1- تشاركتا لطرد من اعتبراه مصدر تهديد.
2- ثم سمحت لها بتطهير عرقي في مناطق أزاحت منها الأغلبية السنية، وإعادة توطين المقاتلين الشيعة الأجانب وعائلاتهم.
3- لاحقًا، عندما أقلق توسع إيران روسيا، سمحت لإسرائيل بالوصول غير المقيد تقريبًا لضرب القواعد الإيرانية في سوريا دون تفعيل الدفاعات الجوية الروسية.
4- عندما أثارت إسرائيل غضب روسيا بعد اندلاع حرب أوكرانيا، لوحت موسكو بمعاقبة إسرائيل بتعطيل آليات التنسيق الأمني في سوريا، وبتفعيل الدفاعات الجوية الروسية، كما ظهر أخيرًا بتدخلها لإبعاد طائرات إسرائيلية عن المجال الجوي السوري.
هل تستعد إيران لتخفيف الضغط عن روسيا بفتح جبهة حرب في الخليج؟ | ترجمة في دقائق
التمدد البحري | روسيا تعود قوة عالمية؟ مفتاح اللغز في سوريا وليبيا والسودان والخليج | س/ج في دقائق
من خلال تدخلها الملتزم للغاية في سوريا، أعادت روسيا صياغة وتأطير الصراع، وأعادت تسمية الإحراءات الرئيسية. صارت الحرب الطائفية عنوانا رئيسيا بديلا عن “النضال ضد النظام المستبد”. و تحولت إلى نبوءة اكتسبت المزيد من الزخم مع تحول المواجهة بين نظام الأسد والسكان إلى العنف والعسكرة.
وفرت سوريا لروسيا ساحة اختبار لتكتيك قديم متجدد: أطلقت آلة الدعاية بنزع الإنسانية عن العدو، ثم ارتكبت جرائم منهجية ضده، تشمل قتل مدنيين. هذا سيسرع الحسم. لتصل لمرحلة تطبيع الوضع، ثم التفاوض وفق الترتيبات الجديدة.
في سوريا، تأكد بوتين من أن “خطوط الغرب الحمراء” وهمية. رصد قائمة طويلة من نقاط الضعف الغربية، وتيقن أن “العقواب الوخيمة” لا تحدث أبدًا.
زميل مركز جنيف للسياسة الأمنية، كارستن ويلاند، يعتبر أن سوريا كانت مقدمة فعالة لأوكرانيا: أظهرت الغرب “متفرجًا انتهازيًا”، وأن قادته ليسوا مستعدين للقتال من أجل “القيم الغربية”؛ على الأقل تخوفًا من تكرر سيناريو “تجاوز تفويض المهمة” كما حدث في العراق 2003، وليبيا 2011، واللتين تركتا مئات الآلاف من القتلى، ونقلتا جميع أنواع الأسلحة إلى إرهابيين إسلاميين، وهو ما ترك بصمة دائمة في ذاكرة بوتين السياسية.
بوصف الجارديان: “كان التزام القوات الروسية بسوريا على مدى السنوات السبع الماضية استثمارًا ضخمًا لبوتين”.
باندلاع حرب 2022، بدأ مقاتلون أجانب، بينهم جهاديون، يتوافدون على أوكرانيا. هذا كان كفيل تقليديًا بإرباك روسيا، كما حدث في أفغانستان والشيشان.
هذه المرة، أرسل الجيش السوري قواته للقتال في أوكرانيا، بخلاف توافد آلاف المتطوعين من الشرق الأوسط، بما حيد عامل جذب المقاتلين الأجانب للصراع.
تفاوض كأنما ليست هناك حرب، واضرب كأنما ليست هناك مفاوضات.
في سوريا، تفوق الروس على الغرب. أيدت الحوار، لكنها أبقت الخيار العسكري، ليعزز كلاهما البعض. الجلوس على الطاولة يفتح الخيارات حال الحاجة إليها. وخلال المحادثات يمكن تغذية خطاب سلمي، بما يقلل من الغضب الدولي ويسمح بإعادة تجميع القوات.
في غياب أمريكا، أشركت روسيا حليفين أضعف “تركيا وإيران” لتملك السيطرة الكاملة على العملية السياسية. الأطراف تعارضت في ساحة المعركة، ليس بهدف القضاء على بعضهم، بل من أجل تقاسم العكعة مع إبعاد بقية الأطراف تمامًا، أو بمعنى أخر: “ترسيخ ثنائيات مخصصة بدلًا من صيغة حل دائم ومتعدد الأطراف”.
في أوكرانيا، وبينما يفترض أن تركيا عضو في الناتو، فإنها تدخلت لـ “تسيير التفاوض”، كما عارضت انضمام السويد وفنلندا للتحالف.
بعد تعطيل هدف الإطاحة بالحكومة الأوكرانية وإنشاء نظام موالٍ لروسيا، قسمت المنطقة إلى وحدات أصغر يمكن “العمل عليها” واحدة تلو الأخرى.
ميزة ذلك أن الاهتمام الدولي يتضاءل، حيث لا يثير “القتال المحلي” عناوين الأخبار العالمية. لكن الهدف الأوسع يتحقق: غزو منطقة تلو الأخرى، ثم توقيع اتفاقيات “مصالحة مناطقية”. هذا تحديدًا ما حسم الصراع في سوريا.
بهذا المنطق، بدأ الروس “المصالحات” في سوريا وسيفعلونها قريبًا في ماريوبول ومناطق أخرى من أوكرانيا، مع إنشاء هيئات محلية أو إقليمية صديقة، كما حدث في البلدات السورية، وكذلك في دونباس وغيرها. والخطوة التالية إعلان الكيانات الجديدة رغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الروسي.
بشار الأسد “أعطى بوتين الضوء الأخضر لغزو أوكرانيا” | كيف سهلت سوريا الهجوم الروسي؟ | س/ج في دقائق
كيف يمكن لروسيا إعادة صياغة دليلها السوري في أوكرانيا؟ (USIP)
حكاية دبين: التجربة الروسية في سوريا وأوكرانيا (Modern War Institute)
الغزو الروسي لأوكرانيا حدث لأن العالم منح فلاديمير بوتين حرية المرور في سوريا (The Atalantic Council)
روسيا شنت حربًا رخيصة في سوريا. إليك ما قد تبدو عليه تلك التكتيكات في أوكرانيا (CSIS)
الحرب الروسية في أوكرانيا تهز إيران وسوريا وأمن الشرق الأوسط (The Hill)
بوتين في تدمر: كيف انتصرت روسيا في معركة “الحقيقة”؟ (MIE)
سوريا تجند قوات من جيشها للقتال مع القوات الروسية في أوكرانيا (The Guardian)
درب دماء بوتين من سوريا إلى أوكرانيا (PRIO)