ولد الرئيس التونسي قيس بن منصف سعيد من بني خيار “الوطن القبلي” في 22 فبراير 1958.
كان عمه هشام سعيد، الذي كان أول جراح للأطفال في تونس، وعرف عالميًا بعمليات فصل التوائم السيامية في السبعينيات.
حصل سعيد على شهادة الدراسات العليا في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس 1985.
ثم عمل أستاذًا بجامعة تونس، وشغل منصب الأمين العام للجمعية التونسية للقانون الدستوري بين 1990 و1995، وكان نائبًا لرئيس المنظمة منذ 1995.
كما شغل منصب رئيس قسم القانون في جامعة سوسة، وكان خبيرًا قانونيًا في جامعة الدول العربية والمعهد العربي لحقوق الإنسان.
عرف منذ البدايات بتفضيله الحديث بالفصحى، ويقول طلابه وأصدقاؤه إنه أثناء ثورة 2011، كان يسير في الشوارع الضيقة لمدينة تونس القديمة وشوارع وسط المدينة في وقت متأخر من الليل، لمناقشة السياسة مع طلابه.
كان سعيد أيضًا عضوًا في لجنة الخبراء التي دعيت لتقديم تعليقاتها على مشروع الدستور التونسي في 2014.
قيس ابن عمي .. عندنا؟ عندهم؟ على الحياد؟.. تونس فوق صفيح ليبيا الساخن| محمد زكي الشيمي
في 2019، ترشح سعيد للانتخابات الرئاسية كمستقل.
قدم نفسه كـ “رجل عادي يحاول القضاء على النظام الفاسد”، وخاض الانتخابات بفريق محدود من المستشارين والمتطوعين، وحصل على دعم اليساريين والإسلاميين والشباب على حد سواء.
في الجولة الأولى حل أولًا بـ 18.8%، مطيحًا بمرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو، لينتقل إلى جولة الإعادة مصحوبًا بدعم الإخوان.
في هذا الوقت اكتسب قيس سعيد شهرة كبيرة، بتنازله عن حقه القانوني في حصد التمويل الحكومي لحملته الرئاسية، وجمع وديعة ضمان 10,000 دينار للتسجيل في القائمة النهائية للمرشحين بالاستدانة من أقاربه.
بالنهاية، أصبح أستاذ القانون، الرئيس التونسي قيس سعيد في 13 أكتوبر 2019، بأغلبية قاربت 77%.
الجارديان: بعد 10 سنوات.. لماذا يلعن التوانسة محمد بوعزيزي والثورة التي أشعلها؟ | ترجمة في دقائق
بمجرد انتخابه، ظهر الرئيس التونسي قيس سعيد لفترة من الوقت مقيدًا بدستور يمنح الرئيس سلطة مباشرة على الشؤون العسكرية والخارجية فقط، بينما تُترك الإدارة اليومية لحكومة أكثر مسؤولية أمام البرلمان.
لم يخف سعيد رغبته في وضع دستور جديد يضع الرئيس في مركز الصدارة – مما دفع منتقديه إلى اتهامه بالرغبة في محاكاة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكرئيس، سرعان ما خاض سعيد صراعا مع رئيسي الوزراء اللذين خرجا في النهاية من العملية المعقدة لبناء الائتلاف – أولًا إلياس الفخفاخ ثم هشام المشيشي.
لكن الخلاف الأكبر كان مع حزب النهضة وزعيمه راشد الغنوشي، وهو سجين سياسي سابق ومنفي عاد إلى تونس في 2011.
على مدار العام الماضي، تنازع سعيد والمشيشي، بدعم من الغنوشي، حول تعديلات وزارية، وحول السيطرة على قوات الأمن، مما عقد جهود التعامل مع الوباء والأزمة المالية.
هشام المشيشي لن يكون أوفر حظًا من الفخفاخ.. لماذا ستستمر أزمة الحكومة في تونس؟ | س/ج في دقائق
مع اندلاع الاحتجاجات في يناير 2021، كانت الحكومة والأحزاب القديمة في البرلمان هي التي واجهت غضب الجمهور.
ثم أدت محاولة فاشلة لإنشاء مراكز تلقيح مفتوحة إلى إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد أن الجيش سيتولى الاستجابة للوباء، وهو قرار يرى منتقدوه أنه كان تمهيدا للخطوة التالية في صراعه على السلطة مع الحكومة، حيث هيأ الطريق لإعلان قراراته بعد احتجاجات استهدفت حركة النهضة في عدة مدن في أنحاء البلاد.
الرئيس التونسي قيس سعيد وصف فوزه في الانتخابات عام 2019 بـ ”ثورة جديدة”.
وها هو بعد عامين من وصوله للسلطة، يصبح في مركز السياسة التونسية بلا منازع، بعدما همش رئيس الحكومة والبرلمان في خطوة اختلف المراقبون حول دستوريتها. هناك خبير دستوري يؤيدها أكثر من كل الآخرين، هو الرئيس قيس سعيد نفسه.
الآن، يصفه بعض الورثة السياسيين الرئيسيين للثورة التونسية بأنه جلادها، قائلين إن إقالته للحكومة وتجميد البرلمان يمثلان هجومًا على الديمقراطية.
على الجانب الشعبي، تدفق عشرات الآلاف إلى شوارع المدن الكبرى للاحتفال، بعد أن امتطى الرئيس التونسي قيس سعيد موجة من الغضب الشعبي ضد النخبة السياسية التي فشلت لسنوات في تقديم ثمار الديمقراطية الموعودة.
دليلك المبسط لفهم ماذا يحدث في تونس؟ | ماذا حدث؟ ما موقف الجيش؟ وما التالي؟ | س/ج في دقائق