مظاهر الانخراط الفرنسي في المنطقة؟ وهل لديها ما يكفي من أوراق سياسية؟

يمكن تقسيم الانخراط الفرنسي في الشرق الأوسط لعدة مجالات، اضغط على أي منها لتعرف التفاصيل:

 

لكن أمام فرنسا عوائق رئيسية: أبرزها أنه لا تملك أوراق ضغط صلبة. على خلاف روسيا التي تدخلت بقوة في سوريا وأثبتت أنها لاعب لا يمكن تجاوزه، حتى في ظل التدخل الأمريكي. والصين، التي توسع نفوذها بمشاريع ضخمة.

التدخل الفرنسي في لبنان، وهي منطقة نفوذ تقليدي لفرنسا، أظهرت أن اللاعبين الإقليميين هناك أقوى تأثيرا. وأن الاستقبال الجارف، واللقطات التي تحبها الكاميرات، لا يكفي وحده لممارسة النفوذ السياسي.

الساحل الأفريقي | لماذا تتصارع تركيا – فرنسا على أفقر منطقة في العالم؟ | س/ج في دقائق


هل هناك مصادر إضافية لمزيد المعرفة؟

بكين تملأ فراغ الشرق الأوسط (وول ستريت جورنال)

روسيا في الشرق الأوسط (كارنيجي)

لا يمكن السماح لتركيا وروسيا بملء فراغ أمريكا في الشرق الأوسط (ذا هيل)

إيران تسعى لملء فراغ في الشرق الأوسط في السلطة (فورين بوليسي)

عقيدة أيزنهاور 1957 (هيستوريان)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك