الكثيرين يتسألون عن ما هي القرصنة البحرية تعتبر هذه القرصنة مثل إعتداءات مشينة من قبل القراصنة الذين يجوبون البحار بسفنهم، وكان أكثر تواجد لهم بخليج عدن وحوض الصومال والمحيط الهندي.
قد امتدت هذه الاعتداءات على مساحات كبيرة جداً من البحار، الأمر الذي يجعل هناك صعوبة في الحد من أعمال القرصنة البحرية التي انتشرت بشكل كبير.
تسبب القرصنة البحرية أضرارًا كبيرة بالخطوط الملاحية والبحرية المهمة، كما يفقد الكثير من الملاحين والبحارة حياتهم، أو تُنهب سفنهم التجارية، كما قد يأسر القراصنة في جميع أنحاء العالم المئات من البحارين والملاحين بصورة سنوية.
ما هي القرصنة البحرية ؟
لمعرفة ما هي القراصنة البحرية سيتطلب هذا الرجوع إلى العصور القديمة، فقد كان في البدء يطلق عليهم اسم “Leystes”.
لم تكن القرصنة القديمة مثل ما أصبحت عليه القرصنة الحديثة وهي التي قلت بشكل كبير حالياً. فقد كانت القرصنة لدى القدماء من خلال الهجوم على القرى الصغيرة وعلى السفن حتى يأسروا السكان ثم يبيعوهم عبيدًا في أسواق العبيد.
أما عن ذروة القرصنة بالقديم فقد كانت بالقرنين السادس عشر والثامن عشر الميلادي، وكان هذا بسبب زيادة التجارة البحرية في تلك الفترة ولم تكن الحماية البحرية جيدة ومناسبة لعمليات التجارة البحرية.
أما عن راية أو علم القراصنة وهو الشعار الذي يميز سفن القراصنة، حيث يوجد على العلم صورة جمجمة. كما يقال أن العلم هو ما يميز أي سفينة للقراصنة ولا يتقدمون بالبحار إلا برفع رايتهم، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح.
قد فهم العالم ما هي القرصنة البحرية منذ عصور ما قبل الميلاد، كما أنها أخذت ثوباً سياسياً خلال الفترة القديمة وباستمرار أعمال القرصنة داخل القرن الإفريقي من خلال مجموعة من المسلحين من الصومال.
كان سبب ظهور القرصنة البحرية هي مشاكل الصومال التي دامت لسنوات طويلة بسبب اضطرابها الداخلي والتدخل العسكري من خلال الكثير من الأطراف الخارجية، في الوقت قامت دول من الحلف الأطلسي بنشر سفنها في الصومال بحجة محاربة القرصنة.
كان لهم علم كإشارة عن وجودهم فوق السفينة. كما كان القراصنة يقومون بأعمال خارجة عن القانون ولكن تحت شعار آخر للتمويه. فمثلاً رفع القراصنة علم إنجلترا خلال هجومهم على اسبانيا قديمًا وهذا لأن إسبانيا وإنجلترا كانتا في حرب.
من هو صاحب أكبر عملية سرقة في تاريخ القرصنة ؟
هنري إيفري يعتبر هو صاحب أكبر عملية سرقة في تاريخ القرصنة، فكان في يوم 7 سبتمبر عام 1695م حيث أتى بسفينته إلى البحر الأحمر.
من خلال مطبوعات صدرت في جامعة “كامبردج”، ذُكر أن إيفري كان يقود سفينة ترجع لسلطان مغول الهند أورنكزيب عالم كير وهو الذي يعتبر آخر سلاطين مغول الهند العظماء، كما أنه الابن الثالث للشاه جيهان والذي كان حكيم جداً.
كان اسم السفينة هو “كنج” وقد كانت تنقل الحجاجالمسلمين الراجعين للهند من مكة المكرمة، وهذه الرحلات غنية بالذهب والفضة والمجوهرات. كما أنه قد ذكر أن طاقم القراصنة البحرية قد قام بغزو السفينة، ثم قتلوا الرجال واغتصبوا النساء. من ثم قد هربوا جميعا من منطقة الشرق الأوسط وصولًا لجزر البهاما، التي كانت ملجأ للقراصنة بالبحر الكاريبي، وقد أخذوا السفينة منهم.
بعد هذا قد أعلن ويليام الثالث، وهو كان ملك إنجلترا وأسكتلندا وأيرلندا، أنه سوف يصرف مكافآت مالية ضخمة لأي شخص يستطيع أن يأسر إيفري وشركائه، وفي الأخير قد تم القبض على الكثير من طاقمه وتم شنق جزء منهم أو نفيهم.
لكن القرصان إيفري قد استطاع أن ينجو من الأسر، وحتى الآن لا يُعرف ماذا حدث معه، فلم يتواجد له أي أثر تاريخي في أي مخطط، ومن ثم قد استطاع بعض المسؤولين الحكوميين أن يعتقلوا 6 من أفراد طاقم السفينة قريباً من الساحل الأيرلندي في عام 1696م، لكن القرصان هنري إيفري لم يُعثر عليه في أي مكان.
لماذا اختفت القرصنة البحرية في القرن الإفريقي
يرجع اختفاء القرصنة البحرية داخل القرن الإفريقي لبعض العوامل من أهمها وجود الكثير من القوات البحرية داخل المنطقة للحماية ضد هجمات القراصنة، مع وجود بعض العمليات التي تمت من خلال القوات الكينية على أرض الصومال.
كذلك تم عمل الاستعدادات والاحتياطات التي قام بها بعض من ملاك السفن من خلال تغييرهم لطرق الملاحة وإمداد السفن بالأسلحة اللازمة لصد هجمهات القراصنة.
ما الذي قامت به المخابرات البحرية الأمريكية ضد القرصنة
قامت المخابرات البحرية الأمريكية بإعلان اختفاء هجمات القرصنة البحرية من داخل منطقة القرن الإفريقي بصورة نهائية، حيث لم يحدث لأي سفينة أي عمليات اختطاف بالمنطقة في عام 2013م.
ويمثل عام 2013م العام الرابع على التوالي الذي يشهد تراجعًا في عمليات القرصنة البحرية في المحيط الهندي، بعدما بلغت أعلى معدلاتها في عام 2009م حينما تم اختطاف 52 سفينة وناقلة.
كما جاء في تقرير المخابرات البحرية الأمريكية، إن عام 2013م كان فيه هجمات من خلال 9 سفن فقط داخل منطقة القرن الإفريقي، لكن لم يستطيع القراصنة اختطاف أي من السفن العابرة.
أخر عملية حدثت كانت من خلال هجوم القراصنة في 2013م من خلال 31 سفينة حيث قد قاموا باختطاف 9 سفن من داخل منطقة خليج غينيا.
أسباب زيادة حوادث القرصنة البحرية بالعقد الأخير
كما صرحت المنظمة الدولية للملاحة البحرية من خلال واحد من تقاريرها سبب زيادة حوادث القرصنة بالعقد الأخير وهي:
– التطور التكنولوجي هو ما دفع بالسفن الكبيرة تسير من خلال طواقم ملاحية عددها قليل، وهذا جعل مهمة القراصنة سهلة للاستيلاء على السفن. كذلك وجود بعض من الجماعات لها أجندات سياسية تسعى لكسب الأموال، مما يدفعها لأعمال القرصنة والخطف والأسر ليستطيعوا أن يشتروا الأسلحة والرجال.
– قلة الميزانيات التي توفرها الدول للسلاح البحري بالمقارنة بميزانيات أسلحة البر والجو، مما جعل السلاح البحري ضعيف يفتقر للأسلحة وعدم أداء الأعمال البحرية الدورية بكفاءة وسرعة.
– قد كان هناك تأخير واضح لإتمام الاتفاق على إجراءات جماعية راضعة للتصدي للقرصنة البحرية، وهذا التأخير نتيجة لمصاعب ناتجة عن تداخل الأمور السيادية والإجراءات القضائية والدبلوماسية.