لا صوت يعلو فوق صوت كورونا في 2020، وربما لشهور طويلة مقبلة. التعايش مع المأزق الحالي صعب، بعد أن فرض علينا هذا الفيروس اللعين حصارًا وتغييرًا شاملًا لحياتنا اليومية، لكن ربما ستفيدك قائمة الأفلام هنا في تمضية الوقت داخل المنزل من ناحية، وفي التخفيف نفسيًا من ناحية أخرى، عندما تدرك أن كورونا أكثر لطفًا بمراحل من خيالات صناع الأفلام، عما يمكن أن يحدث للبشرية بسبب الفيروسات!
ليسوا معادين للقاحات.. لماذا لن يقبل الناس على لقاح كورونا الجديد سريعًا؟ | إنفوجرافيك في دقائق
الترتيب هنا بتاريخ العرض الزمني لأفلام القائمة:
قطار كامل يصبح حاملًا لعدوى قاتلة بسبب فيروس. وعلى الركاب الصمود، ليس فقط أمام خطر المرض، لكن أيضًا أمام السلطات التي لا تمانع فناءهم جميعًا لمنع انتشار العدوى، قبل وصول القطار لنهاية رحلته.
تشرنوبل.. الانفجار السينمائي القادم من مفاعلات التليفزيون | حاتم منصور
يحمل الفيلم بصمتين مهمتين من سينما السبعينيات؛ الأولى: أفلام الكوارث الضخمة إنتاجيًا، التي مثلت محور نجاحات تجارية عديدة طوال العقد. والثانية: حشد تشكيلة نجوم من كل أنحاء العالم للتسويق دعائيًا. لدينا هنا مثلًا صوفيا لورين (إيطالية)، وريتشارد هاريس (أيرلندي من نجوم السينما البريطانية)، وأفا جاردنر، وبيرت لانكستر، و أو جي سمبسون (أمريكيون).
الفيلم أقرب لطابع الأكشن بالأساس، لكنه يظل رغم هذا مخلصًا للمحور الحقيقي المقلق جدًا في أجواء العدوى الفيروسية. وهو ما يمكن أن يفعله أكثر الناس طيبة لآخرين، فقط لتجنب العدوى.
يقتبس هذا العمل التليفزيوني، الذي تمتد قصته على مدار 6 ساعات، أحداثه من رواية بنفس الاسم للأديب الشهير ستيفن كينج، عن انهيار كامل للبشرية بعد وفاة 99% منها، بسبب إطلاق سلالة من الإنفلونزا المعدلة للحروب البيولوجية. والآن على الـ 1% الباقين مواجهة بعضهم بعد الانقسام لمعسكرين.
Doctor Sleep.. يعالج جروح 40 عامًا بين ستيفن كينج وستانلي كوبريك | ريفيو | حاتم منصور
أبعاد وتساؤلات فلسفية عديدة تطرحها الأحداث المرعبة، ومع تعدد الشخصيات وتفرع القصص، يسهل تفهم أسباب طول مدة العرض.
إجمالًا، يمكن اعتبار The Stand ضمن أفضل الأعمال المقتبسة في قائمة روايات كينج، وإن كان يعيبه وبشدة ضعف مستوى المؤثرات البصرية، وهو عيب انتشر في منتصف التسعينيات، عندما حاول عديدون الانتقال سريعًا لألاعيب الجرافيك والاعتماد عليها، دون معرفة أسرار إتقانها بصريًا.
العام هو 2035. والبشرية على وشك الفناء بسبب فيروس غامض انتشر منذ عقود وجعل الحياة مستحيلة. سجين سابق سيسافر عبر الزمن للتسعينيات لجمع معلومات عن أصل ومصدر الفيروس. لكن المهمة لن تكون سهلة.
الفيلم ضمن أفضل الأفلام في مسيرة بروس ويليس، وان كان براد بيت – الوجه الجديد عالميًا آنذاك – هو من يخطف الأضواء بأدائه. لكن الأهم هنا هو أن الحبكة المعقدة للغاية كعادة أغلب أفلام السفر عبر الزمن، تتفكك ألغازها تدريجيًا لنصل لنهاية قوية جدًا وغير متوقعة.
في عيده الـ 20.. كيف احتفظ “الحاسة السادسة” بعنفوانه كل هذه السنوات؟ | حاتم منصور
يشتهر تيري جيليام كمخرج بنزعته السيريالية بصريًا، وعندما تمتزج هنا بحبكة سوداوية تحمل أسسًا طبية في إطار من الخيال العلمي، تصبح النتيجة تجربة سينمائية من علامات التسعينيات.
فيروس يصل أمريكا بسبب قرد قادم من أفريقيا، وسريعًا يبدأ الوباء، وتتحول الأمور إلى فوضى.
يقتبس الفيلم قصته من رواية للأديب ريتشارد برستون، وتلامس الأحداث كل الأفكار التي كررتها لاحقًا عشرات الأفلام الأخرى. الفيروس القاتل الذي خرج عن السيطرة. علماء الأوبئة الباحثين عن حل. جنرالات الجيش الذين يحاولون الحصول على أسرار الفيروس بغرض توظيفه كسلاح بيولوجي.. إلخ.
رواية Germ Warfare.. تاريخ الحروب البيولوجية في قصة كومكس | الحكاية في دقائق
يحتوي الفيلم أيضًا على بعض اللقطات المبهرة الضخمة التي لا تنتجها سوى هوليوود عادة، ويُعتبر تذكرة مرور كيفين سيبسي للعالمية. وبدرجة ما يمكن اعتباره “تسعيناتي للغاية”، وهو مصطلح أستخدمه عادة للمديح.
بريطاني يستيقظ من غيبوبة استمرت لمدة أيام، ليجد لندن وقد أصبحت مقرًا للزومبي بسبب عدوى انتشرت، والتحدي الآن هو أن ينجو.
يلامس الفيلم كلاسيكيات أفلام الزومبي الأمريكية التي بدعها المخرج جورج روميرو، لكنه يتفرد بفضل نقطتين بالأساس؛ أولهما: استخدام الأجيال الأولى من كاميرات الديجتال بصورتها غير النقية، بشكل يمنحنا صورة موترة وغير واضحة، منسجمة مع ما ما نراه من أهوال. وثانيهما: التركيز الأكبر في القصة على الشرور التي يمكن أن يفعلها البشر غير المصابين بالعدوى، في ظل فوضى الأوبئة.
أنجح 10 أفلام رعب في التاريخ |حاتم منصور
نجاح الفيلم تجاريًا وفنيًا فتح الباب أمام عودة أفلام الزومبي، وساهم في إدراك مخرجين عديدين أن صورة كاميرات الديجيتال غير النقية الخاصة بكاميرات مطلع الألفية، مناسبة جدًا جدًا لبعض النوعيات والقصص.
أضافت هوليوود عام 2007 جزءًا ثانيًا شيقًا يستحق أيضًا المشاهدة بعنوان “بعد 28 أسبوعًا” 28 Weeks Later لكن يظل للأصل سطوته. وهناك جزء ثالث منتظر قيد التحضير حاليًا.
العام هو 2027 والبشرية على وشك الفناء، بعد ظهور عدوى مجهولة حرمت كل نساء الكوكب من الوظيفة الضرورية التي نحتاجها للبقاء (الحمل)، وانتشار فوضى عالمية فقدت فيها كل حكومات الأرض السيطرة، لكن آملًا جديدًا يطفو فجأة.
يحمل الفيلم بصمة مخرجه المكسيكي ألفونسو كوارون، ومدير تصويره إيمانويل لوبيزكي في استخدام اللقطات الطويلة، ويمثل طفرة في هذه اللعبة التي واصلت التطور في هوليوود، ووصلت ربما لأقصاها مؤخرًا في فيلم 1917.
لماذا أصبح 1917 التجربة السينمائية الأهم في موسم أوسكار 2020؟ | ريفيو | حاتم منصور
نصف عمل هوليوودي عامر بالأكشن والمطاردات ومبهر بصريًا. نصف قصة قوية كابوسية عمادها الشخصيات. هذه التوزيعة الجينية جعلت الفيلم قادرًا على إرضاء مختلف الأذواق، وعلامة يصعب نسيانها.
أربعة أفراد في رحلة سفر للبحث عن مكان آمن والابتعاد عن العدوى، بعد انتشار فيروس قاتل على الكوكب، لكن في عالم سوداوي من هذا النوع، من السهل أن تفشل كل الخطط.
الفيروسات والتطور | بسبب الفيروسات صرنا بشرا كما نعرف أنفسنا | رواية صحفية | خالد البري
أداء مميز من كريس باين، وحبكة مرعبة تسير بمنطق: هل الفعل الأخلاقي هو أن تحاول حماية المقربين وتعرض نفسك لخطر الهلاك معهم، أم أن تنجو بنفسك وقت الطوفان؟
باحث شاب يبحث عن علاج لمرض ألزهايمر، ويجرب العقار أولًا على قرد، لكن حلم اكتشاف علاج يتحول سريعًا لكابوس مفزع للبشرية كلها، يتضمن انهيار للحضارة وانتشار لفيروسات وأمراض، وتحول القرود لكائن ذكي ينازعنا على الكوكب.
عندما أرادت هوليوود إحياء سلسلتها الشهيرة “كوكب القرود” التي بدأت عام 1968 بفيلم Planet of the Apes لم تجد ما هو أفضل من قلب الطاولة. بدلًا من حبكة كلاسيكية لخلق تعاطف وتوحد بيننا وبين البطل البشري، ستنقلب الأمور ونساند في هذة الثلاثية النموذج الذي سيحل محلنا كبشر. نموذج “البطل القرد”!
مستقبل الترفيه: كيف تحققت نبوءة مخرج تيتانك في لعبة العروش وأفنجرز؟ | حاتم منصور
سوداوية هذه الثلاثية تكمن في طعننا مع هذه النقطة. البشر ليسوا مغزى الحياة ومرادها بالضرورة، لكنهم مجرد محطة في كوكب سيطرت عليه وانقرضت فيه سابقًا عشرات المخلوقات. وربما ستحين نهايتنا يوما ما، ويتم استبدالنا بفصيلة أخرى أجدر بالصمود والبقاء. ربما أيضًا ستكون فصيلة أفضل أخلاقيًا وأقل عدوانية.
هذا الإطار الجديد في الثلاثية، الذي تضمن صياغة بصرية ذات مصداقية للقرود، لم يكن ممكنًا إلا بعد أن وصلت ألاعيب هوليوود في خدع الجرافيك لقمتها، ليتحرر معها خيال صناع الأفلام ويصبح كل ما يمكن تخيله تقريبًا، قابلًا للتنفيذ.
وباء قاتل ينتشر عالميًا بسبب فيروس. وسباق مع الزمن لاكتشاف علاج أو مصل، قبل أن يفتك بملايين أكثر.
الفيلم هو الأشهر حاليًا في ظل عدوى كورونا. والسبب بسيط للغاية؛ هو أنه أكثر أفلام هذه القائمة واقعية، وأقربها أيضًا لسيناريوهات فيروس كورونا الحالي.
Contagion | السينما تنبأت بمصير البشر مع كورونا قبل عقد كامل | شريف ثابت
التفاصيل في الفيلم تلامس كل شيء تردد على أسماعك منذ انتشار كورونا الجديد، مثل متوسط عدد مرات ملامسة وجهك في الساعة، والطريقة الحسابية التي يمكن بها للعدوى التزايد، والبروتوكولات الطبية لتتبع المخالطين، والإجراءات التي يمكن أن تلجأ لها الحكومات لكبح وباء.
تلتزم القصة بالمسار الصارم والبروتوكولات الطبية الحقيقية في حالة انتشار العدوى. ولأنها كذلك، يمكن اعتبار هذا الفيلم كابوسيًا أكثر من أفلام الزومبي. عندما تشاهد أفلام الزومبي، فالمسألة في البداية والنهاية خيال، لكن وجود فيروس يدمر جسمك وينهي حياتك ليس خيالًا. هذا رعب حقيقي وقائم.
ركاب قطار في كوريا الجنوبية يشهدون ظهور عدوى فيروسية تكتسح البلاد، وتحول البشر لزومبي. وسريعًا، يصبح القطار هدفًا لهجمات الزومبي من ناحية، وسجنًا للركاب من ناحية أخرى.
تحمل هذه النسخة الكورية بصمة أفلام الزومبي الأمريكية، من حيث طابع الأكشن وسرعة الإيقاع، لكنها لا تنسى وسط هذا إضافة بعض المشاهد المؤثرة التي تتعلق بمعضلة الاختيارات الأخلاقية. معضلة أن تقتل آخرين لتنجو بنفسك. أو أن تختار من تحديدًا سيموت من الآخرين.
خط دم | أول فيلم مصاصي دماء عربي.. هل هو كذلك؟ وهل استحق الهجوم؟ |أمجد جمال
أفلام أخرى تستحق الترشيح عن فيروسات الزومبي أيضًا:
World War Z 2013
I Am Legend 2007
Dawn of the Dead 2004
The Crazies 2010