نقلاً عن مقال كارلوتا غال في نيويورك تايمز.

قادة ستة أحزاب المعارضة في تركيا تتآلف في جبهة موحدة بهدف وحيد: إسقاط الرئيس رجب طيب أردوغان عبر فرض انتخابات مبكرة في 2021.

وبينما يدور التفاوض على تحالف واسع، يبدو أن الأحزاب الستة اتفقت على تحويل الانتخابات المقبلة إلى نوع من الاستفتاء على النظام الرئاسي الذي قدمه أردوغان قبل 4 سنوات ويعتبره أحد إنجازاته التي تدعو للفخر، بينما يقول خصومه إنه طريق من اتجاه واحد نحو الاستبداد بالسلطة، ونشر القمع والفساد.

 تحالف المعارضة

أقوى لاعبي التحالف السداسي يبقى حزب الشعب الجمهوري من يسار الوسط، وحزب الخير القومي بقيادة السياسية الرائدة ميرال أكشينار.

والبقية يأتون من أطياف متعددة من اليمين واليسار.

لكنهم، رغم فجوة الخلافات السياسية والأيديولوجية، يأملون في تكرار نجاح الانتخابات البلدية 2019، عندما انتزعت المعارضة أكبر المدن، بما في ذلك اسطنبول، من حزب العدالة والتنمية الحاكم.

ورغم غياب أكبر أحزاب الكرد – الشعوب الديمقراطي – عن التحالف، فإن غيابه لا يخصم من حقيقة أنه يشترك معهم في هدف مشترك: إسقاط أردوغان عبر تقديم بديل للناخبين في الانتخابات المقبلة.

من السجن، اعتبر زعيم الحزب صلاح الدين دميرطاش التحالف “بداية جيدة” للمعارضة.

لكنه طالبهم بتطوير “فهم تداولي وتعددي وشجاع ومؤيد للتضامن السياسي”.

سادات بكر | اختلف زعيم المافيا التركية مع أردوغان.. فكشف علاقة نظامه بالإرهاب | س/ج في دقائق

حلفاء أردوغان السابقون

الجديد هذه المرة أن اثنين من حلفاء أردوغان السابقين (داود أوغلو – علي باباجان) اصطفوا مع المعارضة لخوض معركة إسقاط الرئيس.

أوغلو تحديدًا يسعى منذ استقالته من رئاسة حزب العدالة والتنمية بعد خلاف مع أردوغان للخصم من القاعدة الشعبية للرئيس.

ربما لا يمثل الرجلان تحديًا كبيرًا في معركة إسقاط أردوغان أو بقائه؛ حيث حصل حزباهما على حصص لا تذكر من الأصوات في الاختبارات السابقة.

لكن المعارضة جذبتهما لأنهما قادران على منحها ما ينقصها: خبرة الحكم.

مدير مكتب صندوق “مارشال الألماني” في أنقرة، أوزغور أونلوهيسارجيكلي، يقول إن المعارضة تدرك حقيقة أن اتصالاتهما مستمرة مع العديد من مسؤولي النظام.

بالتالي، فوجودهما في تحالف معارض هدفه إسقاط أردوغان سيترجم أمام الناخبين الذين لم يحسموا أصواتهم بأنه تحالف اختبر الحكم فعلًا، ويستطيع إدارة البلاد وإخراجها من المأزق الحالي.

فورين بوليسي: أردوغان وصل لمرحلة سنوات حكم مبارك الأخيرة | ترجمة في دقائق

تغيير النظام؟

يقول التحالف إن هدفه الرئيسي ليس إسقاط أردوغان في انتخابات رئاسية. بل إسقاط النظام الرئاسي نفسه والعودة إلى النظام البرلماني.

أوغلو يقول إن النظام الرئاسي أسس لإدارة شخصية وتعسفية يتعذر على المواطنين الوصول إليها حتى مع تصاعد مشكلاتهم.

ويقترح أن يعود الرئيس رمزًا للدولة، مجردًا من صلاحيات الحكم، ولا يملك نقض القوانين أو الموافقة على الميزانية، على أن تعود السلطة القضائية مستقلة.

كيف يمكن تحقيق ذلك؟ تحتاج المعارضة لأغلبية الثلثين في البرلمان المقبل. وهذا ما يخطط له التحالف.

أردوغان الخائف

منذ فترة طويلة، بدأ أردوغان خطط الاحتفال بمئوية تأسيس الجمهورية التركية في 2023.. ذكرى إسقاط الإمبراطورية العثمانية!

لم يكن عازمًا فقط على مجرد تأمين فترة رئاسية أخرى، بل تأمين إرثه كزعيم تركيا الحديثة الأطول بقاءً في منصبة، لفترة أطول حتى من مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.

لكن أردوغان، الذي كان يفخر دائمًا بغزواته في معارك الصناديق، ينزلق بثبات في استطلاعات الرأي، متأثرًا بالأزمة الاقتصادية، والادعاءات المستمرة بالفساد، ورغبة الشباب في التغيير.

ولأول مرة منذ عدة سنوات، قال عدد أكبر من المشاركين في استطلاع حديث للرأي، نظمته Metropoll، إحدى أكثر منظمات الاستطلاعات موثوقية في تركيا، إن فرص إسقاط أردوغان أكبر من فرص فوزه.

تركيا بعد أردوغان | كيف يخرج من السلطة؟ ومن الأقرب لوراثته في كل سيناريو؟ | س/ج في دقائق

نجاح للمعارضة؟

أسلي أيدينتاسباس، الزميلة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، تقول إن المعارضة نجحت بطريقة أو بأخرى في إقناع شريحة كبيرة من المجتمع بأن أردوغان ليس رئيسًا مدى الحياة، وأنه يمكن أن يرحل في 2023.. هذه النتيجة وحدها تطور جديد.

شكك أردوغان في استطلاعات الرأي ووصفها بالأكاذيب.

لكنه مع كل مرة تظهر نتيجة استطلاع يكثف اجتماعاته ليتصدر هو عناوين الأخبار ويشوش على النتائج.

بالتزامن، هدد بعملية عسكرية أخرى ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، وبدأ يبرز نفسه كوسيط في أفغانستان.

والأهم، أنه أمضى الأشهر الستة الماضية في محاولة دق إسفين في التحالف دون نجاح، بحسب أوزغور أونلوهيسارجيكلي، مدير مكتب أنقرة بصندوق مارشال.

بالوصول لهذه النقطة، يقترب زعماء المعارضة أكثر من التوصل لتسوية تجمعهم على مرشح يمكنه إسقاط أردوغان.

الأهم، أن تفكير الأتراك في مرحلة ما بعد إسقاط أردوغان بدأ.. وهذا ما يخشاه الرئيس.

فورين بوليسي: مرض أردوغان سيخرجه من السلطة قريبًا.. خليفته لن يكون أفضل | ترجمة في دقائق