Ma Rainey’s Black Bottom | أسرار الهروب من سجن العنصرية لتذكرة أوسكار | حاتم منصور

Ma Rainey’s Black Bottom | أسرار الهروب من سجن العنصرية لتذكرة أوسكار | حاتم منصور

28 Feb 2021
حاتم منصور
سينما عالمية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

قد يكون أفضل مدخل للحديث عن فيلم رقصة بلاك بوتوم لماريني Ma Rainey’s Black Bottom هو أصله المقتبس منه، وملابسات صناعته.

يقتبس الفيلم أحداثه من مسرحية بنفس الاسم للكاتب الأمريكي الراحل أوجست ويلسون (1945 – 2005) بدأ عرضها عام 1984 ضمن سلسلة طويلة له تضم 10 مسرحيات إجمالًا تحت عنوان The Pittsburgh Cycle.

أفضل طرق اختيار عنوان لفيلمك، وأنجحها في تاريخ السينما | أمجد جمال | دقائق.نت

المحور الرئيسي لهذه السلسلة هو العنصرية ضد السود في المجتمع الأمريكي على مدار قرن كامل. والحبكة هنا تدور في يوم واحد عن مطربة بلوز سوداء حقيقية اشتهرت في العشرينيات (اسمها ماريني) أثناء تسجيلها لأحد أعمالها مع فرقتها، بكل ما سينتج عن ذلك من صراعات وانعكاسات للعنصرية وقتها.

أعمال أوجست ويلسون

تعاقد النجم دينزل واشنطن مع ورثة المؤلف الراحل على تنفيذ هذه السلسلة سينمائيًا. وكانت البداية بفيلم أسوار Fences عام 2016 الذي أخرجه واشنطن بنفسه، وقام ببطولته، وحقق وقتها صيتًا جيدًا في موسم الجوائز بإجمالي 4 ترشيحات أوسكار كأفضل (فيلم – سيناريو – ممثل/ دينزل واشنطن – ممثلة مساعدة/ فيولا ديفيز). وفاز الفيلم بالفعل بالأخيرة.

اكتفى واشنطن هنا بدور المنتج. واختار نتفلكس هذه المرة بدلًا من العرض السينمائي. واستفاد من جديد بالنجمة فيولا ديفيز التي تقوم هنا بدور البطولة. بينما انتقلت مهام الإخراج إلى جورج سي وولف، وهو مخرج مسرح بالأساس.

إعلان Ma Rainey’s Black Bottom

منهج واشنطن في تنفيذ هذه الأعمال يتضح الآن أكثر وأكثر في التجربة الثانية، وملخصه الاحتفاظ بجينات المسرح والنص الحواري الأصلي إلى أقصى درجة، بدلًا من محاولة صبغ هذه القصص بطابع أكثر سينمائية.

هذه الجزئية تحديدًا أصبحت ميزة وعيبًا في نفس الوقت؛ ميزة لأنها سمحت للحوارات القوية الأصلية باحتلال المساحة الأبرز زمنيًا ودراميًا، وعيبًا لأنها تركت الفيلمين محبوسين في سجن المسرح، وبلا طابع سينمائي أو بصري فعال.

Nomadland | كيف تصنع فيلمًا مملًا بالمواصفات القياسية لليسار والجوائز؟ | حاتم منصور

المشكلة تزداد وضوحا هنا عن الفيلم السابق، رغم الثراء الإنتاجي الأكبر في الملابس والديكورات، ومحاولات مخرج الفيلم جورج سي وولف تنفيذ بعض المقاطع بمونتاج سينمائي سريع؛ لأن وجود هذه العناصر والمقاطع أصبح أشبه بمحاولة تنكر مفضوحة، تذكرنا أكثر وأكثر أن هذه مسرحية تدعي أنها فيلم.

فيولا ديفيز – Ma Rainey’s Black Bottom

رغم هذا، قد يكون منهج واشنطن أفضل من محاولة تفكيك النص لطابع سينمائي دون تحقيق مكسب فعلي، وهو العيب الذي ناقشناه مؤخرًا في مراجعة فيلم One Night in Miami الذي يقتبس أحداثه عن مسرحية أخرى بخصوص العنصرية أيضًا.

One Night in Miami | ليلة عن العنصرية مع 4 أيقونات – 4 عيوب – 4 أجندات | حاتم منصور

إلى حد كبير، يعوض فيلمنا هنا هذه العيوب، بطاقمه التمثيلي الجيد.

ورغم أن فيولا ديفيز هي صاحبة الأداء الأفضل فيه، يمكن القول أن الفيلم سيظل أيقونيًا أكثر لبطله شادويك بوسمان.

ماريني هو الأخير في مشواره قبل وفاته، ومشاهدة شخصيته هنا كعازف أسود شاب يحاول الهروب من قيود العنصرية وتحقيق ذاته كفنان، يترك تأثيرًا نفسيًا مضاعفًا على معجبيه، لأنه قام بتصوير الفيلم وهو يحارب للهروب من مرض السرطان.

شادويك بوسمان – Ma Rainey’s Black Bottom

بفضل أداء النجمين وأداء آخرين أهمهم العجوز جلين تورمان، يحلق الفيلم في بعض المقاطع الدرامية خارج سجنه وعيوبه، ويكتسب استحقاقًا للمشاهدة. وبالتأكيد سيكفل لـ (فيولا ديفيز – بوسمان) تذكرة ترشيح للأوسكار على الأقل.

وداعًا بلاك بانثر.. رحلة السبع سنوات لـ تشادويك بوزمان في البطولة| الحكاية في دقائق

لكن في عام شهد أدوارًا أكثر ثراء وسحرًا، وتجارب سينمائية مميزة، يبدو الانحياز المبكر للفيلم وأبطاله على حساب آخرين بخصوص الجوائز، كحصاد لقضيته ووفاة بطله المبكرة، أكثر منه كانحياز لابداع استثنائي فعلي، والتصنيف كأفضل ما في هذا الموسم.

جلين تورمان – Ma Rainey’s Black Bottom

تمامًا مثل البطل الذي يفتح الباب في أحد المشاهد ليجد نفسه حبيسًا من جديد، ويلفت أنظار الآخرين طوال الوقت دون أن يحصد دعمهم الكامل، يمكن تصنيف الفيلم كعمل يكافح بجدية لاثبات نفسه، دون أن يخسر احترام المتفرج بالكامل، أو يحصد آهات إعجاب استثنائية مستحقة منه.

بقى فقط أن نعرف هل ستميل الأوسكار لتكريم شادويك بوسمان في المحطة الأخيرة الممكنة لتكريمه؟ أم أنها ستميل لكفة أنتوني هوبكنز عن دوره في فيلم الأب The Father أو ريز أحمد عن دوره في صوت الميتال Sound of Metal؟

لمن ستبتسم أوسكار 2021 ؟ عشر دلائل وعلامات تساعد على غش الإجابات | حاتم منصور

الشيء المؤكد من الآن أن باب الأوسكار لا يبدو موصدًا للدرجة أمام شادويك بوسمان، وأن فرصته في 2021 مقارنة بالمنافسين أفضل بسبب لونه وعرقه، على عكس بطل فيلمنا هنا.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك