تبنّى تنظيم داعش خراسان المسؤولية عن هجوم إرهابي خارج مطار كابول في 26 أغسطس، أسفر عن مقتل العشرات إصابة آخرين.
يتّخذ تنظيم داعش خراسان من تنفيذ الهجمات ضد أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان هدفًا رئيسيًا.
رغم ذلك فإنه يعتبر حركة طالبان عدوته اللدود، خاصة بعد قتلها أحد كبار قادة داعش خراسان في أفغانستان بعد ساعات من الاستيلاء على سجن كابول حيث كان محتجزًا داخله.
سيفعل التنظيم كل ما بوسعه لإثبات أن أفغانستان لم تخضع لطالبان بالكامل، وأنها عاجزة عن الحفاظ على أمن البلاد، وأبرز دليل على ذلك هو تفجير المطار.
ماذا نعرف عن أعضاء داعش خراسان؟ ومتى ظهروا؟ وما هو حجم قوتهم؟
س/ج في دقائق
متى وكيف ظهر داعش خراسان؟
داعش خراسان هو الفرع الرسمي لتنظيم داعش في أفغانستان.
تأسس هذا الفرع رسميًا في بداية 2015، وخطّط للسيطرة على أفغانستان.
خلال فترة قصيرة، بسط سيطرته على العديد من المناطق شمال أفغانستان، اتّخذها قاعدة انطلاق لهجماته المتتالية.
دبّر التنظيم سلسلة هجمات ضد الأقليات، والمؤسسات العامة، والأهداف الحكومية في المدن الكبرى داخل أفغانستان وباكستان.
وبحلول 2018م، أصبح واحدًا من أكبر أربع منظمات إرهابية دموية في العالم، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي التابع لمعهد الاقتصاد والسلام.
تأسس تنظيم داعش في خراسان من قبل أعضاء سابقين في حركة طالبان الباكستانية وحركة طالبان الأفغانية والحركة الإسلامية في أوزبكستان.
بمرور الوقت، ضمّ التنظيم مسلحين من مجموعات أخرى مختلفة تتمتّع بخبرات قتالية عالية.
على مدار 6 سنوات، ترأّس التنظيم 7 قادة 6 منهم جرت تصفيته، أولهم هو القائد المؤسِّس للجماعة، حافظ سعيد خان، وهو عضو سابق في حركة طالبان الباكستانية، قُتل في غارة جوية أمريكية في عام 2016.
آخرهم هو أبو عمر الخراساني، والذي اعتُقل في سجن حكومي أفغاني، ثم قُتل بأمر طالبان بعد استيلائها على العاصمة.
وحاليًا يقود الحركة شهاب المهاجر، الذي تولى مسؤولياته منذ اعتقال سلفه في أبريل 2020.
استغل التنظيم موقعه على الحدود من أجل تلقي الإمدادات العسكرية والمجاهدين من المناطق القبلية الباكستانية، فضلاً عن إجراء تحالفات مع جماعات محلية مقابل تزويده بالمعلومات.
وتظهر أدلة كبيرة أن المجموعة تلقت المال، والمشورة، والتدريب من التنظيم الأساسي لداعش في العراق وسوريا، وقدّر بعض الخبراء أن قيمة هذا الدعم فاقت الـ100 مليون دولار أمريكي.
تتمثل الاستراتيجية العامة لداعش خراسان في إنشاء رأس جسر لحركة داعش لتوسيع خلافتها إلى وسط وجنوب آسيا.
يهدف داعش خراسان إلى ترسيخ نفسه باعتباره التنظيم الجهادي الأول في المنطقة، من خلال الاستيلاء على إرث الجماعات الجهادية التي سبقته، وقد اتضح هذا في رسائل الجماعة، التي تناشد المقاتلين الجهاديين المخضرمين وكذلك السكان الأصغر سنًا في المناطق الحضرية، الانضمام إليها.
على خطى داعش في العراق وسوريا، يحاول التنظيم الاستفادة من خبرة أفراده وتحالفاته العملياتية مع الجماعات الأخرى لتنفيذ هجمات مدمرة.
تستهدف هذه الهجمات الأقليات، مثل: هزارة أفغانستان، والسيخ، فضلا عن الصحفيين، وعمال الإغاثة وموظفي الأمن والبنية التحتية الحكومية.
هدف داعش خراسان هو خلق الفوضى ومحاولة دفع المقاتلين المحبطين من الجماعات الأخرى إلى صفوفهم، والتشكيك في قدرة أي حكومة حاكمة على توفير الأمن للسكان.
ما علاقة داعش خراسان بطالبان؟
يرى تنظيم داعش خراسان أن حركة طالبان الأفغانية منافسته الاستراتيجية، ويصنف حركة طالبان الأفغانية بأنهم ” قوميون قذرون” يطمحون فقط إلى تشكيل حكومة محصورة في حدود أفغانستان، وهذا يتعارض مع هدف تنظيم داعش المتمثل في إقامة خلافة عالمية.
منذ نشأته، حاول داعش خراسان تجنيد أعضاء طالبان الأفغان مع استهداف مواقع طالبان في جميع أنحاء البلاد.
حققت جهود داعش في خراسان بعض النجاح، لكن طالبان تمكنت من كبح جماح الجماعة من خلال شن هجمات ضد عناصر ومواقع تنظيم داعش في خراسان.
غالبًا ما حدثت هذه الاشتباكات جنبًا إلى جنب مع عمليات القوات الجوية الأمريكية والأفغانية والعمليات البرية ضد داعش، ومن غير الواضح تحديد ما إذا كانت هذه العمليات جرت بتنسيق جماعي أم لا.
ومع ذلك، يشير بعض المحللين الاستخباريين إلى وجود روابط بين داعش خراسان وجناح طالبان الأكثر تطرفاً وعنفاً، وهو شبكة حقاني.
اتهم مسؤولون أمنيون أفغان منذ سنوات شبكة حقاني بتوفير الخبرة الفنية لتنظيم داعش، والوصول إلى الشبكات الإجرامية في مناطق كابول لتسهيل هجمات داعش خراسان.
ما هو حجم تهديد داعش في أفغانستان وعلى المجتمع الدولي؟
كمنظمة ضعيفة نسبيًا، تتمثل الأهداف المباشرة لداعش خراسان في تجديد صفوفها والإعلان المتكرر عن رغبته في تنفيذ هجمات بارزة حول العالم.
في أفغانستان، أثبت تنظيم داعش أنه يمثل تهديدًا كبيرًا، بسبب هجماته المتكررة ضد المدنيين واستهداف مجموعة من عمال الإغاثة الدوليين، ومحاولة اغتيال المبعوث الأمريكي إلى كابول في يناير 2021.
أما خارج أفغانستان، فلا تزال قُدرته على تنفيذ هجمات خارجية على الأراضي الأوروبية أو الأمريكية محل شك كبير.
كيف يستفيد داعش خراسان من الانسحاب الأمريكي؟
لا يزال من السابق لأوانه معرفة كيف سيفيد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تنظيم داعش خراسان، لكن الهجوم على مطار كابول يظهر التهديد المستمر الذي تشكله المجموعة.
على المدى القصير، من المرجح أن يواصل تنظيم داعش في خراسان جهوده لبث الذعر والفوضى وتعطيل عملية الانسحاب وإثبات أن حركة طالبان الأفغانية غير قادرة على توفير الأمن للسكان.
إذا كان داعش خراسان قادرًا على إعادة تشكيل مستوى معين من السيطرة الإقليمية على المدى الطويل، وتجنيد المزيد من المقاتلين، فمن المرجح أن يكون مستعدًا للعودة وتشكل تهديدات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.