الأموال الساخنة | هل تنتشل الاقتصاد المصري من فاتورة حرب أوكرانيا؟ | تعريفات في دقائق

الأموال الساخنة | هل تنتشل الاقتصاد المصري من فاتورة حرب أوكرانيا؟ | تعريفات في دقائق

24 Mar 2022
أوكرانيا مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

مع كل مرة يتغير فيها سعر الصرف ومعدل الفائدة، وفي كل موقف تندلع فيه أزمة دولية، كما في حرب أوكرانيا حاليًا، يظهر مصطلح الأموال الساخنة.

فما هي الأموال الساخنة؟

وما علاقة الاقتصاد المصري بها؟

تعريفات في دقائق


ما هي الأموال الساخنة؟

استراتيجية استثمار ينقل فيها المستثمرون رؤوس أموالهم من بلد (أو مؤسسات مالية) إلى أخرى؛ للاستفادة من الحركة الإيجابية في أسعار الفائدة.


على أي أساس تختار الأموال الساخنة وجهتها؟

تبحث الأموال الساخنة عن كسب معدل عائد أفضل؛ عبر ضخ المال في استثمارات قصيرة الأجل، حتى لو كانت عالية المخاطر، بما يمكن معه نقل المال بسرعة وسهولة، إلى أصول يتوقع أن ترتفع على المدى القريب، أو حسابات تقدم سعر فائدة حقيقيا أفضل.


ما هو سعر الفائدة الحقيقي إذن؟

سعر الفائدة المعلن رسميًا مطروحًا منه معدل التضخم.

عبر الرابط نشرح بالتفصيل لغير المتخصصين ماذا يعني التضخم:


كيف تجذب دولة ما الأموال الساخنة إليها؟

عادة ما تجذب المؤسسات المالية مستثمري الأموال الساخنة بإصدار أدوات استثمار مختلفة (مثل شهادات الإيداع) التي تقدم معدلات فائدة تنافسية.

مثلًا، عندما تخفض دولة ما سعر الفائدة لتصبح أقل من منافسيها، ينقل مستثمرو الأموال الساخنة أموالهم منها فورًا إلى دولة تقدم سعرًا أعلى.


ما تأثير الأموال الساخنة على الاقتصاد؟

أهم المزايا:

  • يمكن لمستثمري الأموال الساخنة جني مكاسب كبيرة عبر استخدام الأموال بطريقة استراتيجية.
  • توفر للمستثمرين الدوليين تحقيق تنوع أفضل في محافظهم.
  • تجذب للدول استثمارات غير مباشرة كبديل ولو مؤقت للاستثمارات المباشرة.
  • تمكن الحكومات من تمويل عجز الموازنة الجاري.
  • تعزز احتياطات النقد الأجنبي في البنوك المركزية

أهم العيوب:

  • مستثمرو الأموال الساخنة أول من يتخلى عن الدول في أوقات الشدائد، مما قد يزيد من حدة امتداد السيولة.
  • قد يكون لتدفق رأس المال المفاجئ مع أفق استثمار أقصر تأثير سلبي على الاقتصاد، مثل التوسع النقدي السريع، واتساع عجز الحساب الجاري والضغوط التضخمية.

عامل يندرج تحت المزايا والعيوب في نفس الوقت:

ارتفاع سعر صرف العملة المحلية. هذا مفيد مرحليًا، لكن استمراره يجلب أثرًا سلبيًا على أعمال التصدير، حيث ستصبح سلعها وخدماتها أكثر تكلفة من المنتجات المماثلة من البلدان الأخرى، بما يخفض قيمة العملة.


هل جذبت مصر الأموال الساخنة؟

بعد تحرير سعر الصرف ورفع أسعار الفائدة للحد من التضخم المتزايد، وتوقيع برامج إصلاح مع صندوق النقد الدولي، عاد العديد من المستثمرين الذين خرجوا بعد 2011، لتبرز مصر في 2017، كأحد أكثر الوجهات جاذبية في العالم لمستثمري المحافظ، بعدما تجاوزت الفائدة على سندات الخزانة قصيرة الأجل 22٪.

أدوات الدين عالية الفائدة تلك جذبت أعدادًا كبيرة من المشترين الأجانب إلى مصر، لتقفز  الحيازات الأجنبية من أدوات الخزانة المصرية إلى حوالي 20 مليار دولار في ديسمبر 2017، مقارنة بنحو 60 مليون دولار فقط في منتصف 2016.


وماذا استفادت؟

الأموال الساخنة جلبت العملة الصعبة التي احتاجتها البلاد بشدة، ليسجل البنك المركزي أعلى مستوى احتياطي أجنبي تاريخيًا عند 42.524 مليار دولار بنهاية فبراير 2018، مدعومًا ببيع سندات دولية بقيمة 4 مليارات دولار.

الأموال ساعدت مصر على تغطية عجز الميزانية، وعززت إمداداتها من النقد الأجنبي، الذي تعتبره الحكومة بمثابة تمهيد الطريق للانتعاش الاقتصادي.


هل استمرت الأثر طويلًا بنفس الدرجة؟

لا بالتأكيد. إجراءات من نوع تقليص إجراءات التقشف – تخفيض أسعار الفائدة، أثارت مخاوف منطقية حول مستقبل الأموال الساخنة، وسط تنافس مع أسواق ناشئة أخرى. وإن كان مسؤولون مصريون راهنوا على أن تحسين ملف المخاطرة في مصر قد يكون مغريًا للمستثمرين بقبول عوائد أقل.

جادل خبراء أيضا بأن الخطوات العكسية كانت مطلوبة لتحفيز الاقتصاد؛ باعتبار أن طوفان التدفقات الأجنبية إلى ديون مصر ذات العائد المرتفع “غير مرغوب فيه وينطوي على مخاطر جسيمة”.

بالتبعية، تكررت التغييرات بين تدفق وخروج الأموال الساخنة من مصر خلال السنوات التي تلت 2017 صعودًا وهبوطًا، لكن أعلى درجات صعودها حدث في 2021، حين بلغ الاستثمار الأجنبي في الديون المصرية أعلى مستوى له على الإطلاق، ليبلغ حجم الحيازات الخارجية من أذون وسندات الخزانة 28.5 مليار دولار في نهاية فبراير.

محللون أعادوا أسباب هذه التدفقات إلى ما هو أكبر بكثير من مجرد ارتفاع العائد، ومن بينها ارتفاع سعر الفائدة الحقيقية في مصر، ليحل ثانيًا بعد فيتنام من بين أكثر من 50 اقتصادًا رئيسيًا تتبعها بلومبرج.


لماذا لم يكن خروج الأموال الساخنة مفاجئًا بعد حرب أوكرانيا؟

مديرو الصناديق يختارون الملاذات الآمنة في أوقات الأزمات. لذلك، كانت المخاوف متوقعة بشأن الخروج الجماعي من الأسواق الناشئة عمومًا، وبينها مصر، التي قد تواجه تحديات اقتصادية على المدى القصير والمتوسط، نتيجة ارتفاع فاتورة تبعات الحرب على اقتصادها.

وكالة فيتش للتصنيف الائتماني مثلًا، أشارت في 7 مارس إلى أن الأسواق الناشئة تواجه مجموعة متنوعة من مخاطر الائتمان الإضافية الناجمة عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مشيرة إلى ضغوط الأسعار، مع ظهور بوادر لضغوط التمويل الخارجي في الأسواق الناشئة.

بالتزامن، أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نيته رفع سعر الفائدة، وهو ما حدث فعلًا بنسبة 0.25% لأول مرة منذ 2018، مع توقعات من جولدمان ساكس بأربع ارتفاعات إضافية خلال 2022، ثم ثلاث مرات في الأشهر الأولى من 2023.


كيف تأثرت مصر بهذا الخروج؟

أدت التدفقات الخارجة من الأموال الساخنة إلى زيادة الطلب على العملة الأمريكية في مصر. هذا الخروج شكل مخاطر على الاحتياطيات الأجنبية، بحسب محللين.

لكن محللين آخرين يجادلون بأن مخاطر خروج الأموال الساخنة بكميات كبيرة لن تكون بالدرجة الكافية لإحداث هزة للاقتصاد المصري، مستشهدين بأن السوق شهد أكثر من ثلاث موجات خروج خلال عامين دون تأثير كبير؛ لأن البنك المركزي المصري يودع هذه الأموال في “حسابات هامشية” تسمح بخروجها في أي توقيت دون حدوث هزة في الأسواق.


ما علاقة الأموال الساخنة بإعادة تسعير الجنيه؟

تدفق الأموال الساخنة يعني بالضرورة تدفقات كبيرة للدولار. يفترض أن يعني ذلك زيادة قيمة الجنيه. لكن ذلك سيؤدي إلى زيادة أسعار السلع والخدمات المصدرة، وهو ما لا يريده البنك المركزي غالبًا.

في نفس الوقت، إتاحة المزيد من الجنيهات للتداول يمكن أن يغذي التضخم.

لذلك، يلجأ البنك المركزي أحيانًا لشراء الدولار من البنوك بالجنيه، ثم بيع أذون الخزانة للبنوك لتقليل عدد الجنيهات المتداولة.

لكن، إذا قررت أعداد كبيرة من المستثمرين الأجانب بيع أذون الخزانة قبل استحقاقها. في هذه الحالة، يجب على البنك المركزي استخدام الدولارات من احتياطياته لدفع مستحقات المستثمرين، لتنخفض العملة المحلية.

انخفاض العملة، بجانب إجراء مثل رفع سعر الفائدة قد يكون جاذبًا لعودة الأموال الساخنة. وتستمر الدائرة.

egypt-10-years-bond-yiel


أليس الاستثمار المباشر أفضل؟

يعتبر محللون أن الاستثمار في الأموال الساخنة قضية منفصلة تمامًا عن الاستثمارات طويلة الأجل؛ إذ تتحكم فيهما عوامل عديدة ، مثل مؤشرات الاقتصاد الكلي، ومصادر التمويل، واستقرار البيئات الاقتصادية والتجارية، والرغبة في المخاطرة.

وبينما تصنف تدفقات الأموال الساخنة كنوع من الاستثمار غير المباشر، يرى محللون أن مصر بحاجة لمستثمرين قادرين على الانخراط في مخاطر الاقتصاد الحقيقي القائم على معايير الربح والخسارة وتقدير عناصر ومدخلات الإنتاج؛ تجنبًا لمخاطر الاستثمار في أدوات الدين المرشحة للتسييل بمجرد حدوث توترات.

جزء من العوامل المتحكمة في ذلك يتعلق بشهية المستثمرين المباشرين للأسواق الناشئة عمومًا وسط تراجع معدلات النمو عالميًا بسبب تبعات كورونا، والحاجة لتعزيز دور الدولة التنظيمي لوضع القواعد وحل النزاعات وتوفير مدخلات الإنتاج، وخلق بيئة تشريعية لتوفير حوافز تصديرية، وتوفير الطاقة بأسعار تنافسية،

على الجهة الأخرى تقليص عقبات انطلاق النمو الذي يقوده القطاع الخاص، مثل البيروقراطية إلى المخاوف بشأن المنافسة العادلة مع القطاعات الرسمية، بجانب عودة الطلب الاستهلاكي المحلي، وحل مشكلة التضخم التي تؤدي إلى تآكل حاد في القوة الشرائية للمصريين.


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

ما هي الأموال الساخنة؟ (إنفستوبيديا)

تأثير الأموال الساخنة على الاقتصاد (Educba)

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك