فيدرالية شرق أفريقيا | لماذا تتشكل أكبر دولة إفريقية؟.. وكيف تتعامل معها مصر؟ | س/ج في دقائق

فيدرالية شرق أفريقيا | لماذا تتشكل أكبر دولة إفريقية؟.. وكيف تتعامل معها مصر؟ | س/ج في دقائق

19 Jul 2021
أفريقيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

في الأسبوع الأول من يوليو 2021، دعا رئيس أوغندا يويري موسيفيني ونائب رئيس كينيا ويليام روتو لتدشين فيدرالية اتحاد شرق أفريقيا كاتحاد سياسي مقترح يجمع دول شرق القارة.

المشروع قائم جزئيًا، حيث أسست (أوغندا – رواندا – كينيا – تنزانيا – بوروندي – جنوب السودان) اتحاد شرق أفريقيا كمنظمة حكومية دولية تخطط منذ سنوات لتشكيل دولة فيدرالية واحدة ستصبح حال تشكيلها أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان وثانيها من حيث المساحة.

فلماذا ترغب هذه الدول في تشكيل دولة موحدة؟

ما تأثير ذلك عليها؟

وكيف تعاملت مصر مع هذا التجمع الذي يضم دولًا مشاركة معها في حوض النيل؟

س/ج في دقائق


كيف بدأت الدعوة لتدشين فيدرالية شرق أفريقيا ؟

مع استقلال دول شرق أفريقيا تدريجيًا بعد نهاية الاستعمار في الستينيات، بدأ الحديث فورًا عن الوحدة. لكنها لم تتحقق بسبب الخلافات بين القادة حول شكل الاتحاد، لتستعيض عنه بإنشاء مجموعة شرق أفريقيا (EAC)، التي انهارت في 1977؛ لعدة أسباب، أهمها الاختلافات السياسية بين القادة السابقين، والتصورات حول التوزيع غير العادل لفوائد وتكاليف التكامل الإقليمي.

أعيد إحياء مجموعة شرق أفريقيا لاحقًا في 1999، ليبدأ النقاش حول التكامل على 3 ركائز:

1- السياسات الخارجية والأمنية المشتركة.

2- الحكم الرشيد.

3- التنفيذ الفعال للمراحل الأولى للتكامل الإقليمي.

ثم تطورت المناقشات إلى تشكيل اتحاد شرق أفريقيا.

واعتبارًا من 2017، تعتزم المجموعة إنشاء كونفدرالية كخطوة أولى نحو اتحاد كامل. قبل أن يبدأ الحديث عن “فيدرالية شرق أفريقيا” في يوليو 2021.

فيدرالية شرق أفريقيا


كيف سيبدو شكل فيدرالية شرق أفريقيا المقترحة؟

تتركز محاولة تشكيل فيدرالية شرق أفريقيا على تشكيل اتحاد سياسي لدول بوروندي وكينيا ورواندا وجنوب السودان وتنزانيا وأوغندا.

 ستدير الاتحاد حكومة مركزية مقرها مدينة أروشا التنزانية التي عملت لسنوات كمقر للسلام الإقليمي والمصالحة بين دول شرق أفريقيا بدرجة تسميتها “جنيف شرق أفريقيا”.

حال تشكيلها ستكون الدولة الجديدة ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في إفريقيا، والأكبر من حيث المساحة.

ورغم أن الدولة ستكون فقيرة اقتصاديًا لكنها غنية بالموارد، حيث سيكون لها واحد من أدنى متوسطات ​​الدخل في القارة، لكنها خامس أكبر اقتصاد إجمالي في أفريقيا.

سيكون للاتحاد المقترح عملة مشتركة هي شلن شرق أفريقيا. وستكون لغتها الرسمية هي الإنجليزية، بجانب اللغة السواحلية. كما سيكون لها علم موحد.

علم كونفيدرالية شرق أفريقيا

علم كونفيدرالية شرق أفريقيا


إلي أي مدى تقدم العمل في تكوين الفيدرالية؟

في 2005، تحقّق الاتحاد الجمركي، وشمل: التجارة بدون تعريفة جمركية، وتوحيد التعريفة مع الدول خارج المجموعة.

في 2010، أُقيمت السوق المشتركة، وتضمنت حرية انتقال البضائع والأشخاص والخدمات ورؤوس الأموال بين الدول الأعضاء، فضلًا عن توفير حق الإقامة، ما أتاح الفرصة أمام مواطني دول الاتحاد للهجرة والقيام بالأعمال التجارية.

بعض الدول مثل رواندا وكينيا قطعت خطوات جيدة لتحقيق “خطة الاتحاد”، فشيدتا خطوط السكك الحديدية، وقامتا ببناء المزيد من المراكز الحدودية لتسريع التخليص الجمركي.

وكان من المأمول أن يتم إقرار توحيد العملة في 2012، لكن الترتيبات تأخرت، وكذلك كان مخططًا أن يبدأ الاتحاد السياسي الكامل بحلول 2015، لكنه تأخر أيضًا.

تخلّفت لجنة الخبراء المشكلة في 2018م لصياغة دستورٍ جديد عن موعد الانتهاء المُقرر في 2021، بسبب ظروف وباء كورونا وخلافات الأعضاء على بعض البنود.

انضمام جنوب السودان إلى منظمة شرق أفريقيا في 2016 استلزم المزيد من التأخير لدمج الدولة الجديدة في التحضيرات.

بالنهاية، مد الجدول الزمني لإعلان فيدرالية شرق أفريقيا حتى 2024.


هل تولد الدولة الجديدة بأزماتها؟

واجهت فيدرالية شرق أفريقيا 3 أزمات في مهدها:

1- قاطعَ ممثلو رواندا وبوروندي الاجتماعات الأخير حول صياغة الدستور التي استضافتها الدولتان بالتبادل، بسبب التوترات العرقية بين البلدين.

2- وقعت سلسلة من النزاعات التجارية بين الدول الأعضاء، إلا أنها لم تتطوّر بشكلٍ سيئ يُعرِّض المشروع بأسره للتوقف.

3- مواطنو الدول الأعضاء حتى الآن ليس لديهم وعي كافٍ بأهمية هذا الاتحاد. لذلك يحاول زعماء الدول تشكيل الوعي حتى يحصلوا على تفويض شعبي في استفتاء على إعلان فيدرالية شرق أفريقيا.


كيف تتعامل الأطراف الدولية مع المشروع؟

مشروع فيدرالية شرق أفريقيا يمكن أن يغير بشكل كبير ميزان القوى في المنطقة.

الاتحاد الأوروبي سيكون الشريك الرئيسي، خصوصًا أنه الشريك التجاري الأول لدول المجموعة.

في 2014، اختتم الاتحاد الأوروبي ومجموعة شرق أفريقيا مفاوضات بشأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية.

لكن الاتفاق أدى إلى بعض الانقسامات الداخلية، حيث إن بعض الأعضاء لم يصادقوا عليها بعد.

رغم ذلك، يدرس الاتحاد الأوروبي التعاون مع المجموعة في برنامج الأمن البحري، وبرامج الدعم الإقليمية المتكاملة، ولجنة التنسيق بين الأقاليم، ومشروعات التنمية والبنية التحتية.

على النقيض، لا تتمتع الولايات المتحدة- أحد أكبر الشركاء التجاريين لمجموعة شرق أفريقيا- بنفس درجة التعاون مع الاتحاد المرتقب، بعدما اكتفى الاتفاق بين الطرفين على تحديد أشكال التجارة والاستثمار، دون أن تُبدي أمريكا اهتمامًا بالتعاون السياسي.

ومع الوجود الصيني الكبير لأفريقيا ككل، تسعى لتصبح الشريك الرئيسي للمجموعة، وهو ذات الهدف الذي تريده روسيا.


وهل يؤثر تشكيل فيدرالية شرق أفريقيا على نهر النيل؟

5 من ست دول تؤسس فيدرالية شرق أفريقيا (أوغندا ورواندا وتنزانيا وبروندي وكينيا) وقعت على اتفاقية عنتيبي في 2010 لتغيير الحصص التاريخية لتوزيع نهر النيل. لكن مصر حاليًا تتبع سياسة تقارب معها جميعًا.

في أوائل أبريل 2021، وقعت القاهرة اتفاقية لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوغندا تشير صراحة للتحديات في نهر النيل.

وفي الشهر نفسه، وقعت مصر بروتوكولًا عسكريًا مع بوروندي. كما تتقارب مصر تجاريًا مع كينيا.

كما سلمت حزم مساعدات بانتظام إلى جنوب السودان، الذي زاره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نوفمبر 2021 كسابقة تاريخية.

حاولت مصر من خلال هذه التحركات التقارب مع دول شرق أفريقيا، وعزلها عن إثيوبيا، الدولة السادسة التي وقعت على اتفاقية عنتيبي، والتي تقوم حاليا ببناء سد النهضة.

وبالنظر إلى حجم التعاون الكبير بين مصر وأغلب دول الاتحاد، فإن تشكيله قد يؤثر بشكل إيجابي على مصالحها.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

العودة إلى المسرح: مبادرات مصر قد تعيد تشكيل الجغرافيا السياسية لشرق إفريقيا (politics today)

الرئيس الأوغندي ونائب الرئيس الكيني يحثان على تشكيل اتحاد سياسي لمجموعة شرق إفريقا (xinhuanet)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك