ملخص حوار هنري كيسنجر مع التايمز: لماذا العالم مقبل على كارثة؟ | س/ج في دقائق

ملخص حوار هنري كيسنجر مع التايمز: لماذا العالم مقبل على كارثة؟ | س/ج في دقائق

15 Jun 2022
أوروبا الشرق الأوسط الصين العالم الولايات المتحدة سيناريوهات دقائق مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي الأسبق هنري كسينجر، 99 عامًا، يجري حوارًا مع التايمز البريطانية، يتوقع فيه “أحداثًا كبرى” مقبلة في الشرق الأوسط دون أن يحددها.

يقول كيسنجر إن نظامًا عالميًا فريدًا كان قد شرع في بنائه مع نيكسون، قبل أن تهدمه فضيحة ووترجيت، وإن أمريكا الحالية منسقمة أكثر من أي وقت مضى بما شل سياساتها الخارجية،

وإن الغرب بحاجة لإيجاد مكان لروسيا، حتى لا تتحول إلى “موقع أمامي للصين في أوروبا”..

الصين نفسها التي يراها في حرب باردة مع أمريكا أخطر بكثير من الحرب الباردة الأولى مع السوفييت، حرب ليست مرشحة لتصبح عالمية ثالثة، لولا خطر “القيادة المزيفة”.

س/ج في دقائق


كيف نسفت ووترجيت النظام العالمي الناشئ؟

ينسب هنري كيسنجر إلى فضيحة ووترجيت، التي وصفها بكارثة، ذنب تدمير استراتيجية السياسة الخارجية التي ابتكرها هو ونيكسون لتعزيز موقف الولايات المتحدة، التي كانت تخسر الحرب الباردة بالفعل عندما تولى السلطة في يناير 1969.

يتحدث عن نظام عالمي بـ “تصميم رائع” كان يتشكل في العام السابق للفضيحة،

يبدأ بإنهاء حرب فيتنام بشروط شريفة،

ثم منح الناتو توجهًا استراتيجيًا جديدًا،

وتجنب الصراع النووي مع الاتحاد السوفيتي من خلال سياسة الحد من التسلح،

وحل “لغز الصين غير المكتشف” بالانفتاح عليها، استفادة من الصراع الصيني السوفييتي الناتج عن الحرب الحدودية بينهما إثر انقسام أكبر قوتين شيوعيتين حول القضايا الأيديولوجية قبل ثماني سنوات.

شمل النظام كذلك إعادة صياغة سياسة الشرق الأوسط، “بطرد السوفييت بشكل فعال من المنطقة، وترسيخ وضع الولايات المتحدة كوسيط سلام بين العرب والإسرائيليين.

Why Today's Middle East Needs Henry Kissinger's 'Less Is More' Approach - POLITICO

هنرى كيسنجر والرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات


ولماذا يعتبر كيسنجر “توابع ووترجيت” مفتاح انهيار أمريكا؟

يعتبر كيسنجر أن الهزيمة في فيتنام وضعت الولايات المتحدة في دوامة الانحدار من الاستقطاب السياسي، الذي وصل مداه حاليًا؛ إذ أدخل الصراع أسلوبًا مختلفًا للنقاش العام، يتجاهل الجوهر لحساب الدوافع والهويات السياسية، ليصبح الخلاف “صراعًا ثقافيًا”.

يضيف أن الولايات المتحدة منقسمة اليوم “وبلا حدود” أكثر مما كانت عليه في وقت فيتنام؛

إذ انتهت أي إمكانية للتعاون بين الحزبين، وانتهت أولوية “المصلحة الوطنية”، لتوجه كل إدارة الآن العداء المستمر للمعارضة،

مع جدل “حقيقي للغاية لكنه غير معلن” حول ما إذا كانت القيم الأساسية لأمريكا صالحة،

وتصبح المقدسات الأمريكية، مثل مكانة الدستور وأولوية الحرية الفردية والمساواة أمام القانون، محل جدل عميق؛ إذ يجادل اليسار التقدمي بأنه ما لم يتم قلب هذه القيم الأساسية، وتغيير مبادئ تنفيذها، فليس لأمريكا أي حق أخلاقي حتى في تنفيذ سياستها الداخلية، ناهيك عن سياستها الخارجية.

يعتبر أن هذا التوجه “ليس شائعًا حتى الآن، لكنه خبيث بما يكفي لدفع كل شيء آخر في اتجاهه، ومنع توحيد السياسات”.

Our Progressive Movement Is Winning GIFs - Get the best GIF on GIPHY


معركة الصوفي ورئيس الصدفة.. كيف انطبقت على حرب أوكرانيا بحسب كيسنجر؟

يرى هنري كيسنجر أن زيلينسكي أدى مهمة تاريخية؛ إذ تحمل “رئيس الصدفة” مسؤولية التصدي لمحاولة روسيا لإعادة أوكرانيا إلى موقع التبعية الكاملة، وحشد دولته والرأي العام العالمي خلفها بطريقة تاريخية، لكنه يجادل بأن “إنجازه” يحتاج للحفاظ عليه بصنع سلام يحتوي على بعض التضحية المحدودة.

بالمقابل، هناك بوتين، الذي ينظر إلى روسيا كنوع من الكيان الصوفي الذي تماسك معًا عبر 11 منطقة زمنية من خلال نوع من الجهد الروحي.

وفي هذه الرؤية، لعبت أوكرانيا دورًا خاصًا، في رأي بوتين؛ إذ جاء السويديون والفرنسيون والألمان عبرها لغز روسيا، وهُزموا جزئيًا لأنها أرهقتهم..

مع ذلك، يرى كيسنجر أن مشكلة بوتين هو أنه “رئيس دولة آخذة في التدهور” و”فقد إحساسه بالنسبة والتناسب في هذه الأزمة”.

لماذا لا يريد الغرب إسقاط بوتين؟ ولماذا لا يريده منتصرًا في حرب أوكرانيا؟ | س/ج في دقائق


لماذا ربط أوكرانيا بالاستعداد لمواجهة الصين و”الأحداث الكبرى” في الشرق الأوسط؟

يعارض كيسنجر فكرة انضمام أوكرانيا للناتو، ويقترح وضعًا محايدًا مثل فنلندا.

ويحذر من توسع الناتو المستمر “أكبر من اللازم”، لصالح البقاء كمؤسسة تعكس التعاون الأوروبي الأمريكي، دون توسع يزيد الخلاف في الرأي حول الأحداث الكبرى المقبلة في العلاقات بين الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا.

بالنهاية، يقترح كيسنجر أن أفضل حل هو إنهاء الحرب بطريقة تعثر على مكان لأوكرانيا، وتحافظ على مكان روسيا، إن لم يكن الغرب يريدها “موقعًا أماميًا للصين في أوروبا”.


وهل الحرب العالمية بين الغرب والصين حتمية؟

يؤمن هنري كيسنجر أن العالم يمر بحرب باردة ثانية أخطر من الأولى؛ إذ تتواجه الولايات المتحدة والصين؛ وكلاهما يملكان “القدرة” على الهيمنة على العالم، ويهيمنان على موارد اقتصادية مماثلة، وتقنيات تدمير مرعبة، خاصة مع ظهور الذكاء الاصطناعي، ويريان أنفسهما “المتنافسين النهائيين” بينما تحكمهما أنظمة محلية غير متوافقة،

محذرًا من أن التكنولوجيا الحالية تعني أن الحرب ستؤدي إلى انتكاس الحضارة ، إن لم يكن تدميرها “.

ما يقلل الخطر أن الهيمنة على العالم ليست مفهومًا صينيًا. صحيح أن الصين يمكن أن تصبح قوية للغاية، وهذا ليس في مصلحة أمريكا. لكن الطرفين “لديهما حد أدنى من الالتزام المشترك لمنع حدوث تصادم كارثي”.

كيسنجر متفائل بأن القوى العظمى ليست مستعدة لتدمير بعضها حاليًا.

مع ذلك، يرى أن بقاء أشكال الصراع يزيد شعور المظلومية،

كما تسعى دول أخرى إلى استغلال هذا التنافس دون فهم جوانبه الفريدة، مشيرًا إلى العدد المتزايد من البلدان التي تسعى إلى الحصول على مساعدات اقتصادية وعسكرية من قوة عظمى أو أخرى. “لذلك نحن مقبلون على فترة صعبة للغاية.”

مسألة وقت | نفوذ الصين يتصاعد.. متى تنتهي سيطرة أمريكا على العالم؟ | ترجمة في دقائق


عالم بلا قيادة.. لماذا يرى كيسنجر أن الكارثة الحقيقة هنا؟

حين أراد جو بايدن، كنائب للرئيس، إقناع باراك أوباما بالانسحاب من أفغانستان، قارن تحركًا كهذا بانسحاب الرئيس السابق ريتشارد نيكسون من فيتنام.

وعندما سأله المبعوث الخاص إلى أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، عن الالتزام الأمريكي تجاه من وثقوا بالولايات المتحدة، رد: “”لا داعي للقلق بشأن ذلك. فعلنا ذلك في فيتنام. أفلت نيكسون وكيسنجر من العقاب”.

لكن كيسنجر يجادل بأنه ونيكسون رفضًا كليًا فكرة التخلي عن جنوب فيتنام لمصيرها، رغم ضغوط المظاهرات المناهضة للحرب في 1969، مفضلين الخروج بـ “سلام بشروط شريفة”، وفق استراتيجية “الفتنمة” التي تعتمد على توفير الأسلحة لتتمكن البلاد من الحفاظ على استقلالها، بدلاً من الاعتماد على الجنود الأمريكيين على الأرض.

يقول كيسنجر إن “القيادة ضرورية لمساعدة الناس على الوصول من حيث هم إلى حيث لم يكونوا من قبل، وفي بعض الأحيان ، بالكاد يمكن أن يتخيلوا الذهاب. فبدون القيادة، تنحرف المؤسسات، وتتحايل الدول على اللامبالاة المتزايدة، وفي النهاية، تقع الكارثة”.

يضيف أن احتمالات الانجراف إلى كارثة تزيد في غياب القيادة، أو الأسوأ، وجود قيادة مزيفة محرومة من الانضباط الذاتي.


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

هنري كيسنجر في سن 99: كيفية تجنب حرب عالمية أخرى؟ (The Times)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك