بالتزامن مع إقرار الكنيست الإسرائيلي لاتفاقية السلام مع الإمارات بأغلبية ساحقة، كأهم خطوة لدخولها حيز النفاذ، وقعت الإمارات وإسرائيل مذكرة تفاهم لنقل النفط إلى أوروبا عبر خط غاز إسرائيلي.

فماذا نعرف عن الإتفاقية؟

ماذا تكسب الإمارات وإسرائيل؟

هل للسعودية دور في الاتفاق؟

ما علاقة إيران وجمال عبد الناصر؟

وهل تخسر مصر؟

س/ج في دقائق

ماذا نعرف عن المشروع؟

 وقعت شركتان؛ إماراتية وإسرائيلية، مذكرة تفاهم لنقل نفط الإمارات إلى أوروبا مباشرة عبر خط أنابيب إسرائيلي يمتد بطول 158 ميلًا من عسقلان المطلة على البحر المتوسط إلى إيلات المطلة على البحر الأحمر.

التوقيع جرى في أبو ظبي بحضور وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين، ومسؤولين أمريكيين وإماراتيين آخرين، قبل وقت قصير من زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لوفد إماراتي رسمي إلى إسرائيل بعد توقيع اتفاقية السلام.

الأطراف الموقعة على الاتفاقية هي:

• شركة خطوط أنابيب أوروبا آسيا (خطوط أنابيب إيلات عسقلان سابقًا) “EAPC” المملوكة للدولة – إسرائيل.

• شركة ميد ريد لاند بريدج MED-RED Land Bridge ومقرها أبوظبي، وهي مشروع مشترك بين شركة بترومال Petromal، وهي جزء من الشركة الوطنية القابضة National Holding ومقرها أبو ظبي، وشركة AF Entrepreneurship الإسرائيلية، وشركة Lubber Line الدولية للبنية التحتية والطاقة، ومقرها جبل طارق.

اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل.. لماذا هو تاريخي؟ وما الخطوة التالية؟ | س/ج في دقائق

هل تحتاج أوروبا للنفط الإماراتي؟

شركة خطوط أنابيب إيلات عسقلان الإسرائيلية تقول إن التعاون سيوفر لمنتجي النفط ومصافي التكرير أقصر الطرق وأكثرها كفاءة وأقلها تكلفة لنقل النفط والمنتجات ذات الصلة من الخليج إلى أسواق أوروبا، ويتيح للمستهلكين في الشرق الأقصى الوصول إلى النفط المنتج في مناطق البحرين المتوسط والأسود.

ومن غير الواضح حجم الطلب على الخام الإماراتي في أوروبا، حيث ينحصر معظم عملاء الإمارات في آسيا حاليًا. لكن شركة خطوط أنابيب إيلات عسقلان تقول إن الصفقة ستشمل نقل عشرات الملايين من الأطنان من النفط سنويًا.

ووفق الصفقة، ستسلم ميد ريد نواتج التقطير البترولية من الخليج عبر خطوط أنابيب إيلات عسقلان لتتولى بيعها للعملاء الأوروبيين.

بالتزامن، تجري ميد ريد مفاوضات متقدمة مع لاعبين رئيسيين في الغرب والشرق لاتفاقيات خدمة طويلة الأجل.

خط الغاز العربي | النواة الأولى لنقل غاز مصر لتركيا وأوروبا.. ما القصة؟ ولماذا توقف؟ | س/ج في دقائق

كم تكلف الصفقة؟ ومتى يبدأ التنفيذ؟

لم تكشف خطوط أنابيب إيلات عسقلان عن التفاصيل المالية للصفقة. لكن رويترز نقلت عن مصدر مطلع لم تكشف هويته أن قيمة الصفقة تتراوح بين 700 – 800 مليون دولار.

رئيس مجلس إدارة شركة خطوط أنابيب إيلات عسقلان إيريز هالفون قال إن التمويل يشمل استثمارات مشتركة تغطي 10 سنوات.

ويمكن أن يحصل مشروع خط الأنابيب على دعم من الحكومة الأمريكية، عبر صندوق بقيمة 3 مليارات دولار أعلن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات خطط تأسيسه في القدس، وفقًا لرئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية.

وبحسب التقرير، يمكن أن تبدأ الإمدادات أوائل 2021.

ليس كامب ديفيد | ماذا يميز اتفاق إسرائيل والإمارات عن معاهدات مصر والأردن؟ | س/ج في دقائق

 إيران وجمال عبد الناصر .. هل للمشروع جذور؟

شركة خطوط أنابيب إيلات عسقلان تأسست سرًا عام 1968 – ضمن علاقات شاه إيران السرية لكن الوثيقة مع إسرائيل – بهدف ضمان إمدادات الطاقة لإسرائيل وأوروبا في أعقاب أزمة السويس 1956، حين فرض جمال عبد الناصر قيودًا على الشحن عبر قناة السويس.

الشركة كانت مملوكة بشكل مشترك للدولة الإسرائيلية والحكومة الإيرانية. واعتمدت على شحن النفط الإيراني إلى إيلات ثم نقله إلى عسقلان، ومنها إلى أوروبا.

وحتى بعد اندلاع ثورة الخميني 1979/ سمحت إسرائيل لعدة سنوات بمواصلة نقل النفط الإيراني سرًا، بوساطة مؤسس شركة Glencore Plc مارك ريتش، الذي واجه لاحقًا لائحة اتهام أمريكية تتضمن مواصلة التجارة مع إيران بعد إعلانها دولة معادية، قبل أن يحصل على عفو في 2001 من الرئيس بيل كلينتون، الذي قال إنه تأثر جزئياً بمناشدات القادة الإسرائيليين، وبينهم رئيسا الوزراء الإسرائيليين السابق شيمون بيريز وإيهود باراك، باعتباره “أنقذ إسرائيل مرارًا من محاولات تدميرها”.

واستمر العمل في الخط حتى بعد توقف النفط الإيراني. لكن المعلومات المتعلقة بما يتدفق عبر خط أنابيب إيلات عسقلان تبقى سرية، وتخضع كل المعلومات المنشورة عنه لرقابة الجيش الإسرائيلي.

ملف السويس .. وثائق سرية تطالعها لأول مرة عن العدوان الثلاثي | (1/3) | مينا منير

لماذا قد يتسبب المشروع في صراع جديد بين الإمارات وإيران؟

تطلب إيران تعويضات من إسرائيل التي استحوذت على حصتها البالغة 50٪.

وبعد أكثر من عقدين من التحكيم، قضت محكمة سويسرية في 2016 بأن تدفع إسرائيل لإيران تعويضات1.1 مليار دولار. لكن إسرائيل رفضت الدفع لـ “دولة معادية”.

لذا، من المرجح أن يثير استخدام خط الأنابيب لنقل النفط الإماراتي غضب إيران.

اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل: خطوة في أربعة اتجاهات |خالد البري

وكيف يحل أزمة اقتصادية لإسرائيل؟

فورين بوليسي نقلت معلومات عن استخدام خط أنابيب إيلات عسقلان على نطاق واسع من الشركات التي تعمل تحت غطاء خوفًا من الوقوع في أزمات مع الدول العربية التي لا تعترف بإسرائيل.

وكانت المقاطعة التي فرضتها السعودية والإمارات وجيرانهما المنتجون للنفط تعني إدراج الناقلات التي تعترف بالرسو في إسرائيل على القائمة السوداء، ما يعني منعها من عمليات التحميل المستقبلية في الخليج، مما يؤدي إلى تدمير أعمالها بشكل فعال.

لذا، حرصت الشركة على إبقاء التفاصيل سرية للغاية، مستخدمة طرقًا لحجب أنشطتها في إسرائيل، شاملة إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال وإعادة الطلاء وإعادة وضع العلامات وإعادة التسجيل وتزوير سجلات الإرساء.

الرئيس التنفيذي لشركة خطوط أنابيب إيلات عسقلان إيزيك ليفي قال لفورين بوليسي إن السرية المطلوبة جعلت مسار خط الأنابيب مكلفًا للغاية بالنسبة لمعظم الشحنات.

يضيف أن المشروع الجديد، شاملًا تقليص المخاوف بشأن السرية، يعني أن تكلفة النقل ستنخفض ​​بشكل كبير، وإزالة الحواجز السياسية التي عرقلت استخدام إسرائيل كمركز لإعادة الشحن.

ميناء حيفا.. خلاف الصين والولايات المتحدة الذي استفادت منه الإمارات | س/ج في دقائق

إلى أي مدى تحتاج الصفقة للتطبيع مع السعودية؟

الدور السعودي في الصفقة ينقسم إلى محورين:

 هناك احتمالات توسيع نشاط الشراكة ليتسع من النفط الإماراتي إلى الربط بين مصادر المنتجات النفطية في الخليج العربي والأسواق الغربية. هنا، قد تدخل السعودية مستقبلًا كشريك.

 طريقة نقل النفط الإماراتي إلى خط أنابيب إيلات عسقلان: أبقى الاتفاق الباب مفتوحًا أمام إمكانية تأسيس خط أنابيب مباشر في المستقبل عبر السعودية إذا اختارت تطبيع العلاقات التجارية مع إسرائيل.

حتى يحدث ذلك، سيصل النفط من الإمارات إلى إيلات عبر ناقلات نفط عملاقة.

هاآرتس: سلام الإمارات أعاد إسرائيل للمدرسة الصهيونية وقدمها رهينة للسعودية | س/ج في دقائق

وهل تتضرر مصر من المشروع الجديد؟

في السابق، كانت المنتجون يعتمدون على شحن معظم النفط من الخليج إلى أوروبا إما عبر قناة السويس أو عبر خط أنابيب سوميد المصري، والذي يمكنه ضخ 2.5 مليون برميل يوميًا.

لكن مسؤولي شركة خط أنابيب إيلات عسقلان يقولون إن الخط ​​يوفر بديلاً أرخص لقناة السويس وبديلًا جديدًا أمام إسرائيل بجيرانها.

مع ذلك، يقول خبراء إن قناة السويس ليست ضخمة بما يكفي  للتعامل مع أحدث الناقلات العملاقة ، والتي يمكن مع ذلك أن ترسو في إيلات وعسقلان.

وتقول فورين بوليسي إن المحطات في عسقلان وإيلات أكثر قدرة على استيعاب الناقلات العملاقة التي تهيمن على شحن النفط حاليًا؛ إذ تستطيع استقبال سفن VLCCs، التي يمكنها نقل ما يصل إلى مليوني برميل. بينما يقتصر تعامل قناة السويس مع سفن سويز ماكس، بنصف سعة ناقلة النفط العملاقة. وبالتالي يتعين على تجار النفط استئجار سفينتين عبر القناة مقابل كل سفينة يرسلونها عبر إسرائيل.

شركة خطوط أنابيب إيلات عسقلان تتوقع استحواذ المشروع على ما بين 12 -17% من أعمال نقل النفط التي تستخدم قناة السويس حاليًا.

لكن تقارير أسبق كشفت أن المشروع جزء من إعادة تشكيل خريطة الطاقة في الشرق الأوسط. وأن مصر ستسفيد في مجالات أخرى.. لخصناها عبر الرابط التالي:

تغيير جذري لخريطة الطاقة في الشرق الأوسط.. هناك رابحون وهناك إيران ولبنان | س/ج في دقائق

هل من مصادر أخرى لمزيد من المعرفة؟

إسرائيل والإمارات توقعان صفقات تأشيرات وخطوط أنابيب لتعزيز التحالف ( فاينانشال تايمز)

إسرائيل والإمارات يبرمان صفقة بشأن خط أنابيب النفط ( التايمز)

صفقة الإمارات تعزز خط أنابيب نفط بنته إسرائيل وإيران سرًا (فورين بوليسي)

إسرائيل والإمارات في محادثات حول خط أنابيب نفطي سري للغاية (بلومبرج)

شركة إسرائيلية توقع صفقة لنقل النفط الإماراتي إلى أوروبا (ذا تايمز أوف إسرائيل)

شركة تشغيل خطوط الأنابيب الإسرائيلية توقع صفقة أولية لنقل النفط الإماراتي إلى أوروبا (هاآرتس)