تنظيم داعش خرسان يقصف مطار كابل بعد أيام من سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية في تذكير بالحرب الدامية بين شريكي “إخراج الكفار”.
النقطة الأحدث في تلك الحرب كانت السجناء. عندما سيطرت داعش خرسان أخرجت مسلحي طالبان من السجون. وعندما سيطرت طالبان اقتحمت السجون وأخرجت المئات منها، لكن عناصرها أجروا عملية تصفية ميدانية لسجناء داعش، وبينهم زعيم التنظيم أبو عمر الخراساني.
لكن أزمة داعش – طالبان بدأت قبل تأسيس ولاية خرسان نفسها؛ إذ تراه طالبان وريثًا لتنظيم القاعدة الذي ضيع طموحُه العالمي حلمَها الصغير في أفغانستان إسلامية مستقرة تحت رايتها.
عندما استولى مسلحو طالبان على كابول، حرووا مئات السجناء.
كان داعش خرسان يتوقع أن ترد طالبان جميل عام 2020 عندما سيطر الدواعش على سجن جلال أباد فأطلقوا سراح سجناء التنظيمين.
لكن طالبان أجرت عمليات تصفية ميدانية لأبرز عناصر داعش في السجون، وبينهم زعيم التنظيم أبو عمر الخراساني وثمانية من قادته.
قبل يومين من تصفيته، اعتبر أبو عمر الخراساني أن تقدم طالبان “إعلان تغيير للخير لأنهم سيطردون الكفار من بلاد الإسلام”. وتوقع إطلاق سراحه إن كان مسلحو طالبان “مسلمين صالحين”.
بشكل عام، خاضت طالبان حربًا مفتوحة ضد التنظيمات الإسلامية المنافسة بالتوازي مع المعركة ضد القوات الأجنبية.
في حالة داعش خرسان خصوصًا، بدأت الأزمة مع طالبان قبل إعلان التنظيم نفسه! تحديدًا بعد الغزو الأمريكي قبل 20 عامًا، والذي خلق علاقة غير مستقرة بين طالبان وتنظيم القاعدة.
جانب مهم من طالبان كان يرى أن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن كان السبب في جرهم للوضع الذي وصلوا إليه بعدما استخدم أفغانستان كقاعدة عمليات في أواخر التسعينيات.
صحيح أن الطرفين أجريا حملات مشتركة ضد القوات الأمريكية والحكومية الأفغانية، لكن الشقاق تضاعف بعد مساهمة عدد من قيادات القاعدة في تأسيس داعش خرسان في 2015.
وأسس داعش خرسان جيبين داخل أفغانستان: في مقاطعة ننجرهار الشرقية وفي مقاطعة جوزجان الشمالية.
طالبان مدينة لتنظيم داعش خرسان بالأساس؛ إذ إن استمراره يمثل سببًا مهمًا لتلقي دعم دولي من دول بينها أمريكا وروسيا والصين وإيران، الذين يعتبرون خطر داعش أكبر؛ باعتباره يسعى لتأسيس ولاية تشمل أجزاء من أفغانستان وإيران والجمهوريات السوفييتية السابقة.
بالتالي، بدأت قوى عالمية تنظر إلى طالبان كحصن أمان محتمل ضد طموحات داعش العالمية.
بروس هوفمان، مدير الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون يقول “ظهرت فجأة رغبة في خلق أرضية مشتركة مع طالبان”.
روسيا مثلًا تُصنف طالبان رسميًا كمنظمة إرهابية، لكنها تفاوضها منذ ظهور داعش، وفق إيفان سافارشوك، الأستاذ بجامعة موسكو الحكومية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن عدة دول بينها أمريكا ساعدت طالبان في حربها ضد داعش خرسان والتي انتهت بطرد التنظيم من جيوبه واضطرار مسلحيه للاختباء، قبل أن يعاودوا الظهور مع سيطرة طالبان.
وعرضت الولايات المتحدة الاعتراف الدولي على طالبان في مفاوضات الدوحة 2020 التي أطلقت 5,000 عنصر من عناصرها، يقول مسؤولون أفغان إنهم توافدوا على ساحة المعركة لتعزيز قوات طالبان. مقابل تعهد بمنع الجماعات المتشددة ، وعلى رأسها داعش خراسان، من مهاجمة الغرب.
ووفقًا للمخابرات الأمريكية، قدمت إيران أسلحة لطالبان. كما استضافت الصين وفدًا رفيع المستوى من طالبان مؤخرًا.