بدأ من مصر السادات | هل أعلنت السعودية والإمارات وفاة النظام العالمي بقيادة أمريكا؟| ترجمة في دقائق

بدأ من مصر السادات | هل أعلنت السعودية والإمارات وفاة النظام العالمي بقيادة أمريكا؟| ترجمة في دقائق

21 Apr 2022
الشرق الأوسط الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال ستيفن إيه كوك، كبير زملاء دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، المنشور في فورين بوليسي


قبل حوالي 50 عامًا، كان نجاح الولايات المتحدة في قلب موقف مصر على الاتحاد السوفييتي، فوزًا كبيرًا في دبلوماسية الحرب الباردة، ضمن سباق القوتين العظميين لاستقطاب الحلفاء الإقليميين.

انضم المصريون إلى نادٍ ضم السعودية ودول الخليج التي كانت تبحث عن حليف قوي بعدما تخلى البريطانيون عن مواقعهم شرق قناة السويس.

في العقود التالية، عندما أصبحت الولايات المتحدة أكثر انخراطًا بشكل مباشر في الشرق الأوسط، كانت تلك الدول تشكل جوهر مجموعة من الدول الصديقة التي سهلت على واشنطن متابعة أهدافها في المنطقة، بما في ذلك حماية تدفق النفط، مما ساعد على ضمان الأمن الإسرائيلي، ومكافحة الإرهاب، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، بالإضافة إلى سلسلة من السياسات الطموحة الأخرى مثل غزو العراق.

الشرق الأوسط أعاد تشكيل نفسه رغم أنف بايدن.. هل يختار إيران أم السعودية؟ | ترجمة في دقائق

الحلفاء انقلبوا الآن

هذا الوضع تغير الآن مع ظهور أزمات علاقات واشنطن مع شركائها في الشرق الأوسط.

لم يتقبل السعوديون ولا الإماراتيون طلبات إدارة بايدن بضخ المزيد من النفط مع ارتفاع الأسعار العالمية مع غزو روسيا لأوكرانيا، وبعد فترة وجيزة من تحرك القوات الروسية غربًا، امتنعت الحكومة الإماراتية عن التصويت على قرار يدين الغزو الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

بينما سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى توحيد العالم ضد روسيا، لم تدعم السعودية ولا الإمارات العقوبات على روسيا، شريكتهما في أوبك بلس.

في منتصف مارس، استضاف الإماراتيون الرئيس السوري بشار الأسد في دبي، ومن الصعب تخيل الرسالة التي كان ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان يوجهها من زيارة بشار، لكنها عكست بوضوح خلافا مع الولايات المتحدة.

عطش النفط يعيد بايدن إلى السعودية.. لكن الرياض ليست مستعدة لفتح أحضانها | ترجمة في دقائق

انعدام الثقة

كانت المشكلات في علاقات الولايات المتحدة مع السعوديين تتطور ببطء، لكن مجموعة من العوامل الإقليمية والعالمية والسياسية تراكمت في الأشهر الثمانية الماضية، مما ساهم في التدهور العلني للعلاقات.

يبدو أن السعوديين والإماراتيين لم يعد لديهم أي ثقة في التصريحات الأمريكية بأن واشنطن ملتزمة بأمنهم.

بالعودة إلى إدارة ترامب، عندما هاجم الإيرانيون منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص بالسعودية، في سبتمبر 2019، اختار الرئيس الأمريكي – بدعم من مجتمع السياسة الخارجية – عدم الرد على الهجمات.

أدى هذا إلى قلب أربعة عقود من السياسة الأمريكية الموجهة نحو الدفاع عن حقول النفط في الخليج من التهديدات الصادرة داخل المنطقة وخارجها.

ذا إنترسبت: لا تنزع سلاحك أبدًا مهما أغراك الغرب.. حتى اسألوا أوكرانيا والقذافي | ترجمة في دقائق

بين أفغانستان وإيران

في الآونة الأخيرة، حدث الانسحاب المخزي للولايات المتحدة من أفغانستان، وتواكب مع تصميم من إدارة بايدن على التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد مع إيران.

دول الخليج تدعم بالفعل التوصل إلى اتفاق، لكنهم يخشون أن تتفاوض الإدارة على صفقة تزود طهران بمليارات الدولارات التي يمكن استخدامها لزيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة.

هذا، جنبًا إلى جنب مع عدم رغبة واشنطن في تصنيف الحوثيين اليمنيين كمجموعة إرهابية، بينما يفكر المسؤولون الأمريكيون في الوقت نفسه في إزالة التصنيف الإرهابي عن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.

بالنسبة للسعوديين والإماراتيين هذا المؤشر الأكثر دلالة على التزام الولايات المتحدة الفارغ بأمنهم.

إسرائيل ومصر

على الرغم من أن إسرائيل أكثر هدوءًا في انتقادها للولايات المتحدة في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، فقد أوضح هو ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أن الإسرائيليين لن يكونوا ملزمين بأي اتفاق نووي جديد مع إيران.

لقد مارس الإسرائيليون ضغوطًا على الإدارة لإعادة إدراج الحوثيين في القائمة ومشاركة المخاوف الإماراتية والسعودية بشأن الحرس الثوري الإيراني.

ومن جانبهم، حصل المصريون على  أسلحة روسية متطورة في السنوات الأخيرة وتواصلوا بحيطة مع الصين.

كانت هناك ابتسامات في قمة النقب الأخيرة التي جمعت وزراء خارجية إسرائيليين ومصريين وبحرينيين وإماراتيين ومغاربة ووزيرة الخارجية الأمريكية، ولكن كان هناك أيضًا حقيقة مفادها أنه بعد سنوات عمل خلالها المسؤول الأمريكي من أجل صياغة إجماع إقليمي، أصبح هناك إجماع بالفعل لكنه بدون أمريكا.

قمة النقب | لماذا تجتمع مصر – الإمارات – البحرين – المغرب في إسرائيل؟ | س/ج في دقائق

أسباب زيادة الفجوة

يمكن إرجاع زيادة الفجوة بين أمريكا وحلفائها إلى الحديث الأمريكي المتكرر عن الانسحاب من المنطقة.

عملية التحلل هذه حدثت خلال فترات ثلاثة رؤساء أمريكيين (أكثر من 13 عامًا)، منذ بدأ الأمريكيون في محاولة نزع الطابع الأمني من سياستهم الخارجية في العقدين الماضيين.

على نطاق أوسع، لم تعد المصالح الأساسية التي دفعت الولايات المتحدة في الشرق الأوسط – التدفق الحر للنفط والمساعدة في ضمان الأمن الإسرائيلي – تبدو ملحة للغاية.

فمجتمع الاستخبارت الأمريكي يقدر أنه بداية من عام 2030 سيكون هناك بدائل للنفط، وبالنسبة للإسرائيل، فقد أصبحت دولة صناعية لها ناتج محلي إجمالي مساو لحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وتستطيع الدفاع عن نفسها، وبدأت تندمج مع جيرانها.

وفاة النظام العالمي

يبدو أن الولايات المتحدة وأصدقاءها في المنطقة قد وصلوا إلى منعطف لم تعد فيه مصالحهم متوافقة.

يمكن للمسؤولين في واشنطن وعبر عواصم الشرق الأوسط إعادة تشكيل العلاقات بناءً على مجموعة جديدة من الأهداف، لكن الأهداف التي قد تفكر فيها الولايات المتحدة – مواجهة الصين وروسيا أو ربما دمج إيران في المنطقة لتحقيق الاستقرار فيها – قد لا تجذب حلفاء الشرق الأوسط.

في الواقع، لديك تطورات غريبة مثل دعم شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لروسيا بشكل سلبي وتعميق علاقاتهم مع الصين.

ربما يكون المصطلح الأكثر دقة لهذه التطورات هو “الأعراض المرضية” التي تشير إلى وفاة النظام الأمريكي الذي تم بناؤه بعد الحرب العالمية الثانية، وعدم اليقين بشأن ما سيأتي بعد ذلك.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك