عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي يداهمون منزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فلوريدا، في حدث يجري لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
إليك أهم ما نعرفه، والأهم: “ما لا نعرفه” عن الحدث، عبر:
س/ج في دقائق
كيف جرى اقتحام منزل ترامب ؟
فتش 30 شرطيًا من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل الرئيس السابق دونالد ترامب في مدينة بالم بيتش بولاية فلوريدا يوم الاثنين 8 أغسطس 2022، في عملية استمرت من صباح اليوم وحتى المساء.
الإعلان لم يصدر عن الإف بي آي، بل عن ترامب نفسه الذي قال إن الحدث “لم يكن ضروريًا ولا مناسبًا” لأنه تعاون بما يملك مه الجهات ذات الصلة.
يقول المؤرخون القانونيون إنهم لا يستطيعون تذكر حالة في التاريخ الحديث قام فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش منزل رئيس سابق، فضلًا أن يحدث ذلك عبر “عملية مداهمة”.
وقالت ناشونال ريفيو إن مجرد تخيل أن منظمة إنفاذ القانون تحت قيادة رئيس حالي ستداهم منزل سلفه، خصمه في الانتخابات السابقة، ومنافسه المحتمل في الانتخابات المقبلة، ليس لها مثيل في التاريخ الأمريكي.
ما الذي كانوا يبحثون عنه؟
تقول لجنة الرقابة في مجلس النواب – يسطر عليها الديمقراط – إن ترامب يحتفظ بوثائق رسمية سرية كان يفترض أن يسلمها فور مغادرته منصبه.
هذا الإجراء يتطلب إقناع قاضٍ بوجود سبب للاعتقاد بأنه قد يكون هناك دليل على جريمة يمكن العثور عليه في الموقع، وكذلك موافقة من أعلى المستويات في وزارة العدل.
ماذا لز عثروا على وثائق رسمية في اقتحام منزل ترامب ؟
إذا وجدت وثائق رسمية في مقر ترامب، فإنه ومسؤوليه كانوا سيواجهون ما يصل إلى خمس سنوات في السجن لنقل مواد سرية إلى مكان غير مصرح به.
عقوبات انتهاك القوانين الأخرى المتعلقة بحذف السجلات الرسمية تشمل أيضًا عدم الأهلية لتولي منصب فيدرالي.
هل يعني ذلك حرمانه من الترشح للرئاسة؟
نعم.
بينما يفكر ترامب في الترشح لفترة ولاية ثانية كرئيس في 2024، ولا يزال يحتفظ بقبضة قوية على القاعدة المحافظة للحزب الجمهوري، مما يجعله المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات التمهيدية لترشيح حزبه، فإن العثور على ما كان عملاء الإف بي آي يبحثون عنه كان يعني حرمانه من الترشح.
لكن رغم ذلك قد يقول ترامب أنه، وقت رئاسته، رفع السرية عن هذه الوثائق، وبالتالي قد يخرج من القضية.
لماذا قد يكون اقتحام منزل ترامب محرجًا لبايدن والديمقراط أكثر منه لترامب والجمهوريين؟
بينما قال مسؤول في إدارة جو بايدن إن البيت الأبيض لم يتلق أي إشعار مسبق حول اقتحام منزل ترامب فإننا لا نعرف تحديدًا من المستوى الذي أصدر الموافقة عليها، بالتالي لن يجد الجمهوريون أي أزمة في اتهام بايدن وإدارته بالتورط، خصوصًا مع عدم معرفتنا بدقة عن طبيعة الوثائق التي بحثوا عنها، وما وجدوه بالفعل.
لكن المؤكد أن اقتحام منزل ترامب جمع الكثير من أطراف الحزب الجمهوري، حتى أولئك الذين كانوا على خلاف مع ترامب، أحدهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الخصم المحتمل لترامب في الانتخابات التمهيدية الرئاسية 2024، والذي وصف “الغارة” بـ “تصعيد آخر في تسليح الوكالات الفيدرالية ضد المعارضين السياسيين للنظام، مشيرًا لنقطة أخرى تحرج الديمقراط: اقتحام منزل رئيس سابق “بينما يجر التعامل مع أشخاص مثل هانتر بايدن بقفازات الأطفال”.
وكيف يمكن أن يحدث العكس؟
بغض النظر عن “السابقة التاريخية” فإن الديمقراط في أمس الحاجة لعثور الإف بي آي على ما كان يبحث عنه: وثائق سرية.
حينها، سيملكون الكثير لقوله بما يؤكد دعواهم بأن الرئيس السابق أساء استخدام سلطاته، خصوصًا لو كان للأمر علاقة بأحداث اقتحام الكونجرس، التي يتهمون ترامب بتدبيرها، بما سيؤثر على نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، التي دفع ترامب الكثير من أخلص أنصاره للترشح لها في ولايات مهمة.
والأهم، أنهم سيتخلصون من ترامب نفسه كمنافس في انتخابات 2024، وربما ينتهي به الأمر في السجن.
ستكون جائزة مهمة للحزب الجمهوري ولترامب نفسه على كل المستويات.
إن لم يعلن إف بي آي في توقيت مناسب عن العثور على ما كان يبحث عنه، سيملك الجمهوريون الكثير من الحجج للتدليل على إساءة الديمقراط لاستخدام السلطة، وبالتالي مزيد من الدعاية لمرشحيهم في انتخابات نوفمبر.
لو حدث، يتوعد الجمهوريون بفتح تحقيق موسع في الأمر لو عادوا للسيطرة على الكونجرس. والأهم، أن ترامب نفسه سيملك الحجة لتنفيذ خطة “الجدول إف” للتخلص من الدولة العميقة. ستعرف تفاصيلها عبر الرابط: