لكن خصمها اللدود، دونالد ترامب، استخدم نفس الشعار في الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة.
اليسار استخدم شعارات الصحوة المندرجة تحت “الصوابية السياسية، ووجهها لخدمة نفوذه السياسي، برعاية منصات البيج تيك.
إيلون ماسك يقول إنه اشترى تويتر لتحرير المنصة من هذه السيطرة. والآن، يشير على ما يبدو إلى نتفليكس باعتبارها قصد تصبح مقصده التالي. فسر خسارة نتفليكس بأنه بسبب “فيروس الصحوة اليسارية”
فما هو فيروس “الصحوة اليسارية”؟ وما علاقة إيلون ماسك؟ ولماذا الحديث عن نتفليكس؟
س/ج في دقائق
كيف بدأت “الصحوة” بشكلها الغربي تحديدًا؟
قبل 10 أعوام، كانت “الصحوة” في الغرب تعني زيادة الوعي بالقمع العنصري وغياب المساواة.
بدأت بإحياء تاريخ الأمريكيين الأصليين، ثم تضمنت الاستهجان الكامل للحروب، بما فيها التي شنها الغرب، خصوصًا الاستعمار البريطاني، ثم حروب تغيير الأنظمة التي شنتها أمريكا.
توسعت كذلك لتشمل مناهضة التحرش الجنسي بالأطفال، وفي السياسة وهوليوود والكنيسة.
النسخة الحالية من “الصحوة اليسارية”، تتبنى أجندات السياسات العرقية، والحدود المفتوحة، وإثارة القلق حول تغير المناخ، ودفع النشاط الراديكالي غير المستند على أسس علمية حول الجندر، وغيرها.
ولتحصينها من النقاش العلمي أو المجتمعي، سعى اليسار لخلق استقطاب مبني على “الصوابية السياسية”، ومجتمع تتفوق فيه الإملاءات الصاخبة على المناقشات، مع سلاح “الإلغاء” الذي يعني نبذ المختلف، وحتى فصله من وظيفته.
شركات البيج تيك تولت ترويج الأفكار من ناحية، وشيطنة وإقصاء المختلفين معها من ناحية أخرى.
هذا تحديدًا ما تحدث عنه إيلون ماسك في أكثر من مناسبة، خصوصًا حين سخر من “فيروس الصحوة”.
يعتبر إيلون ماسك أن “فيروس الصحوة” خلق “عالمًا منزوع الدعابة” بما اعتبره أحد أعظم التهديدات للحضارة الحديثة؛ باعتبار أن الدعابة هي روح المجتمع الإيجابي، بينما تستهدف الصحوة خلق مجتمع يجرم الكوميديا.
أضاف أن الصحوة في جوهرها مثيرة للانقسام، وإقصائية، وبغيضة، وتمنح “اللئيمين” درعًا ليمارسوا شرورهم، مدرعين بفضيلة زائفة.
يتهم اليمين شركات البيج تيك، خصوصًا تويتر وفيسبوك وجوجل ويوتيوب، بالتحيز والرقابة، وهي نفس الأفكار التي تبناها إيلون ماسك في عرضه لشراء تويتر، متعهدًا بـ “استعادة حرية التعبير”.
تقول يو إس إيه توداي إن مخاوف ماسك من سيطرة “فيروس الصحوة” بما يشمله من فرض التحيز والرقابة على تويتر كان الدافع الأساسي لشراء المنصة،
شجعه على ذلك من شخصيات محافظة، أحدهم دينيش دي سوزا، الذي ضغط على ماسك لشراء تويتر في يناير. حتى أنه طرح فكرة السيطرة على المنصة، ثم فرض الرقابة على الليبراليين لتلقينهم درسًا عن “ضرورة حرية التعبير”.
دي سوزا حث ماسك على شراء منصة وسائط اجتماعية كبرى لتغيير “المشهد السياسي والثقافي” بشكل كبير، فتفاعل معه ماسك إيجابيًا. ثم بعد فترة وجيزة، كان يشتري أسهم تويتر.
بعد إكمال الصفقة غرد مؤسس مركز الأبحاث الإعلامية برنت بوزيل: “مجانًا أخيرًا. حرا أخيرًا. قد يكون المحافظون أحرارًا في النهاية!”
ولماذا يعتبر إشارة لاحتمال شراء نتفليكس ومنصات أخرى؟
يلقي إيلون ماسك باللوم على “فيروس الصحوة” في خسارة نتفليكس لمشتركيها، التي قدرت بـ 200 ألف مشترك بين يناير ومارس، في أول انكماش للخدمة منذ إتاحتها عالميًا قبل 6 سنوات، مع توقعات بخسارة مليونين آخرين حتى يونيو، مع تراجع أسهمها بأكثر من 25%.
سلوك إيلون ماسك يراوغ التوقعات عادة، ومن المستبعد أن يعلن صراحة عن نيته.
وهو يعلن بوضوح أنه لا يحترم الجهات التنظيمية، وبينها لجنة الأوراق المالية والبورصة. وفي أكثر من مناسبة، استخدم حسابه على تويتر للتلاعب بها.
آخرها كان تأخره 11 يومًا في إعلان شراء أكثر من 5% من أسهم تويتر، وهي الخطوة التي سمحت له بالحصول على أكثر من 150 مليون دولار مع استمراره في شراء الأسهم قبل الكشف عن حصته، والذي دفع السعر إلى الارتفاع بعدما كان يملك الأسهم فعلًا.
هذا ما دفع بعض المراقبين إلى التكهن بأنه يبدأ نفس النهج مع تنفليكس.
نفس الفكرة تقريبًا تكررت في أزمته مع الضرائب، كما يشرح هذا الرابط: