ناشونال إنترست: لن تكون كبش فداء.. هل تضطر السعودية لكشف أسرار أمريكا؟ | ترجمة في دقائق

ناشونال إنترست: لن تكون كبش فداء.. هل تضطر السعودية لكشف أسرار أمريكا؟ | ترجمة في دقائق

30 Sep 2021
السعودية الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال علي عسيري، السفير السعودي السابق في باكستان ولبنان، المشور في ناشيونال انترست: لماذا يجب أن تتحمل أمريكا مسؤولية 11 سبتمبر؟


على مدى خمس سنوات، وحتى هجمات 11 سبتمبر 2001 ، كانت السعودية ساحة لسلسلة من التفجيرات استهدفت في الغالب المغتربين الغربيين الذين يعيشون في المملكة.

في 2001 ، سافر رئيس المخابرات السعودية الأمير تركي بن ​​فيصل إلى أفغانستان لإقناع قيادة طالبان بتسليم أسامة بن لادن.

لم ينجح الاتفاق، لكن الحكومة السعودية كانت منخرطة في حملة استباقية لتدمير القاعدة عشية 11 سبتمبر.

في أعقاب هذه المأساة، انفتح الجحيم الذي لم يغلق حتى بعد مرور ٢٠ عامًا، رغم انتهاء الحرب الطويلة التي شنت في أفغانستان ردًا عليها، بشكل مأساوي.

أسامة بن لادن والإخوان | كيف جندوه؟ ولماذا فارقهم؟ وهل انتهت العلاقة أبدًا؟ | الحكاية في دقائق

تقارير تلو تقارير

آثار 11 سبتمبر على العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية لا تزال مستمرة.

انطلاقًا من معلومة أن 15 من مرتكبي 11 سبتمبر التسعة عشر كانوا سعوديين، بدأت محاولات متعمدة لتوريط الحكومة السعودية في المسؤولية عن أعنف عمل إرهابي أودى بحياة ما يقرب من ثلاثة آلاف من الأبرياء.

لكن، لحسن الحظ، فشلت كل المحاولات.

قبل الذكرى العشرين، رفع الرئيس الأمريكي جو بايدن السرية عن تقرير 16 صفحة، كتبه مكتب التحقيقات الفيدرالي في 2016، حول الروابط المحتملة.

لكن، وكسابقيه، لم يقدم التقرير أي دليل على تورط مسؤولين سعوديين.

في 2016 نفسه، رفعت واشنطن السرية عن 28 صفحة “سيئة السمعة” منقحة من تقرير عام 2002 لتحقيق الكونجرس في أنشطة مجتمع الاستخبارات قبل وبعد 11 سبتمبر، وتوصلت إلى نفس النتيجة: “مصادر الاستخبارات لم تتمكن من تحديد الدعم السعودي للنشاط الإرهابي على مستوى العالم أو داخل أمريكا بشكل قاطع”، ليضيف: “إذا كان الدعم موجودًا، فهو غير مقصود بطبيعته”.

 بعد فترة وجيزة من رفع السرية عن الـ 28 صفحة، أصدر مدير الاستخبارات الوطنية بيانًا يدعم نتائج لجنة مراجعة 11 سبتمبر، مشيرًا إلى أنه لا دليل جديدًا من شأنه أن يغير نتائج لجنة 11 سبتمبر فيما يتعلق بمسؤولية السعودية عن هجمات 11 سبتمبر.

Mess GIFs - Get the best GIF on GIPHY

السردية الأصلية معاكسة كليًا

“يشكل تنظيم القاعدة وداعش خطرًا قاتلًا على السعودية”، يقول تقرير لجنة 11 سبتمبر، مشيرًا لتطلع التنظيمين لإحياء الخلافة، ما لن يمر إلا عبر تدمير السعودية ونظامها الملكي؛ باعتبارها مهد الإسلام والقائمة على شؤون الحرمين.

ولأنها تواجه تهديدًا وجوديًا من القاعدة وداعش، يفترض أن تكون آخر دولة تتعاون مع الإرهابيين.

قلنا إن السعودية كانت شريكة مهمة في محاولات وأد القاعدة قبل 11 سبتمبر. لكن ما بعدها كان أخطر.

بين 2003 – 2006، شنت القاعدة حملة إرهابية واسعة النطاق في الرياض ، استهدفت البنية التحتية الحيوية، والشركات الدولية، والمقيمين الأجانب، والسلطات السعودية، والمصالح الأمريكية. والحصيلة مئات الضحايا وآلاف الجرحى.

في 2009، ظهر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لشن المزيد من الهجمات المميتة، بينها أربع محاولات لاغتيال  المسؤول عن مكافحة الإرهاب آنذاك، محمد بن نايف ، بما أجبر أمريكا على إعلان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة أخطر فرع للتنظيم عالميًا.

لكن السعودية لم تقف مكتوفة الأيدي؛ دشنت أحد أكبر برامج مكافحة الإرهاب وأكثرها كفاءة في العالم، بذاتها أو بالتعاون مع أمريكا والحلفاء الاستراتيجيين الآخرين..

والنتيجة إنقاذ حياة آلاف الأمريكيين، ومقتل زعيمي القاعدة في شبه الجزيرة قاسم الريمي وناصر الوحيشي، والمساهمة في تدمير داعش، بما في ذلك مقتل أبو بكر البغدادي.

السعودية طلبت الكشف الكامل.. أمريكا رفضت

كان يجب أن ينتهي الأمر في تلك اللحظة عند هذا الحد.. ليس فقط لغياب الأدلة، بل لأن السردية الأصلية التي تدركها أمريكا جيدًا تؤكد العكس تمامًا.

لكنه لم ينته، رغم إصرار الحكومة السعودية لعدة سنوات على الكشف الكامل عن جميع الوثائق الأمريكية السرية المتعلقة بأحداث 11 سبتمبر أملًا في إغلاق هذا الفصل السيئ في العلاقات السعودية الأمريكية بشكل نهائي.

خلال الشهور القليلة المقبلة، تنوي إدارة بايدن تقديم المزيد من الوثائق المرفوع عنها السرية، بموجب الأمر التنفيذي السابق مؤخرًا. لكن السلطات السعودية تعرف أنها لن تغير من الموقف الحالي.

وربما المشكلة ليست هنا أصلًا.. المشكلة هناك في ساحات المحاكم.

بموجب قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)، تقاضي عائلات ضحايا 11 سبتمبر السعودية.

باراك أوباما حاول استخدام الفيتو ضد إصدار القانون. لكن الكونجرس استخدم حق النقض المضاد ومرر القانون في 2016.

هل كان أوباما يحاول حماية السعودية حينها؟ لا.

كان يحاول حماية بلاده من فرض سابقة سيئة خطيرة تخرق الحصانة السيادية المفروضة بموجب القانون الدولي، بما لن يضر جهود مكافحة الإرهاب فحسب، بل يتيح لدول أخرى استخدامها مستقبلًا ضد الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين الذين يخدمون في الخارج في حالات الصراع.

مخاوف في واشنطن: السعودية نحو روسيا.. هل خسرنا الرياض بسبب “حرق بايدن”؟ | ترجمة في دقائق

ماذا عن السعودية إذن؟

مشكلة الولايات المتحدة مع السعودية أن الأخيرة – كدولة مدعى عليها قضائيًا – يمكن أن تكشف عن معلومات حساسة للدفاع عن نفسها ضد تهم التواطؤ مع ارهابيين.

هذا لن يضر جهود مكافحة للإرهاب للخطر فحسب، بل تضر الأمن القومي للولايات المتحدة نفسها.

هذا بدوره سيعني الكشف العلني عن ملفات سرية لمكتب التحقيقات الفيدرالي، بما يلزمه من إعلان المصادر الاستخباراتية وأساليب جمع المعلومات.

لو حدث ذلك: هل سترغب حكومة أجنبية بعدها في التعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي إن لزم الأمر؟

The Vault Of Secrets GIFs - Get the best GIF on GIPHY

تقرير مقتل خاشقجي | السعودية أيضا لديها أوراقها .. فهل تستخدمها لإحراج إدارة بايدن؟ | س/ج في دقائق

بايدن بين نارين

في الواقع، تواجه إدارة بايدن هذه المعضلة بالفعل.

في دعوى قضائية قبل أيام من رفع السرية عن تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي، أعربت وزارة العدل عن نيتها التدخل في قضية اعتبرت أن السماح بمضيها قدمًا دون رادع قد يؤدي لـ “الكشف عن معلومات قد تضر بالأمن القومي”.

بمعنى ما، يشير هذا إلى ازدواجية كبيرة في نهج إدارة بايدن لتأكيد امتيازات أسرار الدولة، فهي تستدعي هذه الامتيازات فورًا عندما يتعلق الأمر بحماية الأمن القومي للولايات المتحدة، لكنها تتجاهلها عمدًا في حالة تلميحات 11 سبتمبر ضد السعودية.

ومع ذلك، تحتاج السعودية – من جانبها على الأقل – لبعض الحذر بشأن مشاركة المعلومات الحساسة أمام المحاكم الأمريكية لضمان عدم تضرر الأمن القومي للولايات المتحدة، وهو أقصى ما يمكن توقعه من السعودية كصديق حقيقي للولايات المتحدة في ظروف تكون فيها سمعتها العالمية على المحك بسبب الثأر السياسي لبعض المصالح الخاصة داخل وخارج الولايات المتحدة.

بالمقابل، بالتالي، تحتاج إدارة بايدن بشكل ملح لتصحيح المسار وإظهار السلوك المسؤول؛ لأن الرابطة التاريخية بين البلدين أثمن من أن تفشل.

الملخص: أن السعودية لم تكون كبش فداء لأسوأ فشل استخباراتي في تاريخ الولايات المتحدة.

ذا سبيكتاتور: أمريكا لا تتحمل نتائج إضعاف تحالف السعودية – الإمارات – مصر | ترجمة في دقائق

السعودية لن تكون كبش فداء


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك