معهد الشرق الأوسط| هل يكمل السيسي طريق تمصير الهوية الذي توقف بعد سعد زغلول؟ | س/ج في دقائق

معهد الشرق الأوسط| هل يكمل السيسي طريق تمصير الهوية الذي توقف بعد سعد زغلول؟ | س/ج في دقائق

6 Nov 2021
مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

بعد احتفال مهيب لنقل مومياوات ملوك مصر القديمة، تعيد الدولة المصرية افتتاح طريق الكباش في الأقصر بحفل مماثل بعد عملية ترميم ضخمة.

هذا يترافق مع تدشين متحف ضخم للحضارات، واستعدادات مكثفة لافتتاح المتحف المصري الجديد الذي سيُعدُّ الأكبر في العالم، ومنح المدن الجديدة رموزًا مصرية قديمة، ومشروع لتدريس الهيروغليفية.

لماذا تفعل مصر كل هذا؟

وهل تخطط من ورائها لجذب السياح فقط؟ أم هناك هدف “قومي” أبعد؟

معهد الشرق الأوسط يعتبر تلك الخطوات إشارة إلى أن الجمهورية الجديدة في مصر اختارت هويتها، وقررت إعلان “دولة الحضارة المصرية” في نموذج ليس واسع الانتشار في العالم حاليًا.

س/ج في دقائق


ما المقصود بـ دولة الحضارة التي تسعى مصر لتأسيسها؟

دولة الحضارة مفهوم يُشير إلى دول تقوم على أساس الثقافة لا السياسة. من أبرز أمثلتها: الصين – الهند – روسيا.

تأسيس دولة الحضارة يحتاج:

– أمة ذات طبيعة اجتماعية وسياسية متميزة.

– تمتلك وحدة ثقافية عميقة.

– تتمتّع بكيان إداري لفترة طويلة من الزمن.


أليست دولة الحضارة هي نفسها الدولة القومية؟

لا، بحسب كبير زملاء معهد هدسون برونو ماسياس، والوزير البرتغالي السابق برونو ماكايس.

يرى ماسياس أن دولة الحضارة في نماذجها القائمة حاليًا ظهرت كتحدٍ للثقافة الغربية الحالية ونموذج “الدولة القومية” التي أسستها.

بينما يعتبر ماكايس أن مفهوم “الدولة القومية” – كاختراع غربي بالأساس – ارتبط في تطبيقه بالتأثر بالغرب. بينما دولة الحضارة تسعى لصياغة هويتها وتجربتها من واقع تراثها وتقاليدها الخاصة الثرية كبديل للقيم الغربية.


لماذا تأخرت مصر في اعتماد نموذج دولة الحضارة كل هذه القرون؟

بحسب معهد الشرق الأوسط، منح الغزو الفرنسي (1798-1801) ثم احتلال بريطانيا العظمى (1882-1956) “احتكارًا استعماريًا” لباريس ولندن لعلم المصريات والسيطرة المادية على التراث المصري نفسه.

وبينما تصور الغرب الحضارة المصرية جزءًا من تراث أوروبا بسبب الروابط العرقية والثقافية “المتصورة” مع روما وأثينا، دخل المصريون أنفسهم في قطيعة مع حضارة مصر القديمة “باعتبارها ملك المستعمرين” لحساب الثقافتين المسيحية والإسلامية التي تبنوها بشكل أساسي.

ساعد في ترسيخ الصورة اكتشاف حجر رشيد على أيدي جنود الحملة الفرنسية، واهتمام العلماء الأوروبيين بعلوم المصريات، مقابل انصراف الباحثين المصريين الذين اعتبروا تراث أجداهم “طلاسم قديمة تتنافى مع معتقداتهم القائمة”.

الملوخية.. طعام ملوك مصر القديمة الذي حرّمه الفاطميون على النساء | الحكاية في دقائق


متى تغير المسار؟

انتهت الغُربة المصرية مع حضارة مصر القديمة مع بدايات القرن الـ ٢٠، بعد اندلاع ثورة 1919م التي رفعت أسهم الروح القومية بين المصريين، خصوصًا مع تبني زعيم الثورة سعد زغلول لسياسات تمصير التراث المصري القديم، وتسهيل دمج رموزه في حياة المصريين.

ظهرت الأيقونات المصرية على الصحف، التي حمل بعضها أسماء مصرية قديمة،

كما خاض زغلول صراعًا شرسًا مع هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون؛ لمنع تهريب محتوياتها إلى الخارج.

وبالفعل، احتفظ سعد بمحتويات المقبرة داخل المتحف المصري.

مرضت بشدة لكنها لم تمت أبدًا.. كيف سقطت دولة بناة الأهرام في مصر القديمة؟ | الحكاية في دقائق


لماذا توقف تمصير الهوية؟

لم تستمر جهود تبني مصر أجندة قومية ذاتية طويلًا بعد تخلّي سعد زغلول عن منصبه إثر اغتيال السير لي ستاك سردار (قائد) الجيش المصري في السودان.

بعدها، لم تتبن أي حكومة مصرية سياسة واضحة لترسيخ هوية بعينها، بما فيها حكومة الوفد التي قادها رفيق سعد، مصطفى النحاس.

وحتى بعد يوليو 1952، تبنى جمال عبد الناصر أيديولوجية القومية العربية بوضوح، وظلَّ متحمسًا لها طيلة فترة حُكمه.

الجمهورية الأولى | كيف طوعت ثورة يوليو أعمدة الثقافة الثلاثة؟ | الحكاية في دقائق


كيف خاصمت مصر نموذج دولة الحضارة بعد يوليو 1952؟

بحسب معهد الشرق الأوسط، تخبطت هوية الدولة المصرية في حقبة ما بعد يوليو 1952:

الهوية المصرية

إلى الجمهورية الجديدة | باتا الهاربة من القاهرة إلى لوزان: قصة اشتراكية قصيرة حزينة | مينا منير


متى أظهر السيسي اهتمامًا بـ “دولة الحضارة” المصرية؟

في ولايته الثانية، حرص السيسي على تقديم “الجمهورية الجديدة” كامتداد لدولة مصر القديمة.

ظهر ذلك من خلال موكب المومياوات الملكية، الذي رمز لخطاب القاهرة الأيديولوجي الجديد الذي يهدف لبناء دولة الحضارة بسردها الثقافي والتاريخي والسياسي المتميز.

يعتبر معهد الشرق الأوسط أن كل تفصيلة في الموكب، خصوصًا وقوف السيسي تحية لملوك مصر العظيم، ثم افتتاح طريق الكباش بحفل عالمي مماثل، بجانب استخدام رموز مصر القديمة في المدن الجديدة، وإعلان الحكومة مشروعًا لتدريس اللغة الهيروغليفية في المدارس، دليلًا على طموح القاهرة إلى الانضمام إلى عصبة دولة الحضارة بهوية ترتكز بشكل رئيسي على تاريخها المصري القديم.

لماذا ظل السيسي صامتا في استقبال الموكب الذهبي؟ مصر حقيقة مش أساطير | خالد البري


هل ترغب في المزيد من المعرفة؟

عودة الفراعنة: قيام دولة مصر الحضارية

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك