زليخة عدي | مسيرة نضال زليخة عدي ضد الاحتلال الفرنسي | تعرف على قصة استشهادها

زليخة عدي | مسيرة نضال زليخة عدي ضد الاحتلال الفرنسي | تعرف على قصة استشهادها

21 Sep 2022
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تعتبر زليخة عدي أحد أشهر السيدات اللاتي شاركن في الدفاع عن بلادهن من أجل الاستقلال، فهي مكافحة ومناضلة جزائرية معروفة.

برز دورها في حرب التحرير الوطنية، كما تولت عدة مناصب وطنية، بالإضافة إلى تمويلها لجبهات الدفاع بالأموال.

كما انضمت للجهات العسكرية التي تقيم بالجبال، وقامت بقيادة فريق النساء، حيرت الجيش الفرنسي كثيرًا قبل وقوعها بيده.

تلقت أشد أنواع التعذيب، ولكنها صمدت، ولم تفصح بأي معلومات بشأن المقاومة، وتم إعدامها في النهاية.

نشأة زليخة عدي

ولدت زليخة عدي في السابع من مايو لعام 1911م بمدينة بحجوط، الاسم الحقيقي لها هو يمينة الشايب، كبرت وترعرعت في مدينة شرشال بغرب الجزائر.

الأب رجل متعلم وعلى قدر كبير من الثقافة، وهو أحد ملاك الأراضي وكان يعمل مستشار بلدي، تعلمت زليخة عدي في أحد مدارس الأهالي الصغيرة، ووصلت لدرجة التعليم المتوسط.

كما تلقت تعلم اللغة الفرنسية بأحد مدارس الفرنسيين وأتقنتها، ورثت النضال والكفاح من عائلتها التي اعتادت على تقديم أفرادها فداء للوطن.

تأثرت طفولتها بأحداث الاستعمار الفرنسي، ومعاناة الفقر والظلم، مما رسخ في عقلها فكرة العمل والسير في طريق الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي.

حياتها الشخصية

تميزت زليخة عدي بشخصية قوية ومثابرة، تزوجت من أحمد عوادي ورزقت منه بخمسة أبناء، ولكن الحكومة الفرنسية قامت بإعدام زوجها، وبعد مرور شهرين تلاه أحد أبنائها.

ذلك في يناير عام 1957م من خلال المقصلة تلك الألة التي تقطع الرأس عن الجسد تمامًا، وكما اعتاد الفرنسيين على الطرق البشعة في القتل والتعذيب للجزائريين.

وذلك ما زاد من عزيمتها واصرارها على النضال لتحقيق استقرار الجزائر، كما فقدت في السابق أحد أخواتها في الحرب العالمية الثانية.

أظهرت دورها كسيدة ريفية بسيطة تقوم بأداء واجباتها اليومية لتخفف العبء على أسرتها، كما ساعدها ذلك في الاختفاء عن أنظار المتتبعين للمناضلين.

مسيرة نضال زليخة عدي

بدأت زليخة عدي مشوارها في الكفاح بمساندة جنود الجيش الجزائري بالأموال والطعام والشراب والعلاج.

كما شاركت في جمع الشباب والنساء القادرين لمساعدة الجيش الذي يتصدى للمستعمر الفرنسي، وتكوين خلايا من النساء المناضلات.

قد دعا كل ذلك الأمن الفرنسي أن يدرج اسمها ضمن المطلوبين، ومن هنا بدأت أن تمر بظروف صعبة.

ولكنها لم تخاف بل واصلت مسيرتها لأن تم تعينها كرئيس لجبهة التحرير الوطني، كما كانت المناضلة تؤدي دور الرائدة في توعية المواطنين الجزائريين أثناء الثورة.

خلفت زليخة عدي المناضل أبا القاسم العويدي في مهمة قيادة قوات الجيش الجزائري بشرشال بعد أن تم استشهاده.

والعمل على إحباط خطط المستعمرين حول إضعافها وحجبها عن الشعب، وذلك بالمناطق الريفية الصغيرة القريبة من مدينة شرشال.

بالإضافة إلى تمويلها للجبهة بالمال الذي تركه لها زوجها، بعد ذلك قام الفرنسيين بملاحقة المناضلين الجزائريين.

وتمكنوا من ضبطهم وسجن عدد منهم وقل أفراد المقاومة بالجبهة في مدينة شرشال عام 1957م، ولكن هذا ما دعمها وقواها.

اتجهت زليخة عدي للانضمام للقوات العسكرية المقيمة بالجبال، حيث استعانت بالقائد السياسي القائم على إدارة القطاع.

وقبل تنفيذ هذه الخطوة قد قامت بالتخلص من كافة صورها إلا صورتين مع اختها، وهناك استطاعت قيادة الشبكة النسوية المتبقية من أفراد الجبهة.

زادت من غضب المستعمرين تجاهها بكل هذه الأعمال والنشاط في مواجهتهم، فخططوا لمحاصرتها والقبض عليه، ونجحوا في ذلك.

مسيرة نضال زليخة عدي ضد الاحتلال الفرنسي

اعتقال زليخة عدي

حاول الجيش الفرنسي مرارً وتكرارًا ملاحقة زليخة عدي والقبض عليها، ولكن كانت تفشل تلك المحاولات بسبب حيطتها وذكائها.

وفي الخامس عشر من أكتوبر لعام 1957م تمكنت القوات الفرنسية من اللحاق بها، وتم القبض عليها من خلال قيامهم بتمشيط جبال شرشال بحذر شديد.

ومحاصرتها فلم تستطع الفرار، وهنا تم اعتقالها، وبدأوا في القيام بتعذيبها بأصعب وابشع وسائل التعذيب على مدار عشرة أيام في منطقة تسمى غردوس.

ولكنها كانت قوية، ولم تتفوه بمعلومة لهم، فلم يكتفوا بذلك حتى كبلوها في أحد السيارات العسكرية، وتم سحلها وجرها أمام شعبها لتكون عبرة لهم.

في محاولة منهم لإضعاف قوة الشعب الجزائري، وإيقافه عن مواصلة الكفاح، ولكنها صمدت أيضًا.

بل وكانت تخاطب الناس قائلة فيما معناه أن جيش المستعمرين الفرنسيين ضعيف لدرجة أنه يسلط جنوده لتعذيب امرأة ضعيفة.

وكانت تشهد إخوانها من الشعب الجزائري على ذلك، ونادتهم تدعوهم لصعود الجبل واستكمال المناضلة.

مما أشعر المستعمر الفرنسي بالفشل في التصدي لهذه المناضلة، والتأكد من قوتها وعدم تراجعها عن الكفاح ضدهم.

فقرروا إعدامها، وكانت هذه المرة الأخيرة لظهور زليخة عدي، وهي على قيد الحياة.

إعدام زليخة عدي

بعد أن قامت قوات الاستعمار الفرنسي بتعذيب زليخة عدي، وقتلها كل يوم بمختلف الطرق المؤلمة التي لم تجدي نفعًا في إجبارها على الاعتراف بأي معلومات، أو تجعلهم يشعرون باستسلامها.

قد قرروا تنفيذ قرار الإعدام بها، وذلك يوم 25من أكتوبر لعام 1957م، حيث قاموا بقذفها حية من طائرة هليكوبتر.

من على بعد شاهق من الأرض لتسقط مهشمة وميتة، لاحقةً بابنها وأخيها وزوجها، وكافة الشهداء من شعبها وأهلها.

تاركةً خلفها ابنتان في عمر صغيرة، وولد يدعى أوداي الذي كبر وصار برتبة جنرالاً في الجيش الوطني، وكانت زليخة عدي في وقت استشهادها بالغة من العمر 46عام.

العثور على جثمانها

بعد إعدام المناضلة زليخة عدي بتلك الطريقة البشعة، والتي لم تكن المرة الأولى للفرنسيين لممارسة مثل هذه الطريق في قتل الجزائريين.

لم يتمكن أحد من العثور على جثتها لما يقرب من 27عام على استشهادها، تحديدًا في عام 1984م، وتسببت الصدفة في ذلك.

حيث روى أحد الرجال المسنين عن مروره بموقف صعب عند عثوره على جسد امرأة في حقل ما، وذلك بيوم من أيام نفس العام الذي تم فيه الإعدام.

وكانت محطمة بالكامل فقام بدفنها، ثم حفر الجزائريون في هذا المكان، ووجدوا الجثمان، ومن خلال مطابقة الملابس التي كانت ترتديها تعرفوا عليها.

ظل مكان دفنها الأخير في مقبرة الشهداء بلدية مناصر في ولاية تيبازة بالجزائر، وظل اسم زليخة عدي يتردد وسط أكثر النساء قوة وعزيمة.

حيث تركت سيرة مليئة بالبطولات، تزيد من تشجيع كل من يسمع عنها على التصدي لأي احتلال يقدم على أوطانهم.

كتب عن حياة زليخة عدي

تم سرد حياة المناضلة زليخة عدي في كتاب بعنوان أسيا جبار عام 2002م، وأشار له بالمرأة غير المدفونة بالرجوع لقصة اعدامها وعدم العثور على جثمانها.

كما أشار لها محمد هواورة في مقال له بجريدة الوطن، في الثامن من نوفمبر لعام 2016م مشيرًا لعدم وجود اسم الشهيدة يمينة في قائمة 405شهيد.

بالإضافة إلى كمال بوشامة الذي كتب لالة زليخة، ولقبها بأم المقاومين، وذلك عام 2016م.

أعمال تكريمية للشهيدة زليخة عدي

تستحق زليخة عدي التكريم والتقدير لما قدمته في حق وطنها من كفاح وتضحيات، وجعلها رمزًا لذلك، وجاء تكريمها من خلال.

تخصيص فيلم كامل عن حياتها عام 1978م تحت اسم أسيا جبار، بعنوان نوبة نساء جبل شنوة.

كما قدمت قناة الجزيرة الوثائقية فيلم وثائقي عن دورها وكفاحها من خلال حكايات العابرين زليخة عدي أم الشهداء، وعرض عام 2018م.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك