الحرب المستمرة بين إسرائيل – إيران عبر الشرق الأوسط تخرج أخيرًا من الظل إلى العلن.
الهجمات داخل إيران نفسها تتوالى. درونز تقتحم منشأة للبحوث، وقواعد للدرونز، وتقتل مهندسًا، وقتلة محترفون ينهون حياة قادة عسكريين في الحرس الثوري.
ما بعد حرب الظل | هل اقتربت حرب إسرائيل وإيران؟ صراع نووي؟ هل ميدانها لبنان؟ | س/ج في دقائق
إسرائيل هذه المرة لم تعد مجرد مشتبه به. بل تكرر التلميحات التي لا تترك مجالًا للشك أنها المصدر الوحيد.
هذا كله جزء مما وصفته حكومة إسرائيل بـ “عملية رأس الأخطبوط”، في توسع جديد و”خطير” لحملتها ضد قدرات إيران العسكرية والنووية.
وبينما كانت إسرائيل تضرب داخل إيران في السنوات الماضية، سرًا، عادةً من خلال جواسيس أو هجمات سيبرانية – تستهدف دائمًا العلماء والمنشآت النووية. وبينما لم تُخفِ حملتها من الضربات الجوية ضد الميليشيات المتحالفة مع إيران وشحنات الأسلحة، فإننا الآن أمام متغير جديد:
المسؤولون الإسرائيليون يصفون صراحةً “استراتيجية دفاعية جديدة”، كما أطلق عليها أحدهم لموقع ذا ديلي بيست، تستهدف رأس الأخطبوط في إيران نفسها، وليس فقط أذرع الأخطبوط في سوريا ولبنان وغزة والعراق.
صورة التقطت عبر الأقمار الصناعية تظهر الأضرار التي لحقت بموقع تابع للحرس الثوري في محافظة كرمانشاه
جيروزاليم بوست: إيران عبرت الخط القاتل. ما خيارات إسرائيل؟ | ترجمة في دقائق
رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت قال علنًا إن “عصر حصانة نظام إيران انتهى”، وأن الدور أتى على “رأس الأخطبوط”.
وبينما كان التوصيف قديمًا، عمره سنوات، فإن بينيت الآن يحاول تنفيذ “السياسة الأكثر عدوانية تجاه “رأس الأخطبوط” التي طالب بها حين كان بعيدًا عن قيادة الحكومة.
وبوصف بينيت نفسه، فإن إيران فرضت معادلة عسكرية لفترة طويلة: تنشئ الميليشيات الإرهابية، وتزودها بترسانة صاروخية ضخمة، ثم تبقى طهران في أمان. الآن، يرى أن المعادلة العسكرية بحاجة لتغيير يقلب الطاولة و”يقطع رأس الأخطبوط”.
للقيام بذلك، فكرت إسرائيل في تدمير قدرات إيران. ومن هنا جاءت الهجمات الأخيرة التي تحمل رسالة من الإستراتيجيين في إسرائيل: “على إيران أن تعرف أنها ستدفع ثمنًا مباشرًا عن كل هجوم يشنه أحد الوكلاء بالنيابة عنها”، أو بتعبير وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد: “إذا جلب الإيرانيون الإرهاب إلى عتبة بيوتنا، فسنرد على عتبة بيوتهم. لن يبقوا محصنين في طهران بينما تدور الحرب في ساحات ثانونية مثل سوريا أو لبنان”.
سافيز البداية| كيف سيغير الصراع بين إيران و إسرائيل ميزان القوى في البحر الأحمر؟| س/ج في دقائق
ما بعد إستراتيجية إسرائيل الجديدة واضح. الحرس الثوري في إيران تعهد بالانتقام.
ولأن ما بعد “رأس الأخطبوط” ليس كما قبله، اختلفت استعدادات إسرائيل للرد. لم تقتصر على رفع استعداد الدفاعات الجوية لحالة التأهب القصوى بل امتدت لخارج الحدود.
ألقى مسؤولون إيرانيون باللوم على إسرائيل في مقتل خدائي في طهران وتعهدوا بالرد، وقال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي: “إن شاء الله سننتقم من الأعداء”.
وبشكل أكثر تحديدًا، رفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذير السفر الحالي لتركيا، مقدرًا أن هناك مستوى عاليا من الخطر وتهديدا ملموسا ضد الإسرائيليين من جانب عملاء إيرانيين داخل البلاد.
وفي خطوة غير عادية للغاية، اتصلت السلطات الإسرائيلية بـ 100 مواطن يُعتقد أنهم أهداف محددة وطلبت منهم العودة فورًا.
6 هجمات غامضة في 9 أيام.. لماذا لم تنف إسرائيل مسؤوليتها؟ ولماذا لم تتهمها إيران؟ | س/ج في دقائق
على مدى العقود الثلاثة الماضية، ضربت إيران – وحزب الله على وجه الخصوص – أهدافًا إسرائيلية ويهودية في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وآسيا، بما في ذلك هجومان مدمران بشاحنتين مفخختين في بوينس آيرس في التسعينيات أصاب السفارة الإسرائيلية ومركزًا ثقافيًا يهوديًا، وشنت هجومًا انتحاريًا ضد المصطافين الإسرائيليين في بلغاريا في عام 2012، وهجومًا في نفس العام في نيودلهي أدى إلى إصابة دبلوماسي إسرائيلي.
وفقًا لمسؤولين إسرائيليين ومحللين أمنيين، يُعتقد الآن أن كل هذه الأنواع من الأهداف على مستوى العالم تقع في مرمى نيران إيران.
وبتعبير مسؤول إسرائيلي كبير “كل الأهداف الأكثر ليونة ستكون مستهدفة إيرانيًا”.
المهم أن أن “عملية رأس الأخطبوط” ستتواصل بغض النظر عن التوصل لاتفاق نووي، و “ستتحول إلى شيء أكبر” بتأكيد كبار مسؤولي إسرائيل.
معركة غير معلنة بين إيران – إسرائيل: هل يقترب الشرق الأوسط من الحرب؟ | س/ج في دقائق
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
