يرغب الكثير من الناس بالإطلاع على قصة السيد البدوي الحقيقية بسبب اختلاف الآراء حول هذه الشخصية، فهناك من يراه من الصالحين وهناك من يراه من المفسدين، وفي هذا المقال نعرض لك نظرة عامة على جميع جوانب حياة السيد البدوي الحقيقة سواء حياته الشخصية أو حياته الدينية فتابعوا معنا.
قصص النساء في القرآن للموعظة الحسنة | قصة السيدة مريم والسيدة خديجة بنت خويلد وامرأة العزيز
قبل أن ندخل في تفاصيل قصة السيد البدوي الحقيقية لا بد أن نعرفك على أهم المعلومات عن هذه شخصية أحمد البدوي وهي ما يلي:
اسمه أحمد ابن علي ابن إبراهيم ابن محمد ابن أبي بكر ونهاية نسبه بـ علي زين العابدين ابن الحسين.
ولد أحمد البدوي في سنة 596 هجرية و 1199 ميلادية بمدينة فاس بالمغرب. ويلقب بالسيد البدوي ويعد من أشهر الصوفيين تأثير في التاريخ.
كانت حياته مليئة بالترحال حيث انتقل أجداده من الحجاز إلى أرض المغرب في سنة 73 هجرية في عهد الدولة الأموية بسبب اضطهاد الحجاج بن يوسف الثقفي للعلويين.
وأقامت عائلته في مدينة فاس بالمغرب لما يقارب من 500 سنة.
بدأت قصة السيد البدوي الحقيقية عندما اضطر إلى الرحيل عن دولة المغرب بعد قيام دولة الموحدين واضطهادهم للعلويين، وقد رحل برفقة والده وأسرته إلى الحجاز لكي يقوموا بفريضة الحج، وأقامت الأسرة بمكة لمدة ستة أعوام أثناء حكم الملك العادل شقيق الملك صلاح الدين الأيوبي، وأثناء إقامتهم توفي والد أحمد البدوي وكان يبلغ من العمر 13 سنة عند وفاة والده لتنقلب حياته رأسا على عقب.
حيث أصبح دائم الاعتكاف والعبادة، وقام باعتزال الناس وعزف عن الزواج، وكان كلامه قليلًا جًدا، وأصبح يحب أن يضع على وجهه لسام مثل بدو أهل المغرب لهذا لقب بالبدوي.
واهتم في اعتكافه بالاطلاع على تعاليم أمامي الصوفية بالعراق وهم عبد القادر الجيلاني أحمد الرفاعي.
وعندما وصل أحمد البدوي إلى نهاية الثلاثينات انتقل من مكة إلى العراق وأقام بمدينة الموصل حيث التقى بامرأة تدعى فاطمة، وهي امرأة حاولت أن تغوي البدوي بجمالها الشديد ولكنها لم تنجح، وعاشت حياتها هي وعشيرتها يتعبدون لله طبقًا لتعاليم أحمد البدوي على الطريقة الأحمدية.
الشيف أسامة السيد وزوجته على انستجرام | أحلى وأشهر وصفات الشيف أسامة السيد
وقد حدثت علامة فارقة في قصة السيد البدوي الحقيقية عندما بلغ مطلع الأربعينيات وقرر الرجوع إلى الحجاز ثم السفر إلى مصر واستقر في مدينة طنطا بسبب رؤيته لمنام ظل يتكرر ثلاث مرات، وكان يؤمر في هذا المنام بأن يتجه إلى طنطا حيث قيل له في المنام أن هناك سيربي رجالًا وأبطالاً.
ورافق هناك الشيخ رقيق التاجي وظل برفقته لمدة 12 سنة، وبعد ذلك رحل إلى دار ابن شحيط وهو شيخ الناحية بمحافظة طنطا، واشتهر أثناء الحروب الصليبية على مصر بقدرته على إخراج الأسرى المحبوسين لدى الصليبيين ليلًا، لهذا كان يحتفي أهل البلد باستقباله ويقولون له “الله الله يا بدوي جاب اليسرى”.
عند عرض قصة السيد البدوي الحقيقية لابد أن نتحدث عن طريقته وتعاليمه الصوفية، وتعرف طريقة أحمد البدوي باسم الطريقة البدوية أو الأحمدية أو طريقة الراية الحمراء أو الخرقة الحمراء، وتقوم طريقته على ارتداء الخرقة الحمراء التي أوصى تلامذته بارتدائها سواء في حياته أو بعد مماته، لأنها تدل على سيرهم على نفس الطريق.
ومن أهم شروط ارتدائها عدم الكذب وعدم فعل الفواحش والالتزام بغض البصر والبعد عما حرم الله، والحفاظ على عفاف النفس والخوف من الله، والالتزام بتعاليم كتابه.
ويتم في الطريقة البدوية المبايعة على طاعة الله وحبه والزهد في كل شؤون الدنيا ويقوم المريد باختيار أي رقعة من رقاع المشايخ، وعندما يسأل الشيخ المريد عن مراده، يجيبه المريد بأنه جاء إليه لكي يكون قدوة له ويساعده على السير في طريق العارفين، ويرد عليه الشيخ بأنه لن يأمره إلا بالمعروف وولن ينهاه إلا عن المنكر، ويساعده على اكتساب العلم والمعرفة النافعة.
عندما نتحدث عن قصة السيد البدوي الحقيقية لابد أن نعرض الجانب العلمي والثقافي من حياته و نعرضه لكم في السطور التالية:
على الرغم من عدم وجود أي كتب للسيد البدوي إلا أن هناك بعض الأشعار التي تنسب إليه وقد نسب إليه عبد الصمد زين الدين الكثير من الأشعار التي ذكرها في كتابه الجواهر، إلا أن معظم هذه الأشعار من الشعر الضعيف الذي نشك في صحة نسبته إلى أحمد البدوي.
ويرى بعض المفكرين أن السيد البدوي ليس له أي تراث علمي لأنه على الرغم من شهرته إلا أنه كان محدود الثقافة.
ولم يترك البدوي إلا بعد الوصايا التي كان يوجهها إلى تلميذه عبد العال، وكانت تدور هذه الوصايا حول الزهد في الدنيا والرحمة على اليتيم والجعان وإكرام الضيوف والغرباء، ويستشهد المثقفون بأقوال الموالين للسيد البدوي بأنه ألف كتب علمية ضخمة ولكن عندما لم يجدوا شيئا قالوا إن هذا التراث العلمي قد فقد.
من هي السيدة عائشة المدفونة في مصر؟ | قصة مسجد السيدة عائشة .. سبب تسميته بهذا الاسم
هناك جانب لابد أن نذكره عند التحدث عن قصة السيد البدوي الحقيقية وناقش هذا الجانب العديد من الكتاب الذين يرون أن البدوي كان يدعي الجنون، بسبب صراخه المستمر على سطح منزله ومن هؤلاء الكتاب عبد الصمد زين الأحمدي.
حيث يروى في إحدى مؤلفاته أنالبدوي كان دائم الإقامة على السقف في الليل والنهار وكان يستمر بالصياح المتصل لهذا، كان يبدو كالمجانين، وكان يترك اللثام على وجهه وإذا ارتدى ثوبًا أو عمامة فإنه لا يخلعها حتى تذوب ويبدلها بأخرى.
ويصرح الشعراني بأن السيد البدوي كان يظل طوال الليل والنهار هائمًا ببصره نحو السماء، وقد تحول سواد عينه إلى اللون الأحمر الذي يشبه اللون الجمر، وكان يظل بالأربعين يومًا دون طعام أو شراب أو نوم.
بعد عرض جوانب كثيرة من قصة السيد البدوي الحقيقية لابد أن نذكر تصريح دار الإفتاء من خلال موقعها الإلكتروني عن أن السيد أحمد البدوي، حيث ترى دار الإفتاه أن البدوي يعد أمام عارف وفقيه وهو واحد من كبار أولياء الأمة المحمدية وكتب الله له القبول في الأرض، وأنه استطاع أن يجمع بين أنواع كثير من العلوم.
وترى دار الإفتاء أن السيد البدوي هو واحد من أولياء الله الصالحين وتعد طريقته الأحمدية في العبادة طريقة تتبع الكتاب والسنة وتلتزم بجميع الأمور الواجبة الشرعية، ويتم فيها الالتزام بالنوافل وأنه قد أقام هذه الطريقة على أساس من الصدق والصفاء والصبر والحفاظ على العهد، كما أنه كان يوصي بالرحمة والإحسان ورعاية الأيتام.
وترى دار الإفتاء أنه لا يوجد مانع من إقامة الاحتفالات بمولد أولياء الله الصالحين لما فيها من موعظة لنا باتخاذهم قدوة في حياتنا ولكن هناك بعض الأفعال الخاطئة والمحرمة التي تقام في هذه الموالد مثل الشرك بالله ويحذر الأزهر من الوقوع في هذه الأفعال.
ميشيل أوباما | المسيرة العملية لـ ميشيل أوباما السيدة الأولى في الولايات المتحدة
وتنتهي قصة السيد البدوي الحقيقية بوفاته في سنة 675 هجرية، وتم دفنه داخل بيته وظل تلامذته يقيمون بجوار قبره حتى تحول فيما بعد إلى ما يعرف باسم زاوية الحامدية، وفي عهد السلطان قايتباي تم بناء قبة فوق الضريح وتم إنشاء مئذنة لهذه الزاوية.
وفي عهد علي بك الكبير تحديدًا في سنة 1960م تم بناء مسجد كبير بجوار الضريح، وتم تزويده بثلاثة قبب كبيرة ومقصورة مصنوعة من النحاس كتب عليها اسم البدوي ونسبه.